رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

المصريون.. معادلة صعبة

كانت مصر.. ومازالت.. وستظل.. رقمًا صعبًا ومعادلة.. في تاريخ العالم كدولة لم يكن لها مثيل أو بديل.
ومن يتتبع تاريخ مصر منذ بداية ما قبل التاريخ يجدها تتفرد بكونها أول من اكتشف تاريخ المدنية.. بينما كانت معظم الدول فيما عدا القليل منها ترزح تحت وطأة التخلف، والحياة التي لا يحكمها قانون أو معرفة ما.

وحيث كانت بعض تلك الشعوب تعيش تحت شريعة الغاب.. في حين كانت مصر قد عرفت كيف تطوع نهر النيل.. وتجعله يأخذ مجري منتظماً.. استطاع المصرى أن يعيش على ضفافه.. صانعاً أول ما عرفته البشرية من الزراعة المنظمة، وتكوين المجتمعات المستقرة، ومعرفة بدايات الصناعات التي تتوارث على مدار التاريخ.. حتى استطاع المصرى القديم أن يكتشف معظم المعادن التي لم يزد عليها الإنسان المعاصر إلا قليلاً!!
وتميز المصرى القديم بأن فتوحاته كانت فتوحات خير علي دول الجوار.. تقوم علي معاهدات الصداقة والتعاون.. والدفاع عن النفس إذا لزم الأمر.
وبعكس حضارات قديمة جاءت بعدها.. وكانت مصدر خطر داهم علي جيرانها.
وحتي عندما تعرضت مصر.. إلي هجمات المغيرين والمستعمرين.. كانت القادرة علي هزيمتهم، وإزاحتهم والتخلص منهم وليس هذا فقط، فمن بقي منهم.. ينصهر ويصبح جزءاً منها ويتغيرون.. أما مصر باقية كما هي لا تتغير عبر العصور!!
< وعندما="" جاءت="" الفتوحات="" العربية..="" حاملة="" معها="" الدين="" الإسلامى="" الحنيف..="" الذي="" يحث="" علي="" مكارم="" الأخلاق="" والمساواة="" والعدل..="" وعلي="" كل="" ما="" هو="" عظيم="" في="" الحياة..="" فاحتضنته="" مصر="" بكل="" تراثها="" الحضارى="" المتراكم..="" فكانت="" الدرع="" الواقية="" ضد="" أى="" تطرف="" بما="" تنتهجه="" من="">
ومن الأقدار التي اختص الله بها المصريين.. أنه لم يمكن لأحد من الزاعمين لأنفسهم بأنهم القابضون علي الدين الإسلامي في الأرض.. أن يتمكنوا من زعزعة إيمان المصريين العميق.. بالدين الصحيح مهما حاولوا من إشاعة الفتن والإيقاع بين المواطنين وبعضهم.. بغرض السيطرة علي كل مفاصل الوطن وأبنائه.
وإذا كنا نمر بمرحلة يشبهها البعض بمرحلة خوارج العصر الحديث ممثلين في جماعة الإخوان.. التي أثبتت يوماً بعد يوم.. أنها تقوم علي الإرهاب، والقتل، والانتقام، وفرضت علي المجتمع المصرى ممارسات منذ نشأتها في 1928.. لا يعلم عنها المصريون من قبل.. وهي سلسلة الاغتيالات لكل من يعارضهم.. أو يحاول إيقاف شرورهم.
ولذلك فلقد مرت علي مصر في فترة حكم الإخوان أيام.. لم يكن يتصور أنه سيمر مثلها في مصر.. من الظلم، والبطش، والكذب، والعدوان المؤثم.. علي شعب مصر.
ومع كل ذلك لم يفلح الإخوان في تحقيق أهدافهم، وتنفيذ مخططاتهم.. بل حدث العكس وانكشفت مقاصدهم وانهار كيانهم أمام

إرادة شعب مصر الذي خرج في ثورة (30 يونية) ولأنهم بعدون كل البعد عن فهم الشخصية المصرية وعن طبيعة الوطن الذي يسكنونه.. فكان هدفهم الذي لم ينكروه.. أن يحولوه إلى (ولاية) ويحققون أغراضاً وأطماعاً لدول خارجية.
ولمن لا يعلم.. فإن مصر والمصريين علي مر التاريخ دائماً مثار اهتمام الشعوب وإعجابها.. فكلما كان يقال إن مصر تلقت ضربة.. لن تقوم لها قائمة بعد ذلك.. يفاجأ الجميع وقد قامت في أوج قوتها وتألقها.. ونصر 1973 أكبر دليل.. ومازالت آثار هذه الحرب تدرس حتي الآن في الأكاديميات العسكرية في الدول الكبرى.
كذلك ما أدهش العالم وأبهره في نفس الوقت.. ففي أقل من ثلاث سنوات.. خرج ملايين المصريين في ثورتين (25 يناير 2011)، وفي (30 يونية 2013) سلمية وناصعة البياض.. ولحقها (جمعة التفويض) لحوالى 40 مليون مصري لتفويض الجيش والشرطة لمحاربة الإرهاب.
ولذلك.. فبالرغم أننا نمر بمرحلة من أصعب المراحل في حياتنا المعاصرة.. فمن حكم فساد واستبداد.. إلي حكم فاشى أراد تفكيك الدولة وانهيارها والبطش والإرهاب لأبنائها.. ومع ذلك فالثقة لا حدود لها أن تستعيد مصر مكانتها وريادتها بأيادى شعبها صانع النجاح ومحقق المعجزات.. مهما كانت الظروف ومهما كانت الصعاب!!

الكلمة الأخيرة
المصريون حقاً.. معادلة صعبة.. لا يفهمها ولا يحل قواعدها ولا يدرك سرها.. إلا من قرأ تاريخها.. وتعلم منه.. أن حضارة 7 آلاف سنة.. لم تذهب هباءً.. بل أكسبت المصريين تراثاً متراكماً من التحضر والتمدين في داخلهم.. تظهر آثاره جلياً عندما تمر به صعاب وكوارث فيخرج كالمارد ليعيد الأمور إلي مسارها الصحيح.. ولذلك تبقي مصر وشعبها دائماً.. نموذجاً مجسداً لحضارة إنسانية.. أراد لها الله ألا تندثر!!
عظيمة يا مصر