رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شركاء في الوطن

ثوة 25 يناير.. التي وقف أمامها العالم مبجلا للمسار الراقي الذي اتبعته.. حتي حققت أول أهدافها وهو إسقاط النظام المتسلط والمستبد الفاسد في زمن قياسي لم يتعد (18 يوما).. وكان ذلك ليعاد للوطن مكانته التي يستحقها ويستعيد الشعب المصري كرامته.. بعد معاناة وقهر استمرا ثلاثين عاما علي يد نظام لم يكن له مثيل.. خطط للفساد ومنهج سرقة البلاد.. حتي وصل الأمر أن هُيأ لمسئولي النظام أن في الإمكان تملك الوطن من أرض وبشر!!

 

ولذلك كان إسقاط رأس النظام  في 11 فبراير تاريخا فارقا في حياة الأمة.. شعر المصريون فيه بعودة الروح الوثابة ذات التميز الحضاري.. التي تملكها المصريون علي مر العصور.. وأرادت شرذمة الحكم السابق القضاء عليها.. حتي يتمكنوا من السيطرة علي البلاد وهم الفاسدون الجهلاء، وأيضا في يوم إسقاط النظام ومابعده.. فاض الشعور علي جميع المواطنين سواء في «ميدان التحرير» أوخارجه بأن الكل اندمج في واحد.. وبرزت أصالة الشعب المصري في توحد أبنائه وكان ما يجري علي أرض «ميدان التحرير» يستحق أن يسجل بحروف ورسوم من نور.

فمازالت صور الميدان المعبرة التي تناقلتها الفضائيات المصرية وتخاطفتها الصحف، والفضائيات ووكالات الأنباء العالمية ماثلة بجمال معانيها أمام أعيننا وسجلت في الذاكرة ولن تمحي.. وسيكتب عنها التاريخ.. كيف اندمجت طوائف وفئات الشعب وهم يقفون جنبا لجنب.. المسلمون مع المسيحيين يحمون بعضهم بعضا في صلاتهم ودعائهم وتراتيلهم.. وأيضا صور الشباب والشابات وهم ينشدون الأغاني الوطنية لمصر يجلسون معا علي الأرض.. والبشر علي وجوههم والسعادة في عيونهم.. ولم يكن هناك تباعد بين شباب ملتحي وشباب غير ملتح وفتيات محجبات وغيرمحجبات.. الكل بجوار بعضهم البعض في سلام واطمئنان والأمل في غد مشرق يوحد بينهم من أجل مستقبل مزدهر للوطن وبالتالي لهم وكان ذلك إيذانا.. بأن مصر العظيمة عادت مرة أخري علي أيدي أبائها. ولذلك عندما أعلن عن مليونية «لم الشمل» و«توحيد الصفوف»، «الجمعة 29 يوليو» كان المتوقع أن نري نفس روح التوحد التي غمرت ميدان التحرير في

فترة ما بعد إسقاط النظام.. ذلك علي الأقل إن لم يكن أشمل وأقوي بعد مسرور ما يقرب من 6 شهور ولكن رأيناه صورة مغايرة تماما.. غير متوقعة وكأن فئة من الشعب المصري أرادت أن تنفرد بالساحة وتستعرض قوة عددية جاءت من المحافظة المختلفة وليتهم يعلمون أن هذا التحشيد أعطي صورة معاكسة تماما.. ورد فعل للأسف غير ايجابي نحوهم خاصة عندما رفعت أعلاما شبيهة بأعلام لأوطان أخري..حتي الهتافات لم تراع أننا وطن لجميع أبنائه.. ولا يقبل استقصاء فئة منه.. فجميع المواطنين ضحوا بدمائهم في سبيل استقلال وحرية الوطن في «ثورة 1919» وأيضا في جميع الحروب التي خاضتها مصر دفاعا عن الأرض والعرض.. وآخرها حرب 1973 المجيدة عندما سالت دماء المواطنين مسلمين وأقباط معا علي تراب الوطن.. فكان المجد لمصر و النصر لأبنائها.

وأيضا في ثورة 25 يناير سالت دماء ذكية لأكثر من 1000 شهيد من زهور شباب الوطن.. وأن يحاول البعض جني مكاسب علي حساب دمائهم سيكون ذلك ضد العدل والعدالة.. ووصمة لن يمحوها الزمان!!

الكلمة الأخيرة

يخطئ من يظن أن بالتحشيد والغلبة العددية.. في لحظة ما في مكان ما يمكن فرض إرادته علي جموع المصريين.. وأن يستطيع أحد.. أن يختطف أشرف ثورة «25 يناير» في العصر الحديث.. ويدعو لصبغتها.. نعم.. لصبغتها بصبغة تفرق بين الشركاء في الوطن.