عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

استقرار الوطن.. أم استقرار الفساد؟

 

كانت أيام الأسبوع الماضي من أغرب الأيام التي مرت علي مصر.. وكان لها أسوأ الأثر علي نفسية المواطنين، ورؤيتهم للمستقبل طالما حلموا به.. وعندما قاربوا بلوغ شاطئ النجاة وتزايد الأمل في حياة كريمة تُعيد الأمور إلي نصابها وتعطي كل ذي حق حقه.. فوجئنا بأنباء كانت كاللطمات المتتالية علي رؤوس المصريين.. أشاعت جواً من الإحباط.. وبأن الفترة الماضية منذ ثورة (25 يناير) وحتي الآن كانت وهماً وسراباً.

وكان الخبر الأول.. الإفراج عن القانوني البارع، رئيس برلمانات العالم السابق كما يقول عن نفسه وعاش في وهم كان المفترض أن يربأ بسمعته عن الانجراف إلي ما نسب إليه من جرائم وأفعال وبصفته رئيس برلمان مصر السابق والذي يفتخر دائماً بأن معظم رجال القانون في مصر كانوا من تلاميذه.. وبالرغم من هذا كان اليد اليمني للفساد السياسي.. والمنظر والمشارك في إقرار جميع قوانين الإفساد والتزوير التي أصدرها مجلس الشعب السابق والتي أخذت بخناق المصريين حتي كادت تزهق أرواحهم.

ومن المضحكات المبكيات أنه بعد قيام ثورة (25 يناير) أبدي استعداده بالمساهمة في إعداد الدستور الجديد.. كأنه لم يكفه ما ابتليت به مصر جراء ما فعله »ترزية القوانين« الذين وصفهم أحد أساتذة القانون الشرفاء بأنهم »إسكافية القوانين«.

لذلك كان وقع الإفراج عنه علي رؤوسنا وقع الصاعقة لأن الإفراج كان يعني الإفراج عن بقية رموز الفساد.. ولحسن الحظ أنه كان قد صدر قرار بحبسه احتياطياً علي ذمة قضية »الجمل والبغال«.

وتلي ذلك الإفراج عن رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق زكريا عزمي (هامان) فساد مبارك.. ومن يريد أن يقرأ الحاضر ويستشرف المستقبل فليعد إلي الماضي.

سيجد أن نموذجه في عهود سابقة.. الشخص الذي يزيد الفساد والظلم للحاكم.. كي يتقرب منه وينال حظوته.. وليت الأمر اختصر علي الرئيس المخلوع بل تعداها إلي الأسرة بكاملها.. واستغل فيهم جميعاً شهوتهم للسلطة والتملك علي غير حق.. فساعدهم في كل ما يضر الوطن والمواطنين.. وكان من أهم الذين أسسوا لتوريث نجل الرئيس المخلوع.. وأعدوا المسرح السياسي لمصر كي يتواجد عليه هؤلاء الذين لم يكن لهم وجود ولا يصح أن يكون.. إلا في عهد الفساد والظلم والجهل الذي أقام بنيانه الرئيس المخلوع وعصابته.. ولولا ثورة (25 يناير).. لكنا نحتفل الآن

بإرهاصات زعامة النجل جمال مبارك ليحل محل والده الذي استمر في الحكم ثلاثين عاماً متصلة وكانت الأسوأ في تاريخ البلاد.

وبقدر الصدمة القاسية للمصريين في الإفراج عن زكريا عزمي كان الموقف المشرف لرجال القضاء المصري في الطعن علي قرار الإفراج.. وصدر قرار بحبسه شهراً علي ذمة التحقيق.

أما الخبر الثالث بالإفراج عن زوجة الرئيس المخلوع ورد مبلغ من التفاهة ذكره.. بالنسبة لما اغترفوه واستولوا عليه وسرقوه.. هذا الخبر أشعل النار في صدور المواطنين، خاصة أنه كان من المعتاد كلما انتفض شعب مصر العظيم بالمطالبة بحقوقه دفعوا بجحافل الأمن المركزي وضباط أمن الدولة السابقين.. ليتعاملوا بكل عنف إلي حد إطلاق الرصاص بدعوة المحافظة علي مكاسب الوطني واستقراره علي يد الفاسدين.

وكلمة إلي البعض الذين لا يأخذون في الاعتبار الصورة الشاملة للأحداث.. ويدعون إلي إنهاء الثورة للاستقرار.. شيء محزن.. عن أي استقرار يتحدثون »استقرار الوطني أم استقرار الفساد«.. فهذه نفس اللغة والألفاظ التي كان يستعملها الرئيس المخلوع أثناء سرقة الوطن والاستبداد الممنهج ليبقي ولتتوارث عائلته الحكم.

الكلمة الأخيرة

لكل من يطالبون بالعفو عن الرئيس المخلوع وأسرته ورؤوس نظام فساده الذين أضاعوا علي مصر الكثير.. »من لا يرحم.. لا يُرحم«.. ولنتذكر دائماً ما ارتكبوه في حق خالد سعيد.. وسيد بلال.. وما وقع من أحداث متكررة لإرساء صورة خاطئة عن الطائفية في مصر..

وكيف أوصلت عصابة حكم مبارك.. مصر العظيمة التي كانت دائماً في ضوء التاريخ.. أوصلتها إلي مؤخرة الدول وأفقرها.. وأقلها شأناً في عهدهم«.