رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

وتتوالي الأخطاء!!


تمر البلاد الآن بفترات عصيبة لم يكن أشدالمتشائمين خيالاً.. يتصور أن تمر بها.. فلقد كانت الدولة تقوم دائماً علي احترام الفئات بعضها لبعض.. وحتي لو كان هناك اختلاف في الرؤي والتوجهات.. ولكن كان دائماً هناك «خط أحمر» متفق عليه بين الجميع دون اتفاق.. لا يمكن لأحد أن يتجاوزه.. وإلا حظي بكل الرفض والاستبعاد من باقي فئات المجتمع.

ولكن الآن علي مرمي ومسمع من المجتمع في الداخل، وباقي دول العالم.. وبعد وصول التيار الإسلامي إلي سدة الحكم ممثلاً في «جماعة الإخوان وحزبها»، فوجئنا بأن السلطات التي تعتبر أعمدة رئيسية للدولة.. تتصارع علي استحياء بالتلميح دون التصريح.. ثم جاءت وتوالت أحداث أصابت الجميع بالدهشة وخيبة الأمل.. وتطرح نفسها حالياً بكل إصرار وعناد علي المسرح السياسي.. وكأن هناك نية مبيتة أن يلقي بنا أرضاً أمام الجميع.. ولمصلحة من؟؟ هذا هو السؤال.
ولقد بدأ الموضوع.. ولا يعلم أحد ما الداعي إليه.. بالخلاف بين سلطة الرئاسة التي يجب أن تعتبر دائماً هي الحكم بين جميع السلطات.. وبين «السلطة القضائية» التي كان لها دائماً وضع خاص في نظر الشعب ينظر لها كدرع واقٍ أمام تغول السلطات بعضها علي بعض، خاصة السلطة التنفيذية.. وكذلك كمرفأ يلجأ إليه المواطن لاستخلاص حقه من كل معتد ظالم.
ولقد بدأ المشهد المأسوف عليه بحصار «المحكمة الدستورية» بواسطة بعض التيارات المحسوبة علي التيار الإسلامي، بصورة لم تحدث من قبل علي مدي التاريخ الطويل للقضاء في مصر، وخرجت تعليلات غير مقبولة لتضيع الحقيقة، وتقدم تبريرات تُهين عقول المواطنين.. بأنه لم يتم منع قضاة المحكمة من دخولها.. بل إنه كان مجرد حصار عن بعد؟؟ وتناسوا أنه لم تكن العبرة بالدخول إلي المحكمة أم لا.. ولكن غياب المناخ الذي يتيح لقضاة المحكمة العمل في سلام وطمأنينة.. بعيداً عن تهديدات رخيصة، لم تكن يتصور بأن توجه إلي قضاة مصر الشامخين في يوم من الأيام.. والتلويح بوضعهم في «شيكارة».. ويا للعار!!
وتفجرت أيضاً الأزمة.. بما يسمي «الإعلان الدستوري» وانتهي أيضاً بإصدار الدستور.. الذي صدر بليل وفي خفة.. ليمرر من المبادئ التي لا تتفق مع مصلحة المجتمع لصالح فصيل بعينه.. ومن يومها وحتي الآن، ونحن نعيش أجواء من الفرقة والقسمة لم تشهدها البلاد في تاريخها الطويل

من قبل، فكان يضرب المثل بالإخاء والتآزر بين أبناء الشعب المصري.. ولا يسمح بأي قوي مهما كانت اختراقه!! والملاحظ عرفاً ومعلوماً أن المشاكل عادة تبدأ كبيرة ثم تتضاءل تدريجياً بمرور الوقت.. ولكن ما يحدث لنا في هذه الأيام.. تبدأ المشاكل كبيرة.. وبسبب عدم وضوح الرؤي لدي مؤسسة الرئاسة.. والارتباك والتردد في القرارات الرئاسية والحكومية. نجد أن المشاكل تكبر وتتضخم أكثر.. بمرورالوقت حتي تفقد القدرة علي إحاطتها لإخمادها.. والتخلص منها!!
وتتوالي الأخطاء.. التي تتحول إلي أزمات وأصبح من المعتاد أن نخرج من أزمة إلي أزمة أخري بدون إيجاد حلول قاطعة تصلح الأمور.. والمثل علي ذلك مدي الاستهجان الشديد من كل فئات الشعب أمام الدعوة إلي «تطهير القضاء» من قبل النظام الحاكم وأتباعه من بعض التيار الإسلامي.. متناسين أن هذا القضاء نفسه الذي كان ينصفهم أثناء حكم النظام السابق.. والأكبر من ذلك هو الذي جاء بالرئيس مرسي إلي سدة الحكم.. بالرغم من أنه كان هناك دعاوي للتزوير في النتائج ولم يأخذ بها.. القضاء الشامخ.. الذي يلصقون به الفساد الآن، ومن المستغرب أن يفعل ذلك الجماعة وحزبها الذي فاز برئاسة الجمهورية.. وليس في ذلك إلا معني واحد.. يطال به نزاهة الانتخابات الرئاسية.. ويضع الجماعة وحزبها في مأزق حقيقي.. فهل لديهم استعداد لمواجهته؟؟
الكلمة الأخيرة
المقامرة باللعب بالنار.. قد يفيد أحياناً، ولكن من المؤكد أن النتائج النهائية ستكون مدمرة.. وصدق الشاعر حين قال: «أري تحت الرماد وميض نار.. وأخشي  أن يكون لها ضراماً».
عظيمة يامصر