رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«رمز النخلة»

الوفد ضمير الأمة وفارس السياسة في ميدانها..
«رمز النخلة»

وبداية يقول رب العزة:
«فيها فاكهة ونخل ورمان»..
وأيضًا قوله تعالي:
«والنحل باسقات لها طلع نضيد»..
وفي قوله جل علاه إلي مريم البتول:
«وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبًا جنيًا»..
وعن النخيل والشعب المصري وهو ينادى زعيم الوفد الأول، حينما حرم الحاكم الإنجليزي أي مسيرة أو إشارة إلي سعد زغلول إذ بفنان الشعب سيد درويش يقتطب من الطبيعة حبًا لسعد: فأطرب الجماهير بغنوته الجميلة التي رددها الشعب المصري في تباه وخيلاء: «زغلول يا بلح زغلول» والبلح من ثمار نخيل الوادى.

إذن
البداية حينما ذهب سعد زغلول وصحبه لمخاطبة القائم بأعمال إنجلترا «المحتلة لمصر» في ذلك اليوم، ودار بينهما الحوار الذي سجلته الوثائق التاريخية: حينما خاطبه الإنجليزي بعجرفة عرفت عن الإنجليز في ذلك الوقت، باعتبار إنجلترا «سيدة العالم» والبلد التي لا تغرب عنها الشمس.. من أنت يا سعد؟ أيها الفلاح المصري الصميم الشارب - بالهناء والشفاء - من مياه النيل المصري الخالدة.. من أنت: أنا جئت أمثل مصر. وما هو البرهان؟ وما هو الدليل؟ خرج سعد وصحبه من مقر الممثل لإنجلترا العظمى، وفورًا بدأت التوكيلات الرسمية من قبل كل سكان مصر، من أقصي صعيدها إلي أقصي شمالها، وامتلأت الصحف بتوكيلات الشعب المصري «وكلف سعد أن يكون ممثلهم أمام الغطرسة الإنجليزية» وكان هذا الصك التاريخي، وهو في ذمة التحليل التاريخي بمثابة عقد اجتماعي contract sociale وكانت هذه الرابطة «القانونية - الوجدانية» هي بداية مشوار طويل علي طريق الكفاح لأبناء مصر، فكانت المظاهرات في شتي البلاد.. تنادي: سعد.. سعد.. ومع سعد (كان السعد) وكانت الثورة المصرية التاريخية، والتي برهنت أن المصري في أحشائه الإحساس الغريزي بحي بلاده:
بلادي وإن جارت علي عزيزة
وأهلى وإن ضنوا علي كرام
مصر في القلب، وفي الوجدان «مصر الحياة والخلود» مصر لنا ونحن لها علي طريق الحضارة الممتد منذ فجر الوجود.. وكانت ثورة 1919 وكانت النور الذي أضاء ظلمات التاريخ الاستعماري الأسود.
وسعد يحمل الراية، والشعب المصري برهن بيقين أنه وجد الزعيم المنتظر.. والذي أعطوه وثيقة «تمثيل الأمة» وهو الحامل لهذه الرسالة: «الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة».. ومن قبل ومن بعد: «أن الأمة مصدر السلطات».

وبدأت مسيرة الوفد عملاقة منذ مولدها، وفي الوقت الذي قال قائل من أبناء الوطن في مواجهة سعد وفي بيته (يا سعد ليس هذا بيتك إنه بيتنا، بيت الأمة) وابتدأ المشوار..
والتقي الشباب في حماسهم مع خبرة وحكمة الشيوخ، وابتدأت أعظم مدرسة سياسية خرجت للأجيال أعظم الزعماء، وأعظم

الأبطال وأعظم من دافع عن استقلال الأمة.
بروحي مصر نفديك
علي مر الزمان وإن دهاك
فأنت النور به اهتدينا
«ونحن الأُسد إن خطب عراك»
مدرسة الخطابة العظيمة الحماسية في المدارس اثانوية وعبر الجامعات، مشتاقون الي الجهاد والكفاح في سبيل الرقي بمصر.. لتصل بهم الي ذروة المجد وعنوانه: الحضارة هنا، مصر بأبنائها، وكان رصاص الانجليز في المظاهرات الوطنية لا يفرق بين «دماء مسلم أو مسيحي» وباسم الدماء الطاهرة التي أريقت علي أرض مصر «نبتت شجرة الحرية» وكانت اللطمة الكبري للمستعمر الانجليزي أن يحمل عصاه - غير مأسوف عليه - ويرحل.
وبدأت الحياة السياسية الحقيقية وأنشئت الأحزاب ولكن كان في الريادة حزب الوفد الذي نشأ في ظل الكفاح المصري الجماعي.. وكانت كلماته الأولي: الاستقلال التام أو الموت الزؤام.. كيف يقدم المصري روحه وحياته قربانا لمصر.. مصر الحياة ومصر الأمل.

وقدم الوفد عن طريق عبقرية القائمين علي أمره من شباب في الجامعة أو وزراء في سلك تشكيل الوزارات المتعاقبة والوفد صاحب الأغلبية الكبري.. وبه وبفضله عرفت مصر - ولا جدل ولا جدال - أعظم منافسة حزبية بين الأحزاب قائمة علي احترام الآخرين «لهم ما لنا وعليهم ما علينا».
وأنجبت مدرسة الوفد الكبري عظماء السياسيين وعظماء الخطباء في شتي المجالات: سياسيا وتشريعيا واجتماعيا واقتصاديا، «وكانوا جمالا لزمتهم وهي جمال لهم مقيم».

أسجل هذه الخواطر.. ومازال صدي أصوات طلاب الجامعة يرن في الآذان عابرا ستار الأزمان:
يا وفد انت الروح للناس تحييها
يا وفد انت النور للناس تهديها.
يا وفد انت الدواء للناس تشفيها.
وهكذا عاش الوفد عقيدة أمة بنت مجدها بكفاح وجهاز أبنائها المخلصين وهؤلاء الذين تخرجوا في مدرسة الحق والعدل والحرية:
مدرسة الوفد بل جامعة الوفد الكبري.