عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من خضَّب أرض الكنانة بدم الأبرياء يا مخلوع؟

هل هذه هى الفوضى التى تحدثت عنها آخر أيامك السود!!
قالها المخلوع وعرش الحكم يهتز من تحته، والغضب الجماهيرى وصل إلى القمة وجاءت أنباؤه تطرق باب القصر الجمهورى (المختبئ خلفه) المخلوع.. وحين أستشعر أن حكمه ينحرف صوب النهاية، وأنه ما عاد عنده ما يقوله أو يفعله فى مواجهة «غضب الأمة قاطبة»

وبدأ وحديثه خافت يكاد أن يسمعه أحد، وبدأ يتمتم مسترحماً - حيث إنه فى حياته لم يرحم يوماً - أن يعطى فترة من الزمن  انتظاراً لانتهاء مدته فى الرئاسة - تلك التى أصبحت سراباً أمام عينه، وقال قولته الأخيرة مستجدياً «أنا وإلا ستكون الفوضى لا شك فى ذلك».
عبارة شاردة مبللة بدموع الألم، طالباً من ورائها أن يعطى فرصة أخرى وإلا... وإلا ماذا أيها المخلوع؟ لقد قامت الأمة قاطبة بثورة عملاقة لا تُبقى ولا تذر، وما عادت دموع الأفاعى بمجدية أمام الحقائق التى من أجلها وفى ضوئها تحركت الجماهير من كل فج عميق صوب ميدان الشرف والعزة وكرامة الأمة «ميدان التحرير».
والحديث الآن ما هو التفسير الأمين لتلك العبارة التى رددها المخلوع فى يومه الأسيف، هل يقصد أنه كما قال فاجر جبار من قلبه «أنا أو الطوفان» وهل يحذر الأمة الصابرة والثائرة «بسوء المصير»؟
بعيداً عن كل التفسيرات العقلانية والتساؤلات المريرة والحزينة عن السبب المباشر أو غير المباشر فيما أصاب بلد الحب والخير والنماء.. مصر السلام، مصر الحب، مصر النور... ماذا دهاها وانقلب معيار الحياة نحو الظلام الأسود، والبلطجة التى عمت وسادت وساءت، فى بقاع الوادى الخصيب كتب دم الأبرياء ملحمة حزينة، فى ميدان التحرير تارة، وفى شارع محمد محمود تارة أخرى، وأمام الماسبيرو ثالثة ورابعة، ثم كانت المجزرة الكبرى واللا مسبوقة على أرض ميدان العباسية، وأين ... أمام وخلف «مبنى وزارة الدفاع».
من الذين وراء هذه المآسى، وتلك المصائب التى ليست من شيمة أهل مصر؟ وما الذى يقصده من

هم وراء «سور الأحزان» وقد بلغت القلوب الحناجر، وبلغ السيل الزُبى كما تقول حكمة الأيام.
إن القلق النفسى الذى ران على القلوب والصدور ازداد ألمًا وحزنًا ولا يدرى ما هو المصير؟ وإلى متى تستقر الأمور وتعود البلاد إلى عصرها الناضر بآيات من الحب العميق.. وتستقر الأوضاع ويكتب الشعب وثيقة الحياة التى اشتاق إليها طويلاً، ويكتب - فوراً - كلمات ومبادئ وأحكام الدستور ليكون للشعب هادياً ومنيراً، وليتمكن مجلس الشعب بالقيام بواجبه التشريعى والدستورى والرقابي، وتتشكل الحكومة باختيار شعبى حر وتبدأ فى ممارسة عملها فوراً، وتخطط ليعود الأمن للبلاد والأمان ويأتى الفارس المنتظر ممتطياً صهوة جواده، بإرادة شعبية حرة يحمل عنها أمانة الدفاع عما أصابه من تدهور واضطراب ويمسح عنها عار «الفوضى الوقتية والمصطنعة، ويكتب للأمة عهداً جديداً ويطرق مع آمالها صبحاً كله نور.. وحب.. وحياة.
ومن هنا يكون الغد أحلى وأحلى تماماً كعهدنا بحاضرنا الذى ناجيناه فكانت الثورة.. ونلتقى الزمن فى بؤرة واحدة ونردد مع الشاعر السودانى الطيب آدم وقيثارة الغناء العربى أم كلثوم:
قد يكون الغد حلواً حلواً
إنما الحاضر أحلى
وحقاً وصدقاً هذا ما قامت من أجله ثورة الشعب الكبرى والتى كان مولدها يوم 25 يناير من عام 2011.
وإنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً.. قريباً..
ويحرس الله أرض الكنانة.