رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عادت مصر إلى أبنائها.. وعاد أبناؤها إليها...



وبذلك اكتمل الأمل المنشود...
وأيضاً، مصر اليوم فى عيد....

بعد غربة سنين وسنين بعدما خضعت مصر فى الأعوام الماضيات - دون تحديد زمن - قرب أم بعد وكان الحاكم فى واد والشعب المصرى فى واد آخر، ولم يكن يشغل بال الحاكم أياً كان سوى مصالحه الشخصية ومصلحة من معه من الحواريين والأنصار، ولم يكن يشغل بالهم أو يحرك دفة حكمهم إلا أن ينهبوا ويسرقوا - هكذا جهاراً نهاراً - خيرات هذه الأمة، فكان الغضب الجماهيرى الذى ظل مكتوماً فى الصدور عاماً بعد عام وحاكماً بعد آخر، إلى أن جاء موعد الشعب فى غضب نبيل وفى يقظة عملاقة ضد الظلم وظلام السنين.
فكان قدراً مقدراً أن اشتعلت نيران غضب الجماهير، فكانت ثورة يناير ثم أعقبتها ثورة يونية، ومن يومها تبدلت الصورة القديمة وتمزقت وداستها الجماهير الغاضبة بالأقدام، ودخلت مصر بأبنائها وطموحاتهم وأحلامهم القديمة إلى عصر جديد تكلمت فيه إرادة الشعب الذى أراد الحياة فاستجاب القدر، وبدأت الصورة الجديدة مكللة بالعمل الجاد والمثمر، والتخطيط لمستقبل يليق بعظمة مصر، وقد طاف الأمل المنشود مع العزيمة والهمة والنشاط فى شتى مناحى الحياة، وبدأ التخطيط للبناء وتوكيده حتى يليق بطموحات الشعب: اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً، وبدأت تتبدل الصورة القديمة وتمزقت أوراقها حيث كان الانتماء للوطن فقد هجروا هجراناً غير جميل، وأصبحت المصالح الشخصية والعلاقات المبتورة هى السائدة فى فلك الأمة، وكانت ممثلة فى الدمار الأخلاقى والاقتصادى، والغش الفاضح فى الانتخابات أى فى دور الأمة وتزييف

إرادتها وهو «الخسران المبين».
واليوم قد اكتملت كما يقول علماء الاجتماع «الدورة التاريخية» بعد سوء الإدارة إلى العمل على معرفة أسبابها - مع الثورة - وتلافيها الواحدة بعد الأخرى، وتأخذ الدورة التاريخية منهاجاً جديداً مختلفاً تماماً عما كان فى ماضيها، لأن إرادة الشعب هى التى تختار بعيداً عن الأهواء والأمانى المزيفة..
ولقد بدأ الشعب المصرى العظيم وقد استيقظ وقد قدم نفسه قرباناً لصالح البلد، فكان - كل يوم - نرى فيه جديداً فى بناء عصر جديد، يليق بثورة الثوار، وهذا الجديد ظهر جلياً فى أعمال ومشاريع متقنة مدروسة علمياً، وقد أثبت الشعب جدارته الإيجابية فى هذا الفتح والنصر المبين، وظهر ذلك جلياً لكل صاحب بصر وبصيرة، والتفت الأمة على قلب رجل واحد: العمل.. العمل.
«وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون».
فليخرج - إذن - الفلاح فى حقله، وأستاذ الجامعة فى معهده - العلمى - حقاً وصدقاً قد استردت مصر عافيتها.. وخطوة خطوة سوف تتوج قريباً: أم الدنيا أجمعين.