رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ولا يزال التساؤل حائراً: إحنا رايحين فين؟!

جاءت الثورة في موعدها بعد طول انتظار في مواجهة حكم حاكم ظالم ظلم الليل الأسود محكمتهم الآن رهن السجون واستبشرنا بهم خيراً

تمر الأيام وتتوالي الليالي، وتغرب شمس النهار، وننتظر مشرق نور الفجر الوليد، وإنها - إذن - هي الحيرة الكبري التي أصابت البلاد والعباد، ومن نظرة خاطفة إلي ما يدور حولنا في تلك الساحة الكبري وذلك الميدان الفسيح بحثا عما تطمئن إليه القلوب والنفوس الظمأي لمعرفة ماذا وراء الأحداث أو كما يقولون: ماذا وراء الأكمة ما وراءها؟
يا هل تري وراء «عفريت من الإنس أم عفريت من الجن» لا نعلم، كل الذي يثير فينا الأشجان والحيرة أن أحدا - أي أحد - لا يفهم ما يدور من حولنا أو ما يتم من أمامنا أو من خلفنا.
إيه الحكاية أيها الشعب المصري العظيم، ثورة جاءت إلينا في موعدها مع القدر، هدية السماء الي أبناء مصر  وكانت الفرحة الغامرة الكبري بنشأتها يوم مولدها، فقد جاءت ولم تخلف لمجيئها موعداً، جاءت هدية القدر الي سكان مصر، فقد اشتاقت الأمة قاطبة الي فجر جديد يبدد ظلمات الناس والقنوط وحكم أسود غاشم أخذ بمصر الكبري الي مصاف الهاوية، رئيس يريد أن يحكم للأبد، ويستولي وعصابته علي كل خيرات مصر، وفي الوقت نفسه يمهد مع أنصاره الضالين المضللين الي إفساح الطريق الي إرث ابنه المكروه حياتياً وشعبياً.
المهم كانت الفرحة غامرة عظيمة تليق بعظمة الإنسان المصري، إنسان الحضارة وشهوده: النيل والهرم.
لنترك هذا جانباً ونتعايش مع الأمل والحب والعطاء الإلهي لما انتهت اليه الثورة الكبري عبر الشهور الماضية وهل حققت مرامها وإلي أي مدي؟.. هل عادت العصمة حقا وفعلا وقولا وتطبيقا الي أبناء مصر أم أن الأمور شابها ما نراه - الآن - وما جعل أمره يتردد علي كل شفاة؟.. ما الذي حدث وأين ثمار الثورة الناضجة الناضرة؟ وأين حق الشهداء وما أقسمنا عليه منذ يومنا الأول أن نعمل ما يرضيهم في عليين، وقلنا فيما قلنا «إن دماء الشهداء هي التي بفضلها شكلت حياتنا في أعقاب الثورة مباشرة»، فكانت المؤسسة التشريعية العظيمة ممثلة في «مجلس الشعب» وكانت انتخابات حرة عظيمة ديمقراطية عادلة، وفرحتنا الكبري حين خرجت النساء من كل فج عميق ووقفن جنباً إلي جنب مع شباب الأمة وشيوخها ليدلوا بأصواتهم وكانت بارقة النور والأمل، ثم بدأ المجلس الموقر يمارس عمله من خلال لجانه والمناقشات المثمرة تحت قبة البرلمان.. إلا أن لكل عمل عظيم ما يحاوره في «شوارع الحياة الخلفية» فكانت الدعوة لتأسيس

جمعية تكتب للبلاد «دستوراً جديداً» وبدأت البذور الأولي لأول خلاف واختلفت الآراء حول هدف واحد، وحتي كتابة هذه السطور لم يصل القوم إلي كلمة سواء، مع أن الأمر لا يحتاج الي جدول من جداول الحسابات هذا الفريق أو ذلك الآخر، وهل يضع النواب الدستور وحدهم، أم أن خارج البرلمان هو المختص أم نسبة وتناسب ليمثل كل طوائف وعباقرة البلاد.. ويعلم الله وفي كل يقيني أن الأمر لا يحتاج الي هذه «الحيرة الكبري» فإن الدستور في طياته ومبادئه جاهز تماما ويمكن في يوم أو بعض يوم مع بعض فقهاء القانون الدستوري أن يضيفوا ما يصبو إليه الشعب من جديد؟
ثم ما هذه الصورة القائمة للبلطجة من هو سببها وماذا وراءها في «الأكمة ما وراءها»؟ ثم الحادثات في كل مكان وفي كل مدينة يريد هذا «المختبئ وراء الأسوار» أن يشعل النار ويطفئ النور؟.. وبدأت الابتسامة الكبري تتواري شيئا فشيئا وراء ذلك الغزو الفكري، والبلطجة ظاهرها باطنها.. وكان لابد لنا أن ندق ناقوس الخطر حفاظاً علي عظمة العطاء الإلهي من أجل مصر الصابرة المصطبرة، وحتي تستقر أرواح الشهداء في عليين، وننتهز الفرصة لننادي الجميع أن يضع في الحسبان، مع الرئيس القادم، والدستور القائم أن تنتهي الفتنة الظاهرة أو المستترة، ونحن في حاجة الي حكم قوي عظيم فيه الحق والعدل والقانون، وباسم كل القيم وتراث مصر الحضاري.. سوف تشرق الأرض بنور ربها، وسوف ينعم الشعب المصري بالحرية التي غابت عنه سنين عددا، وسوف تغرد الديمقراطية في ثوب عرس أبيض يليق بالإنسان المصري وتنتهي تلك الأسئلة الحائرة وإلي الأبد، إلي أين يا مسيرة القدر.. الجواب.. الي الخير ونعيم الحياة.