رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين التنظير و التفعيل

الجميل في المرحلة الحالية هو اشتراك الكثير من جموع الشعب في الحياة السياسية، وهذه المشاركة و إن كانت شيئا جميلا، للأسف لا تتعدى أحياناً كونها مجرد تنظير أجوف. المشاركة السياسية الحقيقية تكمن في صنع الحدث و ليست في التعليق علي الأحداث.

كثيراً ما ينتابني الشعور أنه أصبح في مصر قرابة العشرة ملايين محلل سياسي و خمسة ملايين محلل اقتصادي. لقد أصبحنا نتعاطى الأحداث المتلاحقة بشغف لنحللها و نفندها دون الارتقاء بهذا التحليل إلي التفعيل.
لكن كيف يتم التفعيل؟
الإجابة بسيطة، التفعيل يتم من خلال المشاركة السياسية، فالانتخابات البرلمانية تدق الأبواب حاملة معها بداية مرحلة جديدة من تاريخ مصر، والغالبية العظمى من الشعب تتعامل مع هذا الحدث بشيء من اللامبالاة، لذلك انقسم الشعب إلي أربعة فصائل:

• من انصرف تماما عن هذا الحدث و هي النسبة الأكبر للأسف.
• من يشارك فيه بنفس الأدوات القديمة
• من يشارك في هذا الحدث و يطمح في التغيير.
• من يكتفي بالنقد و التشكيك دون مشاركة فعالة.

منذ أيام جلست أتحدث مع مجموعة من المواطنين عن البرلمان المقبل و أهمية هذا البرلمان. بينما تفاعل الحضور مع الحوار، تطرق الحديث إلي قضايا

مثل الدستور أولاً - القضية التي قتلت بحثاً بل و تصويتاً. تطرق الحديث إلي أيدولوچية الدولة و خلاف ذلك من المواضيع.
المثير أننا فشلنا في هذا المجلس أن نحدد من  نراه مناسباً لتمثيل دائرتنا في البرلمان. لقد فشلنا أيضاً في تحديد المعايير المطلوبة للاختيار.
المغزي هنا واضح تماماً. لقد أصبح التنظير هوايتنا الجديدة و يعتقد الكثير منا أن المشاركة السياسة هي مجرد أبداء الرأي أو السعي وراء تفوق حواري.
أرجو أن نأخذ المرحلة القادمة بالجدية التي تقتضيها. قد لا نكون متفقين علي الطريق لكن لابد أن نمشي فيه بكل أصرار لكي نعبر إلي مرحلة أكثر إشراقاً في تاريخ مصر.
لدي أمل كبير أن تشهد الانتخابات القادمة نسبة مشاركة عالية. لدي أمل كبير أن ننتقل من التنظير إلي التفعيل.