رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الله.. الله يا قضاة مصر

حماة العدل في بلدنا، قلوبنا وعقولنا وكل ما نملك تقف مناصرة لكم، لأنكم وأنتم تقضون في قضايانا - أي قضاة الشعب - وإنما يكون دستوركم وعنوان الحكم: «العدل أساس الملك».. في ظل هذه العقيدة التي رسختها القرون قرناً بعد قرن، والأجيال جيلاً بعد جيل، وحينما تحتدم الأمور، وتزداد حيرة الشعوب لا تجد لها قبلة ولا ملاذاً ولا ملجأ إلا إليكم.. أنتم النور به اهتدينا.. أنتم الذين في أيديكم «قب الميزان» حينما نوجه - نحن الشعب - قبلتنا صوبكم تكون الطمأنينة، وتكون الراحة النفسية، لأننا في محراب الحق والعدل والانصاف.

بجانب هذه المعاني الوجدانية، ومنذ فجر التاريخ كان القضاء ولا يزال وسوف يستمر لأنه من قلب وروح مجتمع مصري حضاري، منذ فجر تاريخنا والمصري القديم «إله العدل» وآلهة العدالة والحقيقة هي «الآلهة معات».. ومعها كل قضاة مصر يضعون في أعناقهم تمثال هذه العدالة، التي تذكرهم - كما تقول النصوص - بالحق والعدل وأن يحكم بين الناس في ظل من «العدالة المقدسة في حماية الإله الأعظم أوزوريس».
والقاضي الأول في دنيانا المصرية كتب الوثائق مدعمة بهذه الآيات البينات من الحث علي العدالة والعمل بها وتطبيقها بين الناس بالقسطاس المستقيم.. يقول قاض مصري عظيم وهو يتكلم عن بنائه مقبرته أنه أعطي لكل من عمل في هذه المقبرة قائلاً: «لأن العدل ينزل مع صاحبه القبر».
وقبل أن ننتقل مع جذورنا نتذكر ما كانت عليه العدالة في مصرنا «أمنا الخالدة» حتي يطمئن الحاكم قبل المحكوم أن «العدالة صناعة مصرية: كانت وستظل قضية في أعماق أعماق الإنسان المصري» ومن هنا كان تكريم القاضي استجابة إلي هذه القيم الحضارية والإنسانية.
تعالوا نحيي القاضي المصري وندعو له بأن يجاهد ويكافح من أجل إرساء القيم القضائية الخالدة ليبقي القاضي والقضاء عالي المقام كما كان - وكما هو كائن - وسوف (يكون دواماً) مفخرة للإنسان المصري علي جسر الزمن كله قوياً بنيانه، صلباً في الحكم بالعدل وإرساء قيمه وتراثه.
نحيي قضاتنا في وقفتهم لإرساء قيمة حضارية دستورية هي أن يكون بناء «استقلال القضاء» وعصمتهم في أيديهم، ولا تستطيع أي قوة مهما علا مقامها أن تمسهم بسوء.
تعالوا نستمع في بهاء إلي ذلك الصوت الهادر في وجه الحاكم يقوله ثائر مصري «الحكيم المصري إيبوور» مخاطباً إياه بتحقيق العدالة:
كم رحيماً محسناً.. ونقب عن الحقيقة.
ولا تكن ظالماً حتي لا تدور عليك الدوائر يوماً.
لا تسلب فقيراً ماله ولا تنهب ضعيفاً تعرفه.
إن مال الفقير حياته ومن أخذ مال الفقير فقد خنقه.
وقد وليت لتقضي فيما بين الناس من خصام ولتعاقب المجرم.
إن العدالة خالدة أبداً.. وهي تنزل القبر مع من أقامها في الأرض.
هذا هو تراثنا: الحق والعدل وقوة القاضي وعظمته جيلاً بعد جيل.
إن العدالة - كما ترجمتها النصوص التاريخية - هي قادرة.. عظيمة.. سرمدية.
(انظر التفصيلات في عظمة القضاء في مصر عبر التاريخ: دكتور/ محمود

السقا - الحكيم إيبوور وفلسفة الحكم في مصر الفرعونية - مطبعة جامعة القاهرة 2006 صفحة 70 وما بعدها).
هذه أرضنا، وهذه حضارتنا، وهذا تاريخنا الذي نتباهي به بين الأمم، وسيظل بمثله بعدله خالداً خلود الحق والعدل وسيادة القانون.
تعالوا معي - إذن - نحيي قضاة مصر وهم يدافعون عن أهم سلطة في البلاد «السلطة القضائية» هي الأمن وهي الأمان، وهي العدل ينتشر فينا كضوء شمس الله.
الشعب كله الذي يطرق باب العدالة، وتقول أحكام القضاء: «إن باب العدالة مفتوح، ولن يوصد في وجه طارقيه».
ومن هنا فإن الشعب المصري قاطبة يمد يده يصافح به «نقاء الأيدي ويصافحها، الأيادي البيضاء المعطرة بالحق صافياً هادراً كشلالات الجنوب».
وليعلم قضاة مصر أن الشعب المصري كله، يناصر ويعاضد حماة الحق والعدل في بلده، وسوف تظل مصر الحضارة والإنسانية تضع علي بوابة الزمن «إن في مصر قضاء وقضاة».
ونقول مع الحكيم دائماً:
إلي لقاء تحت ظل عدالة
قدسية الأحكام والميزان
«القضاء المصري هو.. هو سيد قراره»

ملحوظة:
وإلي لقاء قادم، نحيي مع «الفكر المصري وحماته أساتذة الجامعة المصريين» في ظل مطالبهم العادلة، ضد القوانين المتتالية التي حاولت «أن تذبح الأساتذة» وتوقف الإبداع العلمي في ظل قانون إبليس الذي حرم عظماء الأساتذة في الجامعة في «سن السبعين» من مواصلة أدائهم في «محراب العلم» وهم قادرون ومسلحون بالعلم، وكم خرجوا من تحت أيديهم «حكام هذه البلد والقائمين علي الأمر فيها».
لتقف الأمة قاطبة مع مطالبهم العادلة ونأمل ونرجو - ونشد بالنواجذ علي هذا الأمل والرجاء - أن يصل إلي مرحلة التنفيذ ويصدر قرار رئاسي من رئيس الجمهورية ليضع الأمور في نصابها الصحيح.
ونعطر القول والرجاء بقول النبي عليه الصلاة والسلام:
«العلماء ورثة الأنبياء»
«ومداد قلم العلماء كدماء الشهداء سواء بسواء»
وما قاله أمير شعرائنا أحمد شوقي:
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
ويتساءل شوقي:
أعلمت أشرف أو أجل من الذي
يبني وينشيء أنفساً وعقولا
نعم يا شوقي: «إنهم علماء هذه الأمة».