رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العبث.. بمصير مصر

بعد نجاح ثورة 25 يناير المجيدة.. انتظر الشعب المصرى مجىء أول رئيس مدني مُنتخب حتي تتحقق علي يديه أهداف أنبل وأنصع ثورة في التاريخ الحديث باعتراف دول العالم المتقدم.

فكان يوم 30 يونيو 2012.. هو الإعلان عن فوز الرئيس محمد مرسي علي منافسه الفريق أحمد شفيق بنسبة محدودة أقل من 2٪.. وبالرغم مما أثير في حينه من خروقات وصلت إلي حد التحايل غير المسبوق علي نزاهة الانتخابات.. من تباطؤ متعمد في لجان انتخابية معروف مُسبقاً باتجاهات الناخبين فيها.. ولن يعطوا أصواتهم لمرشح جماعة الإخوان.. كذلك اكتشاف أوراق انتخابات من المطبعة الأميرية عليها علامات لصالح مرشح الإخوان.. وقبل توزيعها علي اللجان، وما شكت منه بعض القري في صعيد مصر عن تهديد للأقباط بعدم الخروج للانتخابات.. وغير ذلك الكثير من الوسائل المبتكرة كالأقلام السحرية والطفل الدوار.

ومع ذلك كله.. كان هناك تغاضٍ عما حدث.. وكان الاتجاه العام لشعب مصر هو إنجاح التجربة.. بالاصطفاف وراء الرئيس المنتخب.. ولم يتخلف عن ذلك السياسيون باختلاف اتجاهاتهم.. والمفكرون والمثقفون والفنانون بتنوع مجالاتهم!!

وكان الأهم لدي الجميع.. هو تحقيق أهداف الثورة.. التي سالت من أجلها دماء أشرف.. وأنقى شباب مصر الذين ضحوا بحياتهم مطالبين بـ «عيش - حرية - عدالة اجتماعية واستقلال وطنى - وكرامة إنسانية».

ولم يكن هدف «عيش» يعني الخبز فقط.. بل دلالة علي توفير مقومات أساسية لحياة ومعيشة تحفظ الكرامة الإنسانية.

ويا للحسرة.. بعد مرور عام من تولى الرئيس محمد مرسى مقاليد حكم البلاد.. زادت الحياة ضنكاً.. وتضاعفت الأسعار بصورة منفلتة.. حتى أصبحت الأساسيات صعبة وأحياناً يستحيل الحصول عليها.. من عيش ووقود ومياه شرب وكهرباء.

وما يلفت النظر أن وعود الرئيس في 100 يوم الأولي من حكمه لم يتحقق منها شيء بعد عام من توليه المنصب، بل زادت الأمور سوءاً من حيث الانفلات الأمني، وفوضي المرور، وندرة الوقود، وسوء رغيف العيش، وصعوبة الحصول عليه.. وأما القمامة فحدث بلا حرج ستجدها أينما ذهبت.. ويكفي أن تتذكر أن في يوم ما.. كانت القاهرة أجمل عواصم العالم.. والآن هي من أكثر العواصم تلوثاً!!

أما الحرية التي طالبت بها الثورة المجيدة التي قامت من أجلها ضد النظام السابق.. فإنه يتكرر الآن في ظل حكم الإسلام السياسي وبصورة فجة.. قيد الحريات والتعذيب الوحشى.. الذي يتكرر مع شباب الثوار.

ومن المبكيات أنه خلال عام من حكم الرئيس مرسى.. تم القبض بصورة ممنهجة.. علي عدد كبير من شباب الثوار.. بسبب أو آخر ومن ضمن تلك الأسباب.. ما يثير الحزن بالفعل.. وهى تهمة (العيب في الذات الرئاسية)!!

هل هذا معقول.. أن نفس هؤلاء شباب الثورة الذين وضعوا حياتهم علي أيديهم في

سبيل التخلص من نظام حكم يخطط لـ«التوريث».. جاء نظام حكم يعمل بكل إصرار على «التمكين».

في حين لا يملكون أي رؤى أو خطة لتقدم وتحديث الوطن مصر، بل كل ما يهرولون لتنفيذه هو خطة واحدة معدة مسبقاً للاستئثار والاستحواذ علي كل مفاصل الدولة.. ليحولوا مصر العظيمة إلي (ولاية).. وكما هيأ لهم تصورهم.. الذي يصل إلي حد الخيانة العظمى للوطن.. وأن كل ما حققته مصر من حضارة علمتها للإنسانية جمعاء.. يمكن أن تندثر بأيديهم.. و(طظ في مصر).. وهذه رؤية مرشدهم السابق.. ولم يعتذروا عنها إلي الآن!!

إن خلال عام من حكم الرئيس مرسى وجماعته.. انتقلت البلاد من فشل إلي فشل.

والطامة الكبرى.. في سياسات نظام الحكم الحالى بالاستهانة والتهوين والاستهتار.. بكل ما يرتكب من جرائم وخيانات ضد أرض الوطن وأبنائه.

فما يحدث علي أرض سيناء قتل وخطف أبناء مصر.. لا يجد صدى لدي الرئاسة يتكافأ مع شدة الجرم.

وأما موضوع سد النهضة.. فكان المنتظر أن ينتفض نظام الحكم رئاسة وحكومة.. ويخرج علي الشعب بخطط مدروسة لحل هذه القضية المصيرية، ولكن ما خرج علينا هو دعوة للحوار حول موضوع السد وكأن الهدف هو إضاعة الوقت.. حتي يكتمل بناء جزء كبير من السد.. ويصبح أمراً واقعاً فكلما يمر الوقت.. تشتد صعوبة التفاوض وإيجاد حلول!!

 

الكلمة الأخيرة

منذ تولى الرئيس مرسي منصب رئاسة الجمهورية والبلاد تواجه أوضاعاً غير متوقعة.. تأخذنا من فشل إلي فشل.. وذلك لغياب الرؤى لنظام حكم يفتقر إلي الكفاءة والخبرة.. وكل هم النظام الحاكم أن يحقق مصالح لجماعته علي حساب الوطن.. ويستدعوا أفكاراً من القرون الوسطى.. بعيدة كل البعد عن الزمن الحاضر المعاش.. فالدول تتنافس وتتصارع علي التقدم والتميز بروح العصر.. والنظام الحالى يجرنا إلي الماضى. وهم يعبثون بمصير مصر.. فمتى يبصرون؟