رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بحق دماء الشهداء.. »الشعب يريد محاكمة الرئيس«

 

للمرة الثانية.. »نعيدها بناء علي طلب آباء وأمهات الشهداء«.. الرئيس السابق لم يقتل فرداً بذاته، وإنما قتل أمة، بل وكأنما قتل الناس جميعاً.. سوف تنصب المحكمة في »ميدان الشهداء« ميدان التحرير »سابقاً«.

معذرة نقصد الرئيس الذي كان رئيساً.. ما قرأناه عنه وعن أسرته الكريمة »نقصد التي كانت كريمة« ما لا عين رأت ولا أذن سمعت وما طرأ علي عقل بشر، ما هي الثروة التي سرقتها هذه الأسرة مليارات وبليارات وفيلات وقصور وأراض وجنات »لا تجري من تحتها الأنهار« ليست هنا في بلدنا الأسيفة الحزينة بل في بلاد الدنيا وعواصمها في لندن وفي باريس وفي نيويورك وأيضاً في دبي ولو بقي قليلاً قليلاً (كان سوف يستعمر الأرض شمالها وجنوبها الزرع والضرع والصحراء رمالها ودوابها وجمالها.. إلخ) »عجبت حتي كدت لا أتعجب«.

وبمناسبة جمالها ويضاف إليها حميرها فإنه بكل القطع واليقين هو المحرض الحقيقي وليس المحرض حسب تقسيم فقهاء روما لأنداء وتشكيلات الشركاء في الجريمة جنباً إلي جنب مع الفاعل الأصلي فيها.. الكل يعلم - الآن - علم اليقين أن الرئيس السابق كان يرسم ويخطط لأن يحكم إلي الأبد ولم يكن في حسبانه »أن لكل أجل كتاباً« وكل البشر من الإمبراطور إلي الرئيس إلي عباد الله - كما قالت الفلسفة الرواقية - كلهم كلهم »سوف يجمعه في نهاية المشوار شاطئ الموت«.

ولكن سيادة الرئيس السابق - الذي يتربع علي عرشه طريداً شريداً بذلك المكان المفضل إليه »شرم الشيخ« ويا هل تري هل ما زال يفكر في عودة إلي أحضان الحكم.. أم ماذا يدور في خلده وهو يستمع صباح مساء لصيحات أبناء »أم الصابرين التي صبرت عليه طويلاً طويلاً«.. مصر الحبيبة الغالية التي من مسها بسوء كانت نهايته.. كما نري طريد البلاد والعباد ولعنة الجماهير.. في ميدان التحرير وفي مصر الجديدة وعلي شاطئ البحر الأحمر حيث منفاه أو الأبيض أو الأسود سواء »سوء المصير«.

كان الرئيس الماضي كثيراً ما يردد دائماً أنه سوف يحكم ويحكم ما دام في صدره قلب ينبض بالحياة.. وهذه المرة خسر الرهان وغاب عنه حلو الأماني تلك التي أراد أن يعيش رئيساً ويظل رئيساً حتي »إذا واراه التراب وانهال عليه في قبر يا تري أين سيكون؟«.

وثيقة اليوم هي وثيقة اتهام يجهزها أبناء النائب العام ووكلاؤه.. وقضاة مصر في انتظار رؤياه بلباس المجرمين الأبيض وواقفاً شارداً وراء القضبان ليوجه إليه الاتهام الموثق بالدليل والمستند والبرهان.. وثيقة اتهام كما ارتكبه من جرائم لا تغتفر ارتكبها مع سبق الإصرار والترصد و»عمدياً« شاملة ركني كل جريمة في ركنيها »المادي والمعنوي.. أي القصد الجنائي الثابت« وكانت النتيجة أنه ينهب وأبناؤه يسرقون قوت الشعب علانية »هو وحواريوه وأنصاره والجميع زفوا إلي السجون الواحد بعد الآخر، وموعد رئيسهم آت لا ريب فيه«.

مصر في ظل عهده ثلاثين عاماً وثلاثين ألف جريمة ارتكبها في شتي ربوع البلاد وشتي مجالاتها: اقتصادياً انهار الاقتصاد ومعها جفت السنابل وازداد أتباعه غني وباقي الشعب فقراً ودماراً، واجتماعياً حيث أصبحت الجرائم بشتي أنواعها في عهده غير الميمون.. الجرائم الاقتصادية من رشوة واستيلاء علي أراضي مصر الخصيبة، واجتماعياً الزوج يقتل زوجته وأبناءه والوالد والولد.. وضاعت الرحمة من كل القلوب بحثاً

عن منقذ وهو بعيد كل البعد عن مجرد الشعور الإنساني لنظرة ميسرة لما يدور في فلك البلاد.. »ولكن إنك لا تسمع من في القبور ولا الصم الدعاء«.

والجريمة الكبري الحياة السياسية التي فيها نهضة الأمم وفيها يعبر الشعب عن رؤياه في نمط وطريقة حياته له وأبنائه من بعده حياة حرة كريمة في حياة سياسية كريمة.. عادلة.. نزيهة.. حرة.. وكلها.. كلها كانت في عهده الدموي كثرت الاعتقالات وطبق طيلة حكمه أبشع قانون صنعه الشيطان وكم عبرنا عنه آلاف المرات »قانون إبليس، قانون أبي لهب« وفي قاموسه اسمه »قانون الطوارئ«.. والانتخابات مخالفة بلاد العالم أجمعين أبشع أنواع التزييف والتزوير.. وآخرها، وهي ضمن الأسباب الجوهرية »التي قصمت ظهر البعير« حيث زيفت إرادة الأمة قاطبة.. ويقف في بجاحة دونها »لؤم اللئيم« ويقول: كانت أعظم انتخابات سليمة نزيهة.. وقد خاب ظنه وانكشف أمره.. وجاء القضاء المصري العظيم ليقرر ويحكم بأحكام نهائية »أن مصر شهدت تزويراً جماعياً في شتي العمليات الانتخابية« في مجلس الشعب ومن قبله مجلسه الخاص »مجلس الشوري« الذي لا طعم ولا لون له.. سوي هؤلاء الذين دأبوا بفضل زعيمهم رئيس هذا المجلس الحديث الممل عن »عظمة الرئيس وعبقرية الرئيس وكما قال وأفتي الرئيس« والشعب كله يتعجب ويلعن وينتظر يوم الخلاص.

قلنا في مقال لنا في الفاتح من يناير العظيم ويوم مولده عام 2011 وكأننا ننادي الغيب يوم 25 منه، يوم انتصار إرادة الشعب المصري بفضل شبابه، قلنا وشاء القدر واستجاب لنبوءتنا: »إنهم - هم - يرونه بعيداً بعيداً ونراه قريباً قريباً«.. وقد كان.

هذه هي المقدمة التي في ضوئها سوف تتولي النيابة العامة - بعد التحقيق وتوجيه الاتهام - بأن مبارك وأهله وبنيه وذويه لم يرتكبوا جريمة قتل واحدة أو اثنتين.. و»إنما قتلوا الناس جميعاً«.. ومصر قاطبة تنتظر يوم الخلاص النهائي.. بأحكام قضائية تتناسب مع قتلة الشعوب.. ويكون التنفيذ علانية.. وأين.. في »ميدان التحرير«.. ميدان الشهداء حتي يطمئن كل شهيد في سمائه.. وحكمة خالق الكون ضد الظالمين.

»ومن قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً«.. »وما جزاء من قتل شعباً بأكمله؟؟«.