رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«للمرة السادسة»

إنه يصنع الحكايات، ويخترع الأسباب هروباً بعاره من مواجهة الشعب بعدما سقط عنه القناع، وابيض شعر رأسه المصبوغ بالعار «وتلك عقبي الدار».

 

المخلوع كان رئيساً مزيفاً.. وهذا برهاني؟؟

وقد تحققت النبوءة وسبق المخلوع إلي مصيره المحتوم وراء القضبان، وفي هذه اللحظة الفارقة في وجوده اصطنع «التمثيل الذي أتقنه» وادعي أنه مريض وتمارض محمولاً علي «النقالة».. وفي لحظة الحسم سقط عنه القناع.. وعرفه الشعب كما في هذا العنوان.

قولوا فيه وعنه ما شئتم من كل الصفات التي تجرده من الصورة الوهمية غير الحقيقية التي عاشها رئيسا لمصر الكبري ثلاثين عاما ما بين نهب وسلب وسطو علي أموال مصر وثمارها، وقد سقط عنه القناع تماما إبان هذه الفترة التي يتمارض فيها ويختلق الحيل الواحدة بعد الأخري، وانكشف وجهه وابيض شعر رأسه وصار ظاهرا عياناً بياناً لكل أبناء مصر  الذين خدعوا فيه، وتصوروه انه عنده بقية من رجولة أو شجاعة أو حتي علي سبيل الوهم انه قادر علي «مواجهة قدره» وكان العكس تماما، ظهر جبانا خائفا مرتعدا، وكذابا أشر، ادعي فيما ادعي انه لا يملك شيئا، ثبت انه رئيس الكذابين، كان يداري حكم الزمن فيه وكان «يصبغ شعر رأسه» حتي يعيش في الوهم الكبير أنه قادر علي حكم البلاد ويتلمس زورا وبهتانا ببقايا الشباب، والمصيبة الكبري انه إبان حكمه الدموي المملوء بالأسي ودمار الإنسان كان يصمم أنه سيظل رئيسا مادام في صدره قلب ينبض بالحياة ودفق الوجود.

<>

كل هذا انكشف أمره، أصبح حائرا وفي صورته الحقيقية جبانا رعديدا يتسول من الشعب المصري «نظرة ميسرة لوجوده».. تارة يدعي مرضا في رأسه، أو في أذنيه أو دقات قلبه غير منتظمة، أو أنه يبكي ويولول كالنساء في جنازة حياته، طالبا الشفقة بمعني «أنني- حسب روايته المجنونة- أريد أن أموت في أرض مصر وأن أدفن في مقبرة حفيدي»، هروب ذاتي من مواجهة قدره، والحقيقة المؤكدة انه لو كان حقاً يتصف بصفات الرجال، ما سلك هذا المسلك الحقير في «تسول عطف الجمهور»، إذ إنه لو كان له صفة الرجولة لوقف أمام الشعب المصري واعترف بخطئه ودافع- هو نفسه- عن نفسه وطالبا من الشعب العطف والرحمة والمغفرة.. ويطلب من الشعب الصفح الجميل، الا انه لم يكن أمينا حتي مع نفسه، إن الرجال وإن الأبطال يواجهون قدرهم بالعقل والحكمة وفصل الخطاب، وهذا يتواري من القوم من سوء ما بشر به، وما انكشف من أمره، وذهل الشعب المصري في كل جنبات حياته- كيف انخدع في شخصية هذا الذي كان رئيسا مزيفا، ولم يستطع حتي ان يقف أمام شعبه ليعترف بالخطأ ويعلل ويقدم ما يبرر مأساته التي تردي فيها، الا انه حسب شخصيته العدوانية لم يستطع حتي مع الأحلام ان يصعد الي مصاف الرجال.

<>

والسؤال الجوهري الحزين الأليم الآن،

لماذا يتهرب كل يوم من مواجهة التحقيق معه والوقوف وراء القضبان كباقي خلق الله ويرينا حجته ويكشف لنا أسراره، هذا لو كان من الصادقين، أما انه «جبان وليس رئيسا قوي البيان، يعترف بالخطأ ويبرره ويصنع دفاعه مشفوعا بحقيقة الأسباب والعلات أمام الشعب بدلا من التهرب من مواجهة قدره ليل نهار».

وآخر حكايته:

إن المخلوع «بطنه وجعاه» وان المخلوع يبحث عن دهان شعره الأسود في لياليه السوداء.. كل هذا كان أسلوب حياته التي وصل ببلاده التي تتبرأ منه، وكان يمشي علي أرضها هونا بعد هون.

<>

لقد سقط المخلوع تماما في هوة سحيقة، كشفت أبشع صورة لحاكم خان وطنه، وباع حياته قربانا للنهب والسلب، وضياع كل القيم وكل المعاني النبيلة، انهار في عهده الأسود البنيان الحضاري لمصر العظمي، فسقطت من فوق الجبل، وأبرم عهداً وميثاقاً مع بني إسرائيل علي حساب قضية الأمة العربية الكبري وخضع تماما للتعسف الأمريكي وكان مجرما في حق الفلسطينيين وكما كان مجرما في حق العراق وباع البلاد صفقة بخسة للشياطين.

<>

لو كان قادرًا علي مواجهة قدره كان أعلن أمام الشعب المصري حكايته تماما وقدم الأسباب والعلات والدفاع منه هو، وليس بحثا عن «طوق نجاة» من دفاع يعد العدة ليرسم له صورة ليست هي الحقيقة، وليعلم الجميع- وكما نراه- «أنه خان الوطن وثمن الخيانة غال»، وانه سرق مع الأموال الأحلام فصعدت معه البلاد «إلي الهاوية» وعليه وعلي كل من خان أمانة الأوطان، نقول أمام التاريخ:

ويا جبال اقذفي الأحجار من حمم

ويا سماء أمطري مهلاً وغسلينا

ويا كواكب آن الرجم فانطلقي

إ*ن أنت لم ترمي الشياطينا

ويا بحار اجعلي الماء الأجاج دماً

في وجه سارقينا: آمينا آمينا

<>

وإلي لقاء نراك وراء القضبان في ثوب السجن الأسود ثم الأحمر.. وكأنك تقول في «بلاهة» ولن يسمع لك الشعب الذي كذبت عليه وسرقت ثماره:

«يا ليتني متُ قبل هذا وكنت نسياً منسيا»..

ولتحرسك الشياطين..