عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تغيير المستشارين أهم من تغيير الوزراء...!

 
مفيش مكان في مصر خال من المستشارين.. ! كل مسئول جديد بيقوم بعد تعيينه مباشرة باختيار عدد من المستشارين الجدد بالإضافة لغالبية المستشارين القدامي ليعاونوه في تسيير الأمور بالشكل اللي هو عايزه على الرغم من وجود مكتب فنى لمعاليه .!. نفس الشىء بيتكرر ليس مع الوزراء فقط بل مع المحافظين ورؤساء الجامعات ومن في درجاتهم...! و مفيش رئيس شركة من شركات قطاع الأعمال إلا وله عدد من المستشارين الذين يساعدونه غالبا في كتابة مبررات لخسائر الشركة..! كما حدث في زمن الخصخصة  
والمسئول الجديد بيختار مستشارين جدد بالإضافة لغالبية المستشارين القدامي علشان ما يزعلش حد منه وكمان علشان يعرف أخبار المسئول اللي كان قبله، وكله من فلوس الدولة ومن جيب الشعب الغلبان.. والمعروف أن معظم المستشارين كان بيتم اختيارهم من الأصدقاء أو الأقرباء أو المعارف وعلى الأقل بلديات ..! وباستثناء السادة أعضاء مجلس الدولة فأنه وعلى حد علمي لا يوجد نص يحدد مهام المستشارين ولا لرواتبهم وسفرياتهم والعربيات التي تخصص لهم..!
والمقابل المالي الذي يتقاضاه بعض المستشارين في مواقع عديدة يصل الى عدة آلاف من الجنيهات شهريا بالإضافة الى عدة ميزات عينية  تشمل السيارات والسفريات للداخل والخارج وما قد يصاحبها من بدلات...وأنا أعرف عدد ممن يطلق عليهم المستشارين كانوا بيسافروا سنويا تحت مسميات مختلفة (دعوة - زيارة- مهمة..) أكثر من شهور السنة ..!
والملاحظ أن معظم المستشارين في بلدنا تجاوزت أعمارهم سن نهاية الخدمة بسنوات.! ونادرا ما نسمع عن مستشار لازال علي رأس العمل...  والملاحظ أن كثرة عدد المستشارين داخل مؤسسات الدولة قد تسبب في جعل بعضهم مراكز للقوى داخل المؤسسات التي يعملون فيها... وبات الرأي العام داخل تلك المواقع
يكرهم لأنهم بيتصرفوا ليس بصفتهم مستشارين للمؤسسة بل بصفتهم مستشارين لمن يدفع لهم المكافئات وصارت مهمتهم الرئيسية تقنين رغبات الممول....! والعجيب أيضا أن بعض المستشارين من مجلس الدولة كانوا بيعملوا بالدوائر التي تتبعها المؤسسة التي يعمل مستشارا لها...؟!
والمصيبة الأعظم أن هناك عدد من المستشارين ظللوا باقين في مناصبهم لسنوات في بعض الوزارات وعلي الرغم من تغيير الوزراء مما يجعل من وجودهم عائقا أمام التغيير والتطوير، لأنهم هم الذين يرسمون السياسات ... وعلي سبيل المثال لا الحصر فأن معظم المستشارين في وزارة التعليم العالي تم تعيين بعضهم من أيام الدكتور/ مفيد شهاب وتم تعيين عدد كبير آخر بمعرفة الدكتور/ عمر سلامة  ولما خرج من الوزارة استمروا مع الدكتور/ هاني هلال ولما رجع الدكتور/ عمر سلامة للوزارة تاني وجدهم في انتظاره مرة أخرى!!.. فهل من المقبول بعد الثورة أن يستمر المستشارين في انتظار كل وزير جديد؟!.....ومرة أخرى أؤكد أن استمرار المستشارين القدامي معناه استمرار لنفس السياسات التي رفضها الشعب وعلشان كدة فأن الشعب لم يحس بتغيير الوزراء الذين لايغيروا سياستهم ومستشاريهم
 
أستاذ التوليد وأمراض النساء
بكلية الطب جامعة طنطا