عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

.. وبدأت.. رحلة الألف ميل

للنظر والمراجعة الي ما كانت عليه أحوال البلاد قبل ثورة يناير 2011، وأيضا الي تتابع جملة الأحداث التي وقعت قبل ثورة يونية 2013، نجد أن هناك فرقا كبيرا بين ما مررنا به في تلك الفترة، وبين ما صارت اليه الأمور الآن.. فمما لا شك فيه هناك

زخم من أفعال تنفذ وأعمال تتم، وليس مجرد كلمات ووعود تقال، وتصريحات تطلق كما عودتنا أنظمة حكم سابقة وكان حصادها ما وصلت إليه البلاد من ضعف ووهن.. أُنقذت منه بثورتها الشعبية العارمة!! فليس غائبا ما كانت عليه البلاد أثناء حكم النظام الأسبق الفاسد المستبد.. الذي غلف البلاد بغمامة من الركود.. والبلادة حتي تتناسب مع قدراتهم الهزيلة ولذلك لم يسطع في سمائهم إلا الاتباع المنافقون والمنتفعون الجهلاء الذين تهيأ لهم أنهم القادرون علي التحكم في مصير البلاد.. بدون أي رفض أو مقاومة من شعب مصر الذي للأسف أشاعوا عنه أينما ذهبوا وحلوا «حتي في الدول الخارجية الأجنبية»، انه شعب تحت السيطرة وليس مؤهلا لممارسة الديمقراطية ولا بعد خمسين عاما.. وأنهم لا يجدون فيه من يصلح لأن يكون نائبا للرئيس.. وهذا ما أعلنه الرئيس الأسبق في رحلاته المتكررة الي الخارج عندما كان يطرح عليه السؤال!!
ولذلك عندما قامت ثورة يناير 2011، أعطت لنظام حكمهم درسا بليغا في غفلتهم وجهلهم التام بما يدور حولهم وبطبيعة الشعب المصري الذي حكموه أكثر من ثلاثين عاما ولم يتفهموا طبيعته!!
أما المرحلة الثانية التي مرت علي البلاد في الفترة ما بين ثورة يناير الي اندلاع ثورة يونية 2013، فيها ابتليت البلاد بحكم جماعة الإخوان الخائنة الإرهابية.. التي بعد ما رفعوا شعار «الإسلام هو الحل» تخفيا وراءه لحجب أهدافهم المريبة.. ظهروا علي حقيقتهم بشعارهم «إما نحكمكم أو نقتلكم» ولم يعطوا اختيارا آخر.. كما أعلنوا ذلك صراحة علي منصات ميداني رابعة والنهضة.. بصورة أعادت الي الأذهان ما قام به «دون كيشوت» في محاربة طواحين الهواء!! ولذلك فعندما تخلصت البلاد من حكم جماعة الإرهاب.. علي نحو أكد معني ما توصف به ثورة شعب.. حيث خرج فيها ما يزيد علي ثلاثين مليون مواطن.. للتخلص من حكم فاشي ممعن في الخيانة.. أراد أن يحول بلاد أمة سُجلت في التاريخ.. بأنها «مهد الحضارة الإنسانية» الي ولاية تابعة لدول أخري.. وكان ذلك نظير قبض ثمن

خيانتهم لوطنهم.
وهيأ لهم تفكيرهم الآثام أنهم باقون في حكم مصر علي الأقل خمسة قرون قادمة.. ولذلك كانوا مطمئنين الي أنه لن ينكشف أمرهم وبغباء لا نظير له.. كان هناك تسارع مريب واستعجال مشبوه.. للاستيلاء علي مفاصل الدولة وتغيير ملامحها.. حتي يضمنوا ألا تقوم البلاد وتندثر حضارتها.
ولكن شعب مصر الذي سجل التاريخ رفعة مكانته وسمو مواقفه انتظر عليهم ليكشفوا عن حقيقتهم وخنقوا أنفسهم بأيديهم.. في عام واحد.
ولذلك فأري أنه ينطبق علي الشعب المصري مقولة «ما لا يقتلني.. يقويني»، وبالفعل تولد لدي أبناء مصر المخلصين.. شعور قوي وإصرار جارف.. علي اجتياز تلك المرحلة الصعبة.. والانطلاق بكل سرعة وحكمة في رحلة البناء.
فعندما ننظر الي ما تم القيام به بعد ثورة يونية.. نري أن هناك العديد من مشروعات كبري وقومية تم البدء فيها إما بالتنفيذ أو بالتخطيط ووضع إطار زمني محدد بمعني الجدية والالتزام بالقيام بها.. وأن هناك ستتاح المساءلة والمحاسبة.. فلن يتكرر ما تعرض له الشعب المصري من قبل من أنظمة حكم سابقة بطرح وعود وعهود.. تطايرت في الهواء واختفت ولم يحاسب عليها أحد!!

الكلمة الأخيرة
أهم ما أنجزته ثورة يونية 2013، إعادة مصر الي موقعها الريادي في إقليمها وفي قارتها ما يحتم ألا نسير رحلة الألف ميل في بناء مصر الجديدة الحديثة خطوة.. خطوة.
فالرؤي الواضحة من القيادة السياسية تطالب اختصار المسافات فليس هناك رفاهية البطء في العمل.. ولا الوقت طويل ممتد أمامنا.. وهذا ما يؤكده الرئيس عبدالفتاح السيسي في بداية كل خطة أو مشروع!!
عظيمة يا مصر