عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أين محاكم الثورة يا أولى الألباب؟

قامت الثورة الحسناء بالأمل المدفون طي الصدور، وكأننا علي موعد للقائها بل ومباركتها، وكان الأمل فيها جد عظيم أن تتحقق طموحات وآمال وأحلام الشعب المصري «زعيم الصابرين» وكنا نأمل أن يعود الهدوء وتنتشر السكينة في ديارنا، وما أحلاها أماني تلك التي تتحقق معها آمال الشعوب، وما البال إذا كان في «ميزان التاريخ» الشعب المصري شعب أول حضارة إنسانية عمرت هذا الكون.

ولكن.. وآه ثم آه.. ولكن
هذه التي قال عنها الأديب الفيلسوف خالد محمد خالد، صاحب «من هنا نبدأ» وصاحب «الديمقراطية أبداً» وصاحب «محمد والمسيح معاً علي الطريق» قال: إن كلمة ولكن في اللغة كلمة مترددة، بمعني أنها «حمالة أوجه».. نعود لنقول: «ما كل ما يتمني المرء يدركه تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن».
والسؤال المنطقي الآن ويحتاج إلي إجابة عقلانية بل إلي إجابة جادة وعملية، ما نراه اليوم من دمار ومن دماء ومن بلطجة ومن عربدة ومن إرهاب غير مسبوق ومن أنين أمهات، ومن دموع زوجات، ومن تساؤلات بريئة علي ألسنة أطفال، أين أبي يا أماه؟.. بماذا تجيب الزوجة - الأم - هل تقدر أن ترد علي طفلها وتقول له بلغة الواقع: «لا تبكي يا بني.. أبوك راح ولن يعود».. هل يفهم الطفل الصغير أن تقول له الأم أبوك شهيد عند رب العالمين، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
ولا نريد به أن نزيد نزف الجراح، وإنما الخطاب موجه إلي الحكومة المؤقتة الموجودة، إلي متي الفرجة علي هذا المشهد اليومي الحزين، هل يكتفي بكلمات الرثاء الحزينة، ونتلقي العزاء من الأهل والأصحاب، ونقف طوابير.. طوابير في

تلقي «العزاء» وسعيكم مشكور وذنبكم مغفور، يا رب هذا الكون كله، هذا المشهد الحزين، الذي أصبح مكرراً بين عشية وضحاها، ويزداد شراسة وكأن القاتل وقد تجرد من كل صفات الإنسانية وقد لقن دروسه في مدرسة الغدر، أن يرتكب هذه الجرائم البشعة دون عقول أو قلب أو ضمير وأيضاً دون «دين»!
المهم آن الأوان أن تشكل دوائر قضائية تمثل «محاكم الثورة» والكل يشهد للتاريخ والحقيقة أن في مصر أعظم وأنبل قضاة في العالم، وأن العدالة هي عنوان كل محاريب القضاء و«العدل أساس الملك»، وفي كل قلب وكل قاض مرسومة في «وجدانه» و«إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل».
إذن آن الأوان.. اليوم وليس غداً أن يكون إعمال صحيح القانون أمام القضاة المصريين العدول، محاكم هي صمام الأمان، والوقوف ضد الإرهاب باسم الله والحق والعدل والقانون.
رحم الله شهداءنا، وأعان الله قضاءنا أن يعملوا في مواجهة الإرهاب كلمات علوية مُنزلة من السماء وفيها فصل الخطاب.
«ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب».
ودائماً وأبداً: «وإلي لقاء تحت ظل عدالة قدسية الأحكام والميزان».