عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وتقول الأم الحنون مصر:.لقد باعني أهلي بالمال يا ناس

باعوا مصر الأم الرؤوم بالمال الحرام، وضاعت منهم الأخلاق وغربت منهم القيم، وكانت خزائنهم كجهنم كلما امتلأت تقول: هل من مزيد؟ واحسرتاه!

 

للمرة الثانية

»بناء علي طلب الأحباء قراء هذا المقال«

 

إن ما يتردد - الآن - علي لسان كل البشر من ساكني المحروسة، من قنا إلي أسوان علي ضفاف النيل، إلي مرسي مطروح علي ضفاف البحر الأبيض المتوسط، وإلي "شرم الشيخ" وما أدراك ما هي؟ علي ضفاف البحر الأحمر.. الكل يقول في صدي واحد، هؤلاء الذين تم القبض عليهم بدءا من "المخلوع السابق" - وهي صفة جاءت في موعدها - وما ارتبط به "ثلة الفساد في البحر والجو والأرض" بدءاً من ولديه والذين معهما، والذي ذهلنا من مجريات التحقيق أنهم ملكوا البلاد والعباد، وازداد منهم الغني غناً، وعلي شاطئ الحياة الآخر: كان الفقير يزداد فقراً..

مصر تعلن اليوم أنه من باع مصر، مصر تبيعه وترميه رهن السجون والحفر، هؤلاء الذين خانوا الأمانة وباعوا القيم والأخلاق، وقريباً قيل علي لسان أمير شعرائنا:

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت

فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا

هؤلاء الذين تبوأوا أعظم المراكز العليا في شتي السلطات، وظنوا - وثبت بأن بعض الظن إثم - إنهم باقون في وظائفهم إلي أبد الآبدين، وإلي يوم الدين "يوم تجزي كل نفس بما كسبت" ثم إذ سقط القناع، "وعرفت الأمة أن مصر بيعت بثمن بخس دراهم معدودة" تماماً كما بيع نبي الله يوسف عليه السلام في "سوق العبيد".

هؤلاء القوم الذين خانوا أمانة الوطن، وسرقوا خيراته وتنكبوا لكل القيم وأعطتهم البلاد "الأمن والأمان" كل ذلك ذهب هباء وقبض الريح، وها نحن نراهم رهن السجون وكأن قدرهم الأسود هو الذي هيأ لهم احلام السيادة والسلطان بحكم مراكزهم المرموقة، إن الدنيا - كل الدنيا - قد دانت لهم، فعاثوا في الأرض مفسدين وقلبوا للحقيقة ظهر المجن، وظنوا أن كل شيء قبض يمينهم، المال يجلب المال، هكذا في عرف سوق الضلالة، والمال مال مصر التي ذرفت في ظل حكمهم الدمع الهتون، وضاعت الحقائق إثر حكم لا مثيل له في الأولين والآخرين: استولوا علي كل شيء: الحكم في أيديهم، السيادة الوهمية رهن يمينهم، ولم يقفوا عند هذه الحدود في فلسفة عمياء للحكم، بل دنسوا الحياة

السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وكل القيم الانسانية بسوء صنيعهم وآخر حلقة من حلقات فجرهم والذي وقفت الأمة كلها تلعنهم، يوم أن أعلنوا "النتيجة العار" للانتخابات الهزلية الأخيرة في عموم البلاد، تزييف وتزوير إرادة الامة، وهكذا لم يكتفوا بسرقة مالها "سرقوا ايضا إرادتها" وهي جريمة في حد ذاتها تكفي لأن تلعنهم الأمة "المجني عليها" وتحرك إرادة الأمة ضدهم في محاكمة عادلة "وفي مصر قضاء وقضاة" يوم يقولون كل بلسانه وبيانه من خلف الأسوار "أسوار السجن واسوار الزمن«:

"ياليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً"

مصر أم الحضارات الإنسانية إذا باعها ابن عاق باعته فوراً وأخرجته من جنتها وصدق "أبو الطيب المتنبي":

أولاً:

لا تشتر العبد إلا والعصا معه

إن العبيد لأنجاس مناكيد

وثانيا:

نامت نواطير مصر عن ثعالبها

فقد بشمن وما تفني العناقيد

مهما أكلت الثعالب من خيرات مصر فإن خيرها وعطاءها عطاء أبديا، مصر مضيافة، مصر كما قال عنها الأولون والآخرون وكل مؤرخي التاريخ "ضيعة القمح الخصيب" وإذا مسها الضر أو السوء "انقلب علي صاحبه".. مصر الأمن والامان وما جاء في القرآن:

"ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" "سورة يوسف: 99"

"وكم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك أورثناها قوما آخرين" "

سورة الدخان: 25: 28".

وهؤلاء قد خانوا الأمانة، وتنكبوا العدوان علي كل القيم الراسخة رسوخ الجبال في تشكيل "عبقرية مصر" ويا أيها القوم: لقد خانوا العهد والأمانة والميثاق: "ثمن الخيانة غال".. زفوهم "بلباس السجن الأبيض الي مصيرهم المحتوم وعليهم اللعنة.. عليهم أجمعين".