رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وكانت لنا مع الوفد بطولات وانتصارات

وفديون وسنظل وفديين إلى نهاية المشوار، ومبادئ الوفد السامية: الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة والأمة مصدر السلطات - تجرى فى عروقنا مجرى الدم.
وكانت لنا مع الوفد بطولات وانتصارات

تفتحت أعيننا ومعها قلوبنا وعقولنا ومصر كلها تنادى: نموت.. نموت وتحيا مصر.. الاستقلال التام أو الموت الزؤام.. وصفوف شباب الوفد فى عموم البلاد يهتف من الأعماق:
يا وفد أنت النور للناس تهديها
يا وفد أنت الدواء للناس تشفيها
وكانت مصر كلها، بكل عناصرها وبكل جبهاتها ترتدى ثوب الوفد القشيب.. الوفد.. الوفد.. أغنية رددتها الملايين فى حب وعظمة وكبرياء.. لا زعيم إلا سعد.. ولا زعيم إلا النحاس ومشت بنا فى فترة حياتنا الأولى مركبة الحياة حيث الوطنية الحقة وعشق الحرية.

والذى يتتبع التاريخ المعاصر بحياد تام سوف يسجل أن الأمة بالإجماع اتخذت من الوفد عقيدة حياة وعقيدة أمل، ليس للماضى فحسب وإنما للحاضر وأيضاً مع مطلع فجر كل مستقبل آت لا ريب فيه.
ولا نلقى الكلام على عواهنه، أو نقدم الحكم التاريخى هكذا بدون برهان وإنما إذا ما تطلعنا فى «حياد تام» مبادئ الوفد ساطعة النور لرأينا أنه منذ وقف سعد باشا زغلول وصحبه الكرام ليستطلعوا رأى الأمة عن طريق «التوكيلات» وأجمعت الأمة بجميع طوائفها وأبرمت مع «سعد الوفد» عهداً وميثاقاً أن الوفد هو «أمل الأمة» وهو حامل رايتها الخفاقة بمبادئه التى تضىء شمسها نوراً وضياء: عن الديمقراطية الحقة نبعاً من أن «الأمة هى المصدر الرئيسى والدفاق لكل السلطات»، والحرية هى النور الذى هدانا فى مشوار الكفاح الشعبى سواء السبيل، ضوء ملأ الوادى أملاً وإشراقاً.. ومن هنا تكاتفت الأمة على قلب رجل واحد، فكان شباب الوفد يملأ كل الساحات فى المزارع وفى المعامل وفى الجامعات صوت الوفد الهادر يسبحون به صباح مساء.. وكانت الحركة الطلابية الوفدية عنوان «الحركة الإيجابية» ضد الاستعمار الجاثم على صدر البلاد.. وكان نشيدهم الثورى: نموت.. نموت وتحيا مصر.
شباب البلاد خذوا المدى
واستأنفوا نفس الجهاد مديداً
وتنكبوا العدوان واجتنبوا الأذى
وقفوا بمصر الموقف المحمودا

ومن هنا كان الوقود الأول لأعظم ثورة شعبية فى تاريخ مصر عبر القرون والسنين، ثورة 19 نقصد «1919» وإنما ناديناها وناجيناها باسمها الذى اشتهرت به «اسم الشهرة».. وكانت ثورة ناجحة بكل المعانى وصنعت فيما صنعت كبرياء الإنسان المصرى، وعشقه فى «المواطنة» ودفاعه عن «شرف الأمة»

وخلق طلائع شبابية تربت على المبادئ الحقة لصنع إنسانية الإنسان فداء للوطن: نفديه إن عز الفداء، وليس هذا فحسب فقد جمعت «وإلى الأبد» نسيج الأمة فى بوتقة واحدة، فقد قيل بحق:
«إن رصاص الإنجليز لم يفرق بين مسلم ومسيحي» الدم واحد.. والعقيدة واحدة.. والأمانى واحدة لأن «المصير واحد».

وكان هتاف الأمة - على قلب رجل واحد، تردد صداها فى المساجد والكنائس.. «وسبحت بحمده مياه نهر النيل الخالد، وترجمته النخل باسقات لها طلع نضيد».. «النخل رمز الوفد وأنه رمز العطاء».
وليس هذا فحسب فقد ترجمت الأمة بعقلها وقلبها وإيمانها وحدة فى الحب وفى الحياة وفى المصير..
متضامنون على الجهاد فما ترى
إلا مسيحياً يؤازر مسلماً
هش المقدس للمؤذن داعياً
وحنا الهلال على الصليب وسلما
عشق وحب وفناء فى المحبوب..
«وقد مات شهيداً - يا ولدى - من مات فداء للمحبوب».

خواطر علوية جاءتنى تطرق باب قلبى مع أغنية حلوة لعصافير الربيع، ومع زهرة تتمايل مع نسماته فى خيلاء.. وكان الحديث عذباً.. «وذا شجون». أقدمه - اليوم - إلى كل أبناء الوفد شيباً وشباناً، فى هذه الفترة الحرجة فى حياتنا السياسية طالباً من الجميع أن يهتدى بهدى «مبادئ الوفد ومثله» حتى نواصل المشوار «وما جمعه الله لا يفرقه الإنسان».. هكذا علمونى منذ كنت وليداً..
وسوف نعود نعتصم بهذه المبادئ جيلاً بعد جيل، يدى فى يدك وقلبى يعانق قلبك.. وصوت آت من وراء أسوار الزمن: يا وفد أنت النور للناس تهديها.. ويا وفد أنت الدواء للناس تشفيها.
وسلاماً على سعد والنحاس وسراج الدين فى الخالدين.