رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تحيا مصر:.. أول من هتف بها الشعب في ثورة 19

في كل حدث ثوري في مصر كان المصريون مع واقع الحال يهتفون بعبارات تنم عن ثورتهم وكان ذلك طبقاً لدوافع عاطفية ونفسية ومن قبل ومن بعد طبقاً لهواتف سياسية مرتبطة بطموحات الشعوب، حيث يسقط حكم وحاكم كان جاثما على صدور الشعب ويأتي مع الثورة حكم جديد بمفهوم جديد، جاء إثر فوران اجتماعي واقتصادي وسياسي في قلب الشعب وأصبح التغيير مطلباً جماهيريا هو عنوان الثورة.

وكانت تخرج من قلب الجماهير الثائرة عبارات «مغلفة بالثورة وطموحاتها ومعبرة عن مكنون ما في الصدور.. وجعلها مثلها الأعلى تلك العبارات التاريخية الغاضبة التي نادي بها الشعب الفرنسي في الثورة الفرنسية التاريخية حيث أسقطوا الملك والملكة «لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت» وخرج الشعب الفرنسي في الشوارع والميادين مردداً تلك العبارات.. ضاع الملك وتسقط الملكية، وانتصر الشعب وتحيا وتعيش الجمهورية».
وقديماً وفي مصر الفرعونية وتحديداً في عهد الأسرة السادسة خرج الشعب المصري عن بكرة أبيه، كما يسجل في ذلك مؤرخ الثورة: «الحكيم إيبوور» ضد سقوط الملك «بيبي الثاني خامس ملوك الأسرة السادسة» وقف الشعب المصري مؤكداً نجاح الثورة وسقوط هؤلاء المقربين من الملك الذين كانوا - حسب عبارات الحكيم إيبوور «كانوا يغذونه بالأكاذيب» وكأنهم يقولون: «عاش الشعب وسقط الفرعون».
وفي ثورات المصريين إبان الاحتلال البطلمي لمصر خرج الشعب في أكثر من «ثورة قومية» ينادي ضد الحكام البطالمة: «إلى الجحيم يا ڤيلاد ولڤوس» وبطليموس الثاني وإبان حكم المماليك خرج الشعب في الشوارع والطرقات يهتف في غضب ضد

الحكام الأجانب «يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف».
وفي ثورة عرابي وقف الشعب كله مؤيداً عرابي ضد الانجليز والملك «الشعب.. الشعب هو الحاكم» وإلى المجد يا عرابي والجحيم واللعنة للملك: يسقط الملك.

ثم جاءت أم الثورات وهى بيت القصيد الثورة العملاقة ثورة 1919 وقادها ابن من صميم ريف مصر الفلاح العبقري سعد زغلول.. الذي وكله الشعب ليدافع عن حقوقه ضد الملك والاستعمار الانجليزي البغيض.
نادى الشعب بسعد رئيساً وزعيماً، وقامت الثورة جمعت كل أطياف الشعب المصري مثقفين وعمالا وفلاحين والمرأة جنبا الى جنب مع الرجل، والمسلم يؤازر قبطياً في نداء صاخب مملوء بالحماس الجماهيري: تحيا مصر.. تحيا مصر، نموت.. نموت ويحيا الوطن.
ثورة امتد لهيبها إلى مصر قاطبة وانظروا ماذا قال شاعر ثائر.
«قَد قُد من جبل المقطم قلبنا
حتى يكون على العداة شديداً
نفني ونموت وتحيا مصرنا
هكذا علموني منذ كنت وليدا
علم الآباء الأبناء ولقنوهم دروساً في الوطنية وحب مصر.. وهم يرضعون من أمهاتهم «لبن الحياة ممزوجا بحب مصر».
مصر.. مصر تحيا مصر