عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أنا محامي الشعب في قضية لصوص الشعب

لكل شعب حر محام يحس بآلامه، ويغضب لما يصيبه من ضُر، يهب بحماس منقطع النظير للدفاع عنه جزاء وفاقاً لأنه عاش بخيره وجزيل عطائه وتحت الثري يخلد ويموت.

ما رأي أبناء مصر المحروسة، المحروسة من كل سوء، أن أتولي أمر وظيفة قانونية كانت عند »كل الدول العاشقة لصحيح القانون وعظمة الإجراءات« وهي وظيفة محامي الشعب أن الشعب - وهو الأصيل في العقد الاجتماعي، وأيضاً العقد السياسي أن يختار من يمثله ضد »المفترين« هؤلاء الذين تنكبوا طريق الصواب الطريق المستقيم ويأخذوا منه »منحي لارتكاب جرائم يؤثمها قانون العقوبات« وأيضاً جرائم أخلاقية وتجردهم من كل الصفات والخصائص الإنسانية هؤلاء هم: »أعداء الشعب« ومن هم؟

هم أمثال هؤلاء الذين نراهم رهن السجون وخلف الأسوار، وقد خانوا أمانة الوطن تلك التي أمسكوا بتقاليدها في غفلة من الزمن، وعاشوا وكأن »الدنيا دانت لهم« وحسبوا بل وظنوا أن مصر الحبيبة الغالية المعطاءة قد سلمت لهم تقاليدها ومفتاح خزائنها، إلا أنهم سرعان ما سقط عنهم القناع، في لحظة غضب فيها الشعب الحر ضد هؤلاء وهؤلاء، فكانت هبة الشباب تلك التي باركها الشيوخ وكان »الموعد مع القدر« في يوم من أيام السعد تماماً عند منتصف نهار يوم الثلاثاء 25 يناير هذا العام الأسعد »عام 2011«.

في فلك الميدان كتب القدر كلماته من نور، وحاول اللصوص بكل ما أوتوا من خبث ودهاء وقوة صورية أن يطفئوا نور الحق والعدل وحماس الشباب فجاء سعيهم الهزيل المريض بالخسران المبين.

أراد الشباب الحر النقي التقي الورع أن يكتب لنا الحياة، وحاولوا هم أن يسوقوا الشعب إلي الموت والحياة إلي دمار، ولكن همة الشباب الفتية القوية كتبت للشعب العظيم المجد والسؤدد فكانت هزيمة اللصوص وانتصار إرادة الشباب نيابة عن الشعب المصري »وليد الخلود«.

أبوالقاسم الشابي شاعر كل زمان الذي كتب قصيدته التي لحنها الثوار في كل زمان ومكان عن »إرادة الحياة«:

إذا الشعب يوماً أراد الحياة

فلابد أن يستجيب القدر

ولابد لليل أن ينجلي

ولابد للقيد أن ينكسر

ومن لم يعانقه شوق الحياة

عاش أبد الدهر رهين الحفر

وقد حدث تماماً أن شعب مصر بعد ذل الاستعمار الداخلي عن طريق »لصوص المدينة« أن ينهض.. بعدما شعر بالمهانة أعواماً وأعواماً وحطم الأصنام، ودخل بعزيمة أبنائه نحو عهد جديد فيه النور والبهاء والعظمة »تماماً كما حطم الأولون الأصنام وداسوها بالأقدام«.

وأيضاً تحققت أمنية شاعر الشعب العربي »بل العالمي« أبوالقاسم الشابي في قصيدته التي يناجي فيها أمانيه نحو تحطيم »لصوص الأوطان«

قائلاً:

يا ليتني يا شعب كنت حطاباً

فأهوي علي الرؤوس بفأسي

وأدفنهم رمساً بعد رمس

»ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين«

ومع صيحة الثوار منذ فجر تاريخ الثورة الإنسانية عند الحكيم إيبوور ضد الفرعون الطاغية في عهد الأسرة المصرية - الفرعونية السادسة.. ووقفة الشعب المصري ضد الهكسوس ومع رمسيس الثاني في موقعة قادش.. وفي رفح عام 217 ميلادية ضد غزو تجار الموت من أبناء وأحفاد الهكسوس، الشعب المصري الذي دافع عن شرف الوطن.. حديثاً ضد الإنجليز ووقفة أحمد عرابي ضد الظلم، ونحن »قوم لا نورث« والشاب العملاق مصطفي كامل في معركة دنشواي وملأ الدنيا لصالح قضية الأوطان ومحمد فريد من بعده والزعيم عالي المقام سعد زغلول تفديه بالروح يوم تم الاعتداء عليه بمحطة مصر.

وكانت تحرسه العناية الإلهية في السماء وقلوب أبناء مصر علي أرض الكنانة:

الشعب يدعو الله يا زغلول

أن يستقل علي يديك النيل

إن الذي اندس الأثيم لقتله

قد كان يحرسه لنا »جبريل«

الله.. الله.. يا عظمة مصر العظمي.. نموت.. نموت فداك وأما هؤلاء الذين »مع كبيرهم الذي علمهم السحر« وأرادوا أن يغيروا مجري التاريخ في بشاعة جرمهم: نهب وسلب وثراء فاحش وخزائنهم التي كانت كجهنم »تقول هل من مزيد«.

آن للشعب أن يختار وكلنا رهن إشارته في أن ندافع عنه جزاء عطائه الأبدي لنا، ضد هؤلاء اللصوص، ومعنا الحق كل الحق، وقبض يميننا كل الأدلة والبراهين و»حبال المشانق جاهة لتلتف حول رقابهم«.. لقد خانوا الوطن و»ثمن الخيانة غال«.. ودائماً وأبداً:

إلي لقاء في محاريب الحق والعدل والقانون.. »في ظل عدالة قدسية الأحكام والميزان«.

وأما بعد: نحن خط الدفاع عن الأمة ضد شياطين الإنس ولصوص الوطن.