رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ما أشبه الليلة.. بالبارحة

في خضم ما تمر به مصر الآن في ظروف غاية في الصعوبة والتعقيد.. حيث تتكاتف عليها قوى خارجية لها مصالح وأهداف أرادت أن تعمل على تحقيقها.. والأخطر من ذلك أن هناك فصيلاً داخلياً من المفترض أنه من أبناء الوطن يتعاون بكل استبسال واصرار على تنفيذ ما تصبو اليه تلك القوى.

ولذلك تلح على الذاكرة أحداثا من الماضي تشابه ما نمر به الآن من صعوبات وخيانات.. ولكن خرجت منها مصر شامخة عالية القيمة والقامة!!
«فما أشبه الليلة بالبارحة».. حينما قام مؤسس نهضة مصر الحديثة «محمد علي» ببناء الدولة حيث سابق بها الدول الأوروبية.. التي كانت تنعم بعصر النهضة بعد أن خرجت من ظلام العصور الوسطى.. وسيطرة الكنيسة عليها.
فبدأ «محمد علي» باعث نهضة مصر.. أول ما بدأ في السعي للتحرر وابعاد مصر عن دولة الخلافة العثمانية.. والبعد عن الحكم التركي البغيض.
وفي نفس الوقت وقف ببسالة وجسارة ضد التيار الاستعماري الأوروبي الذي كان حريصاً على ابقاء مصر دولة تابعة خانعة لا تملك من مصيرها شيئا.. وهذا ما كان يشجع عليه السلطان العثماني.. خوفاً من نفوذ «محمد علي» المتزايد في المنطقة.. وكان يهدده شخصياً في «الاستانة».
ولكن محمد علي بكل جسارة كان يعرف طريقه جيداً.. محبا لمصر.. ومؤمناً بالشعب المصري.. وتبلور ذلك في بناء جيش مصري وطني جاب به الآفاق وأعلى به قيمة مصر وتأثيرها دولياً ووصل الى اعماق افريقيا، والجزيرة العربية.. وتغلغل في أوروبا.. مما استشعرت دولها خطورة ما يرسم ويخطط له على دولها.
ولكن صعوبة ما تواجهه مصر الآن.. أن «جماعة الاخوان» بجانب المحاولات المستميتة لنيل رضا القوى الخارجية عليها.. مما كلف ذلك الوطن.. فإن أيضاً «الجماعة» وفي نفس الوقت تعمل على تفكيك مفاصل الدولة المصرية بصورة تحقق لها ما كانت تصبو إليه منذ نشأتها في عام 1928 في محاولة لتحويل مصر من دولة عُرف عنها أنها أول دولة مركزية في التاريخ البشري الى كيان تابع ليس له قواعد وأسس.. بل «ولاية» تؤمن بعقيدتهم «السمع والطاعة».. وبعدها توجه الى ما يريدون تحقيقه.. بصرف النظر عن كيف ينظر العالم كله الى حضارة مصر  وفضلها على تقدم الانسانية!!
والمستغرب فعلاً أن «جماعة الاخوان» لم يكن طمعهم وشراهتهم.. في الاستيلاء على كيان الدولة لم يكن من أجل رفعة الدين الاسلامي الحنيف.. كما يدعون.. بل طوال فترة حكم

«محمد مرسي» مندوب مكتب الارشاد في الرئاسة.. لم يُنجز عمل واحد.. يرفع من شأن الدين الاسلامي.. بل العكس صحيح.. كان هناك هجوم عنيف مُبتذل ضد الأزهر الشريف وعلمائه.. ولكن ما لوحظ بالفعل في تلك الفترة من حكم «الاخوان» أن توسعوا في ترخيص «النوادي الليلية» ومد ترخيصها لفترة 3 سنوات بدلاً من سنتين.. يا للعجب!!
وفي رأيي أن «جماعة الإخوان» انتحرت اجتماعياً بعد أن خسروا الظهير الشعبي.. الذي كان دائما يساندهم ضد سلطة الحكم، فالجماعة لم تستثن أحداً من مؤسسات الدولة التي هى عصب هيكلها، فكيف كان لهم أن يهاجموا جيش مصر الباسل الذي هو السياج الواقي للوطن.. ولأمته العربية، ولم يفلت من هجومهم القضاء المصري.. الذي هو العامل الاساسي في التوازن بين السلطات، كذلك لم يتوقف هجومهم الشرس على الشرطة وحرق الأقسام والقتل لأبنائها.. بصورة بشعة غير انسانية.
والأكثر من ذلك معاداة الشعب المصري.. وحملوا السلاح علينا.. الى حد قتل الأبرياء في الشوارع وفي منازلهم.. والكارثة أنه كلما أمعنوا في القتل.. زاد عدد الضحايا.. يشعرون بالزهو ويعبرون عن ذلك بفخر.. لا حول ولا قوة إلا بالله!! فهم فعلاً أثبتوا «أنهم ليسوا منا» وأن الوطن مجرد حفنة تراب بالنسبة لهم!!
الكلمة الأخيرة:
لو كانت جماعة الإخوان على قدر من الذكاء ولو قليلاً.. لأدركت أن وطنا بقيمة مصر.. لا يمكن جره الى منهجهم في السمع والطاعة الذي أوردهم الى طريق الضياع والهلاك.. فمصر وطن مهيأ للحضارة منذ 7 آلاف سنة.. واستكمال النهضة الحديثة منذ ما يزيد على قرن ونصف!!
عظيمة يا مصر