رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإهمال.. والإرهاب!!

كان أمراً متوقعاً أن تسود فترة من عدم الاستقرار ومواجهة مصاعب ومتاعب شتى.. بعد ثورتين متتاليتين قام بهما شعب مصر الأبي.. الذي ضرب المثل في إسقاط نظامي حكم في أقل من ثلاث سنوات.. من أجل استرداد الوطن من أيدي نظام حكم فاسد مستبد استمر لما يزيد على ثلاثين عاما متصلة.. تلاه نظام الاخوان الفاشي الارهابي الذي في عام واحد ثبتت خيانته وكرهه للشعب المصري، واستهانته بأرض الوطن الطاهرة التي وصفها «بحفنة تراب» الى حد التآمر مع نظام الاخوان الدولي ودول خارجية.. من أجل تحقيق أهدافها وتنفيذ أغراضها ومصالحها في الاستيلاء على مقدرات البلاد.

وعلى ذلك فمنذ تخلص الشعب المصري وبإصرار من حكم الإخوان الارهابي.. لم تتوقف جرائمهم التي تستهدف ترويع وقتل المواطنين الأبرياء.. ومحاولة اثارة الفتن والوقيعة لإحداث تباعد وانقسامات بين فئات الشعب والمعروف عن جماعة الاخوان أنهم أصحاب مهارة في الكذب والاختلاق والتضليل.
ولكن هيهات فلقد أصبح الشعب المصري على علم تام بما يضمرونه من شر.. وأصبح أكثر تماسكاً وتوحداً أمام مواجهتهم ولفظهم من داخله.. خاصة بعد استقوائهم بالخارج.. وعلى يقين أن نهايتهم في الضياع خارج التاريخ.
ومع ذلك فهناك في نفس المرحلة الزمنية الحالية.. قضية شائكة.. لتواجهها البلاد ولا تقل خطورة عن آثار ونتائج العمليات الارهابية.. تبلورت نتيجة لتراكم سلبيات لأنظمة الحكم السابقة.. وهى ظاهرة الإهمال غير المبرر وعدم الكفاءة في الأداء نتيجة لعدم اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب والحريق الهائل الذي شب بقاعة المؤتمرات الدولية بمدينة نصر.. كان صادماً غير متوقع.. لأنه كشف عن قصور شديد في المحافظة وصيانة المنشآت حتى ذات الأهمية الخاصة.. وإهمال لا حدود لها من العاملين والقائمين على ادارته.
وكالعادة.. أسرعت جهات مسئولة باذاعة الخبر بالتصريح بأن المعاينة المبدئية أوضحت أن سبب الحريق «ماس كهربائي» ولا غرابة في ذلك فالشعب المصري تعود أن يكون دائما في الحرائق الكبرى الخاصة بالمؤسسات الحكومية.. أو أحيانا في حالات أخرى يتجه الاتهام لأحد

الموظفين الصغار أو العاملين بدعوى عمل شاي على سخان أو بسبب سيجارة ألقيت.. وذلك حتى لا يشير أصبع الاتهام الى أحد المسئولين الكبار المهملين.
ولكن بالنسبة لقاعة المؤتمرات جاء رد من السيدة رئيس الهيئة العامة للمعارض أن ما تردد حول «الماس الكهربائى» غير صحيح، ومؤكدة أن لم يكن هناك من يعمل شاي.. فالحريق بدأ في غرفة مغلقة وسببه مجهول حتى يتم التحقيق، وأيضاً في نفس الوقت أفاد أحد المهندسين الذين عملوا في مشروع اقامة قاعة المؤتمرات.. والذي وصفها بأنها تحفة معمارية هندسية رائعة.. ومن المفترض كانت تحتوي على أحدث أنظمة الأمان للحرائق من انذار مبكر للحريق، ونظام مكافحة الحريق وأفاد أنه في حالة عدم اقامة مؤتمرات يكون الحمل الكهربائى لا يتعدى 3٪ من اجمالي الحمل الكلي.. ولذلك يستبعد أن يحدث «ماس كهربائى».
وبمرور الوقت.. ظهرت معلومات بأنه لم يكن هناك صيانة لأجهزة الانذار أو شبكة المطافي.. والتي كان من المفترض أن تؤدي دورياً عليه.
الكلمة الأخيرة
سؤال ملح يبحث عن اجابة دائما.. لماذا نحن الدولة الوحيدة.. التي كلما شب حريق هائل في إحدى المنشآت المهمة.. أو عندما تلتهم الحرائق مخزونا ذا قيمة في المخازن.. نجد سرعان ما ينبري مسئول بتوجيه الاتهام الى «ماس كهربائي» وهنا يسكت الكلام والحديث.. ويتوقف الاتهام!!
لك الله يا مصر