رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الفساد.. وما خفي كان أعظم!!

 

من يراجع الكلمات التي ألقاها الرئيس المخلوع حسني مبارك.. بعد أن قام الشباب بثورته الرائعة في 25 يناير.. يجد أنه كان يراهن علي فشل هذه الثورة.. وبالتالي كان يعمد إلي التسويف والتهديد المستتر تارة وباستخدام القوة والتلويح بالفوضي القادمة تارة أخري، وكان يري أن حكمه الفاسد المحكوم بالعصابات أفضل لنا مما خطط له في مواجهة الثوار الشرفاء الذي كان ينتظرهم الموت علي أيدي قناصة نظامه.. هكذا كان يتخيل ويعتقد الرئيس السابق.. ولقد خاب ظنه عندما كان يراهن علي تدخل الجيش لصالحه ضد الشعب وهو لم يحدث.. بل أخذ الجيش موقف الحامي للثورة والمحافظ عليها.. حتي تكللت بالنجاح في إسقاط النظام.. ومن غرائب الأمور من الذي حكم الدولة ثلاثين عاماً ووضع شعبه في حالة طوارئ مستمرة أن يخرج من كلمته قبل الأخيرة ليقول إنه طلب من المسئولين السماح للشعب بإظهار جميع مشاعرهم وآرائهم خلال المظاهرات دون التدخل.. في حين أنه في وقت سابق أصدر أمره إلي وزير الداخلية المحبوس علي ذمة التحقيقات حبيب العادلي وقياداته بإطلاق الرصاص علي أبناء مصر من الشباب وفض الثورة بأي صورة ممكنة.

وسجل ذلك بمعرفة المخابرات الأمريكية وتمت الإشارة إلي هذه الواقعة بصورة واضحة في بعض البرامج التليفزيونية بأن الرئيس المخلوع قد تمت مواجهته في محبسه في شرم الشيخ بمعرفة المحققين المصريين.. بما أصدره من تعليمات.

حقاً.. كانت مصر تعيش في منظومة فساد وقهر واستبداد لم يسبق لها التعرض لمثله.. ولعلنا نتذكر عندما قامت حركة (23 يوليو 1952) ونأي الملك فاروق بنفسه أن يكون سبباً في إهدار دماء أي مصري وفضل مغادرة البلاد.. علي أن يقاوم الحركة ولا يقف الجيش بعضه أمام بعض.

كذلك الرئيس السادات سعي إلي عقد معاهدة السلام مع إسرائيل حتي يقي البلاد شر الحرب وألا تسيل دماء أبناء الوطن.

أما بالنسبة للنظام السابق الذي أسقطه شعب مصر فتشهد التحقيقات التي تُجري مع رموزه الآن في اتهامات لم يكن يتصور أن أي مسئول يحمل أي شعور بالوطنية يمكن أن يقوم بمثل ما قام به حفنة الأشرار الجهلاء الذين حكمونا.. فعلي سبيل المثال صفقة بيع الغاز الطبيعي التي أُبرمت مع إسرائيل بثمن بخس وبكميات ضخمة ستؤثر علي مخزونه لدينا.. ومن

المحزن أننا عندما نستورد الغاز من الدول الأخري ندفع ما يقرب من خمسة أضعاف السعر الذي نبيعه لإسرائيل.. وما خفي كان أعظم!!

وكان نظام الرئيس المخلوع برموزه الفاسدة يروج لتغطية ما ارتكبه في حق مصر وشعبها.. بأن ما فعله يأتي تطبيقاً لبنود غير معلنة من معاهدة السلام مع إسرائيل وأن الغاز يتم تصديره وفقاً لذلك.. في حين عندما وقعت المعاهدة لم يكن الغاز الطبيعي في مصر قد اكتشف بصورة تسمح بالتصدير وبتلك الكميات.

وما يطرح الآن في الصحافة العالمية أن إسرائيل تتربح ملايين الدولارات علي حساب مصر.. وليس هناك مبرر لذلك إلا أن يكون في الأمر خيانة للوطن أو تربح أو استفادة من عمولات فرق السعر تذهب إلي المسئولين!!

إن دماء شهداء الثورة التي سالت علي أرض مصر وامتزجت بتراب الوطن لها علينا حق.. بأن نكون علي علم بمجري التحقيقات بإصدار نشرة أسبوعية كما كان يحدث في السابق بما لا يخل بمجريات التحقيق حتي يكون الشعب علي بينة بما يجري.

كلمة أخيرة

لن يطمئن الشعب حتي يري العدالة تأخذ مجراها في محاسبة أشخاص هم في الواقع من أفسد وأسوأ ما جاءت به أرض مصر.. وتسببوا في ضياع ثلاثين عاماً عليها كان من الممكن خلالها أن تتبوأ المكانة اللائقة بها وسط الدول التي كنا نسبقها بمراحل.. ولكنها سبقتنا الآن حين تولي أمورها أبناء وطنيون مخلصون.

ولكننا للأسف تولي أمورنا حفنة من الأشرار أشبه بالعصابة.. تعالوا وتكبروا.. وظنوا أنهم ملكوا مصر ومن عليها!!