رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«والكل هباء وقبض الريح»

ولماذا هذا الخلاف اللا مسبوق؟
وماذا في جعبة الأيام، أيها القدر المحتوم؟ وما هذا الذي يدور في فلك ديارنا وما هذه الضجة الكبري التي نراها في شتي مرافق الدولة؟ وما هذه «الفلسفة العمياء» التي هي بضاعة نفر من المفكرين والسياسيين وأيضا رجال القانون.

الاختلاف في كل شيء،وإذا عددناها عددا لا نستطيع أن نحصيها، ولكن السؤال الأكثر حيرة: لماذا هذا الخلف الواضح في مسائل جوهرية وفي الوصول الي مرفأ الأمان فيها صلاح للأمة أكيد.. ولكن الحقيقة جاءت عكس ذلك، وما عاد للملاح الماهر من سبيل،وما عاد للحكمة القديمة من ثبات علي المبدأ تلك التي تفلسف قدر الأيام، وهي «إنه الهدوء الذي يسبق العاصفة» ولكن الحاصل الآن هو «العاصفة نفسها» وما عادت تعرف بداية أو نهاية.. وآية ذلك وبرهان ما نراه ونحسه ولا نرتضيه:
كلنا كان مشتاقا الي «ثورة».. ثورة تأتي لتنقذنا من الضياع الكلي الذي ران علي نفوسنا وديارنا وشتي أنماط حياتنا «سنين عددا».
دمار شامل وكامل في شتي دروب الحياة، سياسيا، كان التزوير والتزييف لإرادة الأمة وكانت الانتخابات الصورية والمصطنعة هي عنوانهم الرئيسي في تبوؤ المراكز التشريعية والتنفيذية العليا في البلاد، واقتصاديا انهيار السوق التجاري والعمل والعمال الي أرقي درجات الضياع وسوء المصير، فكانت الثورة العمالية المكتومة في صدورهم، والاجتماعية فكانت السرقات والنهب والمال الحرام الذي كشفت عنها لتحقيقات المعاصرة، عن كبارهم الذين أثروا ثراء فاحشا عن طريق الملايين والمليارات والبيوت والقصور تاركي الأسي والأنين والدموع للمطحونين من أبناء مصر الذين كانوا حياري في عدم قدرتهم علي مواجهة هذا النهب في السرقات والعيش في عالم ليس هو عالم البشر، وكان الأنين هو لغة أبناء البلد.. وكل هذا وغيره وغيره.. الكثير والكثير في جعل مصر الكبري في وضع المقدمة علي خريطة العالم وهي «أم الدنيا حضارة وفكرا وثقافة وعلما».

إذن كان لابد أن تقوم الثورة داخل الإنسان في السر وهي البذرة الأولي للثورة الإنسانية في العالم كله «الشعور بالظلم - لا الظلم نفسه.. هو جذور الإنسان الثائر، أو كما قال ألبير كامي «الإنسان ثائرا» L'homme revolte.
وجاءت الثورة وتحركت منذ لحظتها الأولي في قلب الميدان التاريخي العظيم «ميدان التحرير» وسقط القناع عن أبشع صورة لحكم فاشل وفاسد، وها هي المحاكمات القضائية تكشف زيف ما كانوا يصنعون.

وباركنا الصورة منذ مولدها، وبدأت الآمال في بناء عرش لها يليق بعظمتها وتوكيدا للشوق الذي غاب عن ضمير الشعب إلي «حتمية التغيير» سقط الحاكم وسجن زبانيته .. وبدأت عمليات بناء مجتمع جديد.
ومرت الأيام سراعا، وشكل مجلس نيابي، جمع رافديه «مجلسي الشعب والشوري» وبدأت مركبة التغيير تتهادي، إلا أننا لاحظنا أخيرا أمرا عجبا، بل أمورا تحتاج إلي «إعادة التقييم العقلاني» وظهر ذلك جليا في الخلافات والانقسامات بين فصال المفكرين خاصة رجال القانون وفقاؤهم، الأمر الواحد يحتاج الي تفسيرين، في كل موضوع طرح علي الساحة السياسية في شمولها: «مجلس الشعب الأول أم الانتخابات الرئاسية الأول».
وكان مولد مجلس الشعب الأول، ثم الدستور الأول أم انتخابات رئاسية الأول - حتي حينه الخلاف في الرأي علي أشده حول تشكيل صانعي الدستور المنتظر، وكل يدلي بدلوه، في ذات الموضوع أكثر من رأي، رأي يعارض وآخر يوافق، وكل من الرأيين المتعارضين يقدم حجته ودليله.
وأصبح الناس حياري وما هم بحياري، ولكن «المغانم الشخصية علي حقوق الوطن بدأت تعود القهقري وإلي سيرتها الأولي».
ومن هنا، لابد من جماع الرأى حول صوابه، ولابد أن توضع المصلحة العليا في الحسبان، ومن قبل ومن بعد: الشهداء.. والشهداء ودمهم الذي كتب لنا الحياة، علينا أن نتفق علي كلمة سواء.. ويأتي الدستور - كما عبرت مليون مرة - مكتوبا بدم الشهداء.. ويأتي رئيس هو أمل كل المصريين.. رجلا صلبا شجاعا.. يكون فخرا لأمة وهي له من الصادقين.. وبعدها تعود مصر أم الصابرين الي بناء صرح للعدالة والحق والحرية.. في عالم يليق بثورة الثوار ونرتل في بهاء وعظمة وكبرياء:
بروحي مصر نفديكي
علي مر السنين وإن دهاكي
فأنت النور به اهتدينا
«ونحن الأُسد إن خطب عراك»

شباب البلاد خذوا المدي
واستأنفوا نفس الجهاد مديدا
وتنكبوا العدوان واجتنبوا الأذي
وقفوا بمصر الموقف المحمودا
ويكون عنوان الثورة اسما علي مسمي:
ثورة من أجل الإصلاح وليست ثورة تؤدي للضياع...
وحماك الله يا ومصر.. يا أم الصابرين.