رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجاء الخريف العربى - هو الآخر - ملطخاً بدماء الأبرياء

 

ومع التتابع الزمني جاء «الخريف العربي» بعد «الربيع العربي» ومشي علي ذات المنوال ملطخاً بدم الأبرياء، حتي الربيع الذي جاء إلي الأمة العربية وأنشدنا فيه ما يليق بعطر أريجه:
أتاك الربيع الطلق

يختال هنا ضاحكاً الحسن حتي عاد أن تكلما
وقد نبه النيروز في غسق الدجي
أوائل ورد كن بالأمس نوما
هكذا تغني شاعر العرب البحتري مبتهجاً بمقدم الربيع حيث الحب والبهجة واخضرار الزرع والشجر والنخيل.. وارتبط «ربيع الطبيعة» مع الربيع السياسي «في أمة العرب» فكانت الثورة العربية تعانق بلدان العرب بدءاً من تونس الخضراء.. عابرة أرض الكنانة.. إلا أن اللون الأخضر البهيج انقلب إلي دماء حمراء تلطخ أرض الوطن، هكذا أصبحنا نري كل يوم بل كل ساعة عند مولد الصباح أم عند المساء أو الليل إذا عسعس وأصبح قديماً بدأ نري دمائ زكية شيباً وشباناً رجالاً ونساء وأصبح منطق الإرهاب الدخيل علي بلادنا «مجهول المصدر» يعربد في ديارنا وكل يوم نري «قاتلاً محترفاً وشهيداً يسقط بعد شهيد» وهكذا تخضب الربيع الأخضر بلون الدم الأحمر.
وهنا كانت الحسرة والألم و«سوء المصير» حقاً يا أبناء الحياة نقول في دهشة:
عاد الربيع وما عاد الأحباء
لا الزهر زهر ولا الأنداء أنداء
واحسرتاه علي قوم كانوا بالأمس في بهجة الحياة حباً وأملاً وألفة «وانصر أخاك ظالماً كان أو مظلوماً» فضاعت الآمال والأحلام وكان سوء المصير.
حتي إذ انتهي الربيع في صورته الحزينة وجاء موكب الخريف، وبدأت الأمطار المسكوبة علي أرض الحياة ومعها بدأ الأبرياء يسقطون هنا وهناك، علي أرض سيناء الحبيبة، وهنا في «قاهرة المعز» وفي شتي الأنحاء دمار واعتداءات مجنونة من ذلك الإرهاب الأسود، وهكذا تخضبت - ومن جديد - أرض الوطن بدماء الأبرياء.
وكانت صيحات الألم تعبر عما في الصدور وكانت الحسرة وكان صراعاً جديداً ما بين عشاق الحياة والذين اتخذوا من الموت والغدر «عنوان حياة».
وفي ظل هذا الدماء السوداء، ننادي في كل مكان من أين أتي إلي ديارنا ذلك «الإرهاب الأسود» وأين أمة العرب مجتمعة، ولقد تفرقت بهم السبل، أرض سيناء المصرية تئن وتتوجع، وسوريا ودمشق والجنة الفيحاء موتي.. موتي.. موتي بالآلاف.. وعائلات يتمت، وبيوت

هدمت.. وتنتقل المأساة حاملة همومها تمر في «غضب نبيل» عنوانه الألم الدفين علي أرض العراق الحبيب - بلد الرشيد - وانتقل الأسي حاملاً همومه، صوب اليمن الذي كان بالأمس وعبر التاريخ «اليمن السعيد» هذا في شرق القارة الحزينة إلي غربها حيث الموت علانيةً في ليبيا بلد «عمر المختار» وصيحات الغضب تهز وجدان العالم:
أين هيئة الأمم المتحدة؟
أين مجلس الأمن والأمان؟
بل وأين محكمة العدل الدولية؟
ومن قبل ومن بعد أين العرب؟
وصيحاتهم في بهاء.. أمجاد.. يا عرب أمجاد.
وهل نسيتم يا أمة العرب والعروبة ما قال لكم من قبل شاعركم المتألق دائماً نزار قباني:
ماذا قال: أنعي لكم يا أصدقائي، اللغة القديمة، ومفردات العهر والهجاء والشتيمة.
أنعي لكم نهاية الفكر الذي قاد إلي الهزيمة إذا خسرنا الحرب لا غرابة، لأننا ندخلها بكل ما يملك الشرقي من مواهب الخطابة، بالعنتريات التي ما قتلت ذبابة، لأننا ندخلها بمنطق الطبلة والراية.
السر في مأساتنا.. صراخنا أضخم من أصواتنا، وسيفنا أطول من قاماتنا، خلاصة القضية توجز في عبارة: لقد لبسنا قشرة الحضارة والروح جاهلية بالناي والمزمار.. لا يحدث انتصار.
لا تلعنوا السماء إذا تخلت عنكم، لا تلعنوا الظروف فالله يؤتي النصر من يشاء.
يا أصدقائي جربوا أن تكسروا الأبواب، يا أصدقائي جربوا أن تقرأوا كتاب.. أن تكتبوا كتاب.. أن تزرعوا الحروف والرمان، والأعناب، هل نحن خير أمة قد أخرجت للناس؟.. ومن يا تري قادر علي الإجابة والإحساس؟