رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجلس الشعب: عليك التحية.. عليك السلام..

مصر كلها على اختلاف نزعاتها وتوجهاتها وأحزابها ورجالها ونسائها.. حتي الأطفال في المهد يتكلمون ويثرثرون عن ذلك الحدث اللامسبوق في «سوق الحياة السياسية» وهو الاقدام منقطع النظير صوب الترشح الى مجلس الشعب القادم

والذي منذ الآن يتمتع ببريق غير مسبوق، حيث بدأت الصفوف تلو الصفوف تواكب صوب تقديم مستنداتها الى المجلس المرتقب.. والظاهرة أنه بجانب رجال السياسة التقليديين في تقديم اوراقهم ومستنداتهم المؤهلة لذلك المهرجان التشريعي.. بدأ رجال ونساء يفدون لتقدمه الصفوف هؤلاء الذين تمتعوا بشعبية جماهيرية في ميدان تخصصهم.. منهم لاعبو كرة القدم المرموقون.. وأيضاً جماعة الفنانين رجالاً وسيدات: الكل يأمل نحو الوصول الى شرف عضوية مجلس الشعب.. حيث الحق والعدل والقانون وهو «المؤهل» الى شهرة أعظم وأقدر: «أليس في تمثيل الأمة قاطبة القدر المعلي لأن يشار الى عضو المجلس بالبنان حين يتقدم بسؤال او طلب احاطة أو استجوبا فيه (خير البلاد والعباد) وتكون المصلحة العامة هي الهدف الأسمى والأعظم لطموحات الجميع».

إذن: عليك التحية والسلام يا بيت التشريع، التشريع الذي هو فيه قيادة الأمة صوب الأمن والامان.. والصعود بها الى قمة جبل الحياة من أجل سعادة بني البشر، إذ تحت قبته العالية تدور المناقشات وتعلو الحوارات علواً عظيماً.. ولا يعلو صوت على صوت الحق الهادر.. وكل يحاول ان يكون ممثلاً كفؤ ليس لدائرته الانتخابية فحسب وإنما للوطن جميعاً.

والآن أصبحت رسالة مجلس الشعب رسالة كاملة الاركان معطرة بأريج الصالح العام.. وهنا تتجلى العبارة الرنانة في سمع الزمان كلنا لمصر.. نحيا لها ونذود عن ديارها.. وفي حبها، نعم، وفي حب مصر فليتنافس المتنافسون.

علينا أن نقف بالتحليل لهذه الظاهرة، ظاهرة أنماط متغيرة من نسيج المجتمع المصري صوب احراز قصب السبق والفوز بشرف تمثيل الأمة، يمكن أن نقول: إن حباً جديداً ومتجدداً في كيان الانسان المصري بدأ الشعور الذاتي «بأن مصر تعطيك كل شىء» وآن الأوان «عليك أن تقدم لمصر المقابل» وهذا التحليل يعني أن «فكرة الانتماء» بدأت تكبر وتكبر داخل الكيان البشري من أبناء مصر وهي أن «كل شىء في الوجود أخذ ورد، وبمقدار العطاء يكون رد العطاء».. وهي فكرة - لعمري - حميدة في أن فكرة المواطنة وفداء

الوطن وتقديم الفداء كاملاً غير منقوص لصالح هذا الوطن.. هذه فكرة مثالية يمكن ان نراها - اليوم - في كثير من ابنائها.

وعلى الوجه المقابل يمكن أن يكون النقيض تماماً لهذا «التحليل المثالي» ويتقدم نفر من أبناء الأمة لتمثيلها كنوع من أنواع التعالي أو المباهاة أو تحسين وضعه الاجتماعي، فيشير مثل صاحبنا تحت عبارة مصرية مشهورة: «أنت عارف أنا مين!!!»... وهؤلاء إذاً ما كتب لهم النجاح.. يكونون قد فقدوا ذاتهم أولاً ثم نبذ المجتمع ثانياً، فإن تمثيل الأمة لم ولن يكون موضعاً لأصحاب المباهاة بالانتساب اليه.. وهنا - وهذا هو الدمار المبين - يكون الانحدار لهذا النفر في سوء تمثيلهم للأمة، ومنهم رأينا بعضاً منهم يتنكب الطريق المستقيم.. صوب ما رأيناه، ومن هم على شاكلة:
نواب القروض - نواب الكيف - نواب النقوط - نواب الموبايلات - النواب الذين يهددون من يضرب عن حق خارج أسوار مجلس الشعب ويعدهم صاحبنا باطلاق الرصاص عليهم.. وهذا في حد ذاته عار على من يجلس تحت القبة مدافعاً عن أمنها وأمانها.. فإذا به يخون العهد، ويلوح بالسلاح ضارباً عنق من يطالب حول أسوار المجلس بحق من حقوقه المشروعة.. إلى آخر هذه الصورة المدمرة، ملطخة سمعة وشرف تمثيل الفرد داخل المجلس، وإبدالها بأعضاء يعيدون للمجلس اعتباره، فيه تزدهر الديمقراطية وتغرد الحرية نحو صبح جديد فيه الخير والعطاء ليكون مجلس الشعب بأعضائه جمالاً لمصر وهي لهم جمال مقيم.
الدكتور محمود السقا