رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الصهيونيّة والوعدُ المفترى

إنّ عُمدة الأدلّة الصهيونيّة  على امتلاك اليهود لما بين النيل والفرات هو ما جاء فى أسفار "العهد القديم" من وعد الله لإبراهيم - عليه السلام - وذريته بملكيّة هذه الأرض ملكا أبديًا.. وفى الحوار مع الذين يؤمنون بنصوص العهد القديم- من اليهود والنصارى- ويجب أن لا نتجاهل هذه النصوص وإنما الواجب هو التعامل معها بمناهج النقد الداخلى للنصوص فذلك هو السبيل لتبيان "الحق والحقيقة" ولكسب التأييد لقضايانا العادلة فى هذا الصراع.

لقد جاء الحديث عن هذا الوعد فى خمسةِ مواضع من سفر التكوين.. ونحن نورد النصوص التى جاءت عنْ هذا الوعد فى هذه المواضع الخمسة لنكشف ما فيها وما بينها من تناقضات صارخة، تعلن انتفاء الصدق والمصداقية عن هذه النصوص..

١- ففى النص الأول: "قال الرب لإبرام بعد اعتزال لوط له: "ارفع عينيك وانظر من الموضع الذى أنت فيه شمالاً وجنوبًا وشرقًا وغربًا- لأن جميع الأرض التى أنت ترى أعطيها لك ولنسلك إلى الأبد" ٢٢ - تكوين ١٣-١٤-١٥ .

٢- وفى النص الثانى : "واجتاز إبرامُ فى الأرض من مكان شكيم إلى بلوطةَ مورة، وكان الكنعانيون حينئذ فى الأرض وظهر الربُّ لإبرام وقال : نسلك أعطى هذه الأرض، فبنى هناك مذبحًا للربّ الذى ظهر له " تكوين: 1: 6،7.

٣- وفى النص الثالث: "وتكلم الربّ معه "إبرام" فقال : لا يدعى بعد اسمك إبرام يكون اسمك إبراهيم وأعطى لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك، كلّ أرض كنعان مُلكاً أبديّاً" : تكوين ١٧: ٨،٧ .

٤- وفى النص الرابع "فى ذلك اليوم قطع الربّ مع إبرام ميثاقًا قائلا: "لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات " تكوين ١٨:١٥

5 ـ وفى النص الخامس: "والأرض

التى أعطيت إبراهيم وإسحق لك أعطيها " تكوين 2/٣٥ .
وإذا كان الذين يؤمنون بهذا العهد القديم يسمونه "الكتاب المقدّس" بمعنى أنّه كلمة الله ووحيه؛ فالمفترض هو تنزيه كلمات الله عن التناقضات لكن الناظر فى نصوص هذا الوعد الإلهي يجدها مليئة بالتناقضات .. وعلى سبيل المثال:
ففى النص الأول نجد مساحة الأرض الموعودة هى المساحة التى يراها بصر إبراهيم جميع الأرض التى أنت ترى لك أعطيها ولنسلك إلى الأبد"، وفى النص الثاني حدودها من شكيم إلى بلوطة مورة".
وفى النص الثالث نجد حدود هذه الأرض الموعودة هى حدود أرض كنعان التى كان إبراهيم متغربًا فيها.
وفى النص الرابع نجد حدود هذه الأرض الموعودة هى ما بين النيل والفرات !! فهل كان بصر إبراهيم محيطًا بأرض كنعان - فلسطين ؟! أم هل كان محيطًا بما بين النيل والفرات؟! أم أنّ فى هذه النصوص من التناقضات ما يباعد بينها وبين أن تكون كلمة الله ووعد الله؟!

إن النقد الداخلى للنصوص هو سبيل من سبل البرهنة العقلية والمنطق البرهانى الذي يجبُ سلوكُ طريقه لتبديد الأوهام التى تستخدمها الصهيونيّة  فى دعم الاغتصاب لأرض فلسطين وما وراء أرض فلسطين.