عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عودة الروح

محاكمة الرئيس السابق المخلوع.. بثت شعورا لدي المواطن بأنه بدأت مرحلة انقشاع السحابة السوداء التي غلفت سماء الوطن لسنوات حكم غاشم غشيم.. انحدر بالوطن وأحواله.. وبدد ممتلكاته .. وأضعف قدراته -

حتي أصبح هناك سؤال مطروح معتاد تكرر في الخارج قبل الداخل.. ماذا حدث لمصر وماذا أصاب المصريين؟؟ لقد كنا دائما في بؤرة اهتمام العالم محتفظين بالعزة والكرامة.. باختلاف العهود والعصور التي مرت.. حتي جاء من أراد لمصر العظيمة ان تكون مطية يتوارثها الأبناء والأحفاء.. وتردد أيضا بيننا.. السؤال الأصعب هل من فكاك أو خروج بعد أن وصلت الأوضاع إلي ما وصلت إليه.. ولدرك غير مسبوق.. بدا وكأن الخروج منه شبه مستحيل.. بعد أن حول النظام الفاسد حكم البلاد إلي .. حكم بوليسي مستبد وشرس وصور الضحايا التي كان يتعمد نشرها من أجل الترهيب والتخويف لمن تسول له نفسه أن يطالب بحقه المشروع في إبداء رأي، أو الاعتراض علي ظلم، أو شكوي افتراء يصيبه أو يصيب غيره.. والأقرب في حدوثه حالة «خالد سعيد» و«سيد بلال» وبشاعة ما تعرضا له من تعذيب وانتهاك صارخ للإنسانية.

إن ما ارتكبه النظام السابق من خطايا ومساوئ بدم بارد.. جعلت الشعب يطلق عليه حكم المستعمرين الجدد.. وللأسف كانوا من أبناء الوطن وتربوا من عطاء شعبه وعلي أرض مصر الطاهرة.. إلا لو تدخلت الإرادة الإلهية.. وأنقذتنا.. ولم يتنبه رأس النظام المخلوع وتوابعه.. إلي ما نبه إليه الكثيرون من السياسيين والمفكرين والمثقفين.. بأن الشعب المصري يمتلك صفات ارتبطت به.. وهي أن الشعب المصري مخزونه من الصبر الكثير .. الذي قد لا يضاهيه فيه أحد من الشعوب الأخري وعرف بمد حبال الصبر.. والانتظار علي مضيعي أمانة الوطن والمستبدين.. حتي يخنقوا أنفسهم بأيديهم.. وهذا بالفعل ما حدث.. فقد وصل الاستهتار بالعصابة الحاكمة - التي كان قوامها شللية الوريث المرتقب - بأن يزوروا إرادة الأمة بأكملها فجاءت (انتخابات 2010) البرلمانية.. التي خطط لها ونفذها شرذمة من جهله

مزورين استعانوا بكل الوسائل غير المشروعة والبلطجة ووظفوا السلطة التنفيذية للاستيلاء علي الإرادة الشعبية.. وخرجوا علينا متباهين بأن الأغلبية المطلقة التي حصلوا عليها.. ليس لها إلا تفسيرا واحدا هو حب الشعب المطلق الذي يغمرهم به والمتمسك بأن تكون لهم الأغلبية البرلمانية المطلقة دون غيرهم!!!

وسبحان الله .. عندما هيأ للشرذمة الحاكمة.. ان اكتملت جوانب مؤامرتهم.. وأصبحوا قاب قوسين أو أدني.. من (التوريث) ومن السيطرة علي مقادير الوطن.

وفجأة انطلقت الشرارة من شباب الوطن في ثورة سلمية راقية تجمع حولها الوطن في حماية القوات المسلحة.

ومرت الأيام متسارعة بالأحداث.. وخلال 18 يوما سقطت دولة الظلم.. بكل هياكل البغي التي كانت تتباهي بها التي كانت وسيلتها للقهر من أجهزة للأمن وظفتها لحمايتها وحزب ادعوا ان أعضاءه بالملايين اختفي في ساعات ولم نجد له أثرا اللهم إلا فلولا متآمرة تخشي المحاسبة.. فتحاول الوقوف أمام مسيرة استرداد الوطن من عصابة أرادت اغتصاب مقدراته وخيراته!!

الكلمة الأخيرة

علينا ألا نتأسي علي ما فات.. ولا نخشي بعض المآخذ التي وقعت في الحاضر (أحداث العباسية، وجمعة السلفيين).. طالما عادت الروح المصرية الأصيلة والإصرار علي السير نحو دولة القانون.. فستعود لمصر مكانتها .. بل ستسرع الخطي نحو المجد والتقدم لتعوض ما فاتها وتصل إلي ما تستحقه من مكانة وقيمة هيأتها ظروفها وأوضاعها لها!!!