عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يوم الكنانة

كتبته قبل نتيجة الانتخابات المزيفة، كان حلماً وصرحاً فهوي، وترك في النفس جرحاً لا يندمل.. »وكم ذا بمصر من المضحكات، ولكنه ضحك كالبكا«.

وقد صدق المتنبي

أمنية ريانة أن نقدم للأمة جزاء وفاقاً علي خيراتها لنا مجلساً تتباهي به بين الأمم.. قوامه الحق والعدل وأعظم ما في فلسفة القانون.

والآن كنت أتمني في ذلك اليوم ستتوجه الأمة قاطبة من أقصي شمال البلاد إلي أدناها لتقول كلمة جديدة في بناء الصرح التشريعي للبلاد للأعوام القادمة، وكل الأماني الطيبة أن يتحقق معها حلم كل المصريين في مجلس الشعب، لا تزييف لإرادة الأمة، مجلس يليق بحضارة مصر وتاريخها المجيد في بناء صرح الحق والعدل، مجلس يصنعه الأعضاء »النواب المحترمون« بذوب قلوبهم وعظمة فكرهم وعقولهم جزاء للأم الرؤوم: مصر الخالدة ونكتب لها قوانين تتباهي بها بين الأمم: قوانين منتهي المثالية في ثوب من العدالة قشيب.

إن المثالية الحقة ليست في دنيانا، ولكن الوصول إليها ليس صعب المنال، إنه طريق ليس مفروشاً بالورود ولكن يمكن مع »النية الخالصة الحسنة« ومع الإدارة القادرة أن تقضي علي تلك الأشواك أشواك الطريق في الوصول إلي غايتك المنشودة.

وما نقول به حير فيما حير في مجال العلوم الإنسانية وكان في المقام الأول الفلاسفة وأصحاب العزم والعزيمة، بعض منهم وصل إلي تحقيق المثالية ولكن في »عالم الأحلام: عالم الخيالات والتصورات« والبعض الآخر أفراداً ودولاً تمكنت بالعزيمة القوية من الوصول إلي قمة الغايات وجبال الأمنيات والمثاليات.. وتفسيراً لذلك نعرض الآتي: منذ فجر الكون والإنسان - بطبيعته - يبحث عن السعادة، ما هي؟.. وأين هي؟.. هل هي داخل الإنسان أم في قلب الطبيعة »الميتافيزيقا« واشتد بحث »الفيلسوف سقراط« وبعد لأي وجدها في عبارة منقوشة علي معبد دلفي بأثينا عاصمة بلاده اليونان ممثلة في »اعرف نفسك بنفسك« وكانت الحيرة الأبدية، والتي أسلمته فيما بعد إلي أن يحكم عليه بالموت »الإعدام بلغة العصر« واجترع كأس السم ومات في هدوء.. وهو يبحث في آخرته عن »السعادة المقصودة في دنيا البشر«.

وجاء تلميذه أفلاطون في »محاوراته« ليترك دنيا البشر وما فيها من مآس وأخطاء بشرية ليبحث عن السعادة »ليست في الأرض وإنما في السماء« فكانت »جمهورية أفلاطون« التي بناها بتصوراته ليست في الأرض وإنما بعيداً عن »لؤم البشر« فكانت »المثالية في السماء«.. وبعد أفلاطون ظهرت فلسفة إنسانية تمثلت في رائدها الفيلسوف القبرصي »زينون« نادي بالرواقية كفلسفة إنسانية عالمية تحت عنوان »عش وفقاً للطبيعة« ونادي من خلالها »بالأخوة العالمية« وأيضاً »بالمدينة العالمية« حيث البشر جميعاً إخوة والمدينة للجميع »لا حدود ولا سدود« ومن هنا كانت »بذور السعادة« ولكن في ظل من الفلسفة ظليل.. ولكن: انتقلت الفلسفة هذه إلي عالم وأرض الواقع وكان ذلك عند الأباطرة الرومان الذين استولوا

علي العالم قاطبة ونادوا بالامبراطورية العالمية وأن القانون العالمي هو عنوانه »قانون هو الحق والعدل والانصاف« وأضحت روما »وطن العالم أجمعين« Roma communis patria وعند هذه الامبراطورية تولي قيادتها مجلس الشيوخ الرومان »مجلس التشريع« الحق Senatus consultus ليقدم النموذج الأمثل لأي فكر قانوني وصناعة القانون قائمة علي فضيلة الأخلاق والعدالة والإنسانية والعالمية.. وإذن وهذه الصورة المثالية لأي مجلس للتشريع يصبو إليه كل باحث عن الحقيقة، ليس من أجل سعادة ذاتية أو مصلحة خاصة وإنما من أجل الجميع أي من أجل »الصالح العام«

ومن هنا وفي ضوء ذلك فإننا ونحن نبحث عن تشكيل مجلس نيابي جديد فإننا ننادي كما نادي الأولون في عالم الفلسفة أو السياسة أو القانون أن نبني هذا المجلس علي أسس سليمة قوامها: الحق والعدل والانصاف حتي يلتقي مع حضارتنا التي عايشناها منذ فجر التاريخ وأن نعود إلي صياغتها لتكون ترجمة صادقة لكل ما نأمل وننشد: »مجلس شعب قائم علي الأخلاق الفاضلة والعدل والحق والانصاف وإعطاء كل صاحب حق حقه دون الافتئات علي حقوق الآخر« وليكون نموذجاً مشرفاً لأبناء مصر جميعاً في ظل سعادة قادمة وحرية وديمقراطية هي عنوانها المنشود وأن تعود كلتاهما من غربتها التي غابت في ظلامها سنين عددا.

اكتبوا معي صحيفة جديدة في سجل مجلس تشريع مثالي ننشده جميعاً، من أجل »أم المصريين« مصر التي حبها يجري في عروقنا مجري الدم.. وبلادي بلادي لك حبي وفؤادي وكل وجودي.. أنت.. أنت النور به اهتدينا.. »ونحن الأُسد إن خطب عراك« ولا حياة إلا بك يا مصر.. والآن.. خدعوك يا أم الصابرين.. ويالهف قلبي وعقلي يا راسخة في القلوب والعقول، ولا تحزني.. إن الفجر الصادق آت لا محالة.

لينم أبوالأشبال ملء جفونه

ليس الشبول عن العرين بنوم

ودائماً أبداً:

إلي اللقاء تحت ظل عدالة.. قدسية الأحكام والميزان.