حاضر الآباء.. ومستقبل الأبناء!!
عودنا الحزب الوطني الحاكم علي إطلاق شعارات تفاجئنا بكلماتها وكذلك بعدم تبين علاقتها بما تمر به البلاد من أحداث.. ودائما تجعلنا في حيرة نبحث عن معني لها أو مضمون يُرتكن إليه.. فمازلنا بالرغم من مرور سنوات عديدة لا نعرف ماذا كان يعني الحزب بشعار »الفكر الجديد« خاصة وأنه لم يتضح أي تغيير عما قبله من »الفكر القديم« الذي هو مستمر في التطبيق من خلال ممارسات الحزب الوطني وحكوماته المتتالية.
ولم يفت علي النظام من خلال حزبه أن يطل علينا بشعار جديد.. ساد في فترة انتخابات البرلمان 2010 من خلال نشره في كل مكان يقول الشعار.. علشان تطمن علي مستقبل أولادك.. انتخب الحزب الوطني!!!
بالفعل الشعار أثار الاندهاش.. والكثير من التعجب وطرح سؤالا.. كيف يطمئن الآباء علي مستقبل أبنائهم.. والآباء أنفسهم يعانون الكثير من شظف الحياة وقسوة الظروف التي لا تُحل ولا تنتهي ومرور الأيام لا يأتي بتحسن ظروف المواطنين بل العكس صحيح فالانحدار في المستوي المعيشي لا يتوقف.. ويتبع ذلك التأثير علي الأوضاع الاجتماعية.. كذلك ثقافة الفقر فرضت نفسها علي حياة المواطنين!!!
ونسبة الفقر المتزايدة طالت ما يقرب من نصف السكان وفي إحصاءات دولية تقدر النسبة بأعلي من ذلك بكثير ومنهم ما يقرب من 15 مليون مواطن يعيشون تحت خط الفقر المدقع وما يقرب من 40 مليون مواطن تحت خط الفقر.. وذلك يعني أوضاعا غير إنسانية وغير آدمية لما يقرب من 10 ملايين أسرة يعيش الآباء والأبناء معا في أسوأ الظروف في العشوائيات، وفي القبور وبعض الآباء يدفعون بأبنائهم للعيش في الشارع حتي يتحللوا من مسئوليات غير قادرين علي حلها والإيفاء بالتزاماتها وإذا كان أهم العناصر هو التعليم الذي يجب أن نوفره بمستوي تنافسي مع الدول التي تعتني بمستقبل أبنائها والتخريب الذي حدث في نظام التعليم وقلة الموارد الموجهة له أفرز تعليما ما هو بتعليم..
وأصبحت المدارس الحكومية التي هي الأصل في تعليم أبناء الوطني مهجورة من المدرسين سعيا وراء الدروس الخصوصية.. وبالتالي لا يجد الأبناء ما يجب أن يقدم لهم من تعليم وتربية داخل المدارس.. فهم أيضا تغيبوا عن المدارس سعيا وراء الدروس الخصوصية والمراكز التعليمية يجدون فيها ضالتهم.. مع أن ذلك يهدم العملية التعليمية من أساسها.. التي يجب أن توفر مناخا تربويا بجانب
ان الأسباب التي أدت إلي تراجع البلاد علي هذا النحو.. ان الأنظمة الحاكمة منذ 58 عاما لم تكن لها رؤي لاستراتيجيات قريبة وبعيدة تكمل مسار التحديث الذي سارت فيه مصر منذ أكثر من قرن ونصف.. صعدت في تلك الفترة دول من العدم وتراجعنا نحن حتي أصبحنا في ذيل تصنيف الدول في التنمية.. والديمقراطية والشفافية والتنافسية.. إلخ.
- ان النظام الحاكم الآن يحاول أن يغسل يديه من كل ما ارتكب لفترة جديدة خلال الثلاثين عاما الماضية.. ويسعي لفترة جديدة.. يطرح فيها شعارات تدغدغ مشاعر المواطنين بدون إحساس.
الكلمة الأخيرة
إن الحكمة تقول بدلا من الإسراف في وعود لمستقبل لا نراه.. علينا أن ننظر لحاضر نعيشه!!!
ألم يكن من الواجب بدلا من التحدث عن مستقبل الأبناء أن نتحدث عن حاضر الآباء؟؟؟