عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إلى متى.. الانتظار؟

انتظر الشعب المصرى طويلاً.. متطلعاً أن يعود حكم البلاد إلى رئيس مدنى من الشعب.. بعد أن توالى على الرئاسة أربعة رؤساء من العسكريين خلال 60 عاماً.. آخرهم كان الرئيس المخلوع الذى استمر حكمه 30 عاماً ذاقت فيه البلاد الأمرين.. من استبداد، وتسلط وقهر.. وسرقة مقدرات الوطن من موارد وثروات وأراض، حتى الديون - التى تراكمت على البلاد نتيجة الجهل وسوء إدارة البلاد - تاجروا فيها وتربحوا من ورائها.. على حساب مصالح الوطن.. وأوصلوا البلاد إلى مستنقع من الفساد بدا وكأنه لا نهاية له.

ولذلك عندما قامت ثورة 25 يناير المجيدة.. ونجحت فى إسقاط النظام فى 18 يوماً.. وبإرادة الله كانت من أنصع وأرقى الثورات فى العصر الحديث.
ولذلك بالثورة عانقت آمال وأحلام المصريين السماء وعادت البهجة إلى الطبيعة المصرية.. وكان التغيير والإصلاح يبدو قريب المنال.. ولكن فى ظل اللجنة التى تشكلت برئاسة المستشار طارق البشرى وما اقترح من تعديلات دستورية أُجرى عليها استفتاء (19 مارس). أخذنا لمرحلة مرتبكة غير واضحة المعالم أُجريت فيها انتخابات برلمانية ورئاسية.. قبل إعداد الدستور.
ومع ذلك فلقد تقبل الشعب الأمر وشارك فى الانتخابات بحماس بحثاً عن الاستقرار.. خاصة فى الانتخابات البرلمانية، وحتى عندما جاءت نتيجة انتخابات الرئاسة لصالح د. مرسى بفارق بسيط عما حصل عليه الفريق شفيق كانت النية أن يصطف الشعب مع الرئيس الجديد حتى ممن لم يصوتوا له.. وذلك من أجل أن تستقيم الأمور فى البلاد.. ونخرج إلى رحابة البناء والتنمية، خاصة أن تصريحات الرئيس قبل الانتخابات وعند لقاءات واحتفالات التنصيب فى المحكمة الدستورية والميدان، وجامعة القاهرة.. كانت مليئة بالوعود والتعهدات.. بأنه سيكون رئيساً لكل المصريين على حد سواء.. وليس لجماعة أو لحزب بعينه.. كذلك تعهد بتحمل كل المسئوليات.. وليس له حقوق.
وأنه سيبتعد عن كل صور استغلال المنصب ولن يغير من معيشته التى كان يعيشها.
وسيحرم على نفسه الرفاهية التى كان النظام السابق يغرقون أنفسهم فيها.
ولكن من خلال أربعة شهور فقط.. منذ تولى الرئيس مرسى المنصب كأول رئيس مدنى

منتخب.. عادت للظهور ثانية المظاهر المستفزة من قبل النظام السابق.. بل وأكثر مما كانوا يفعلون ربما لقلة خبرة من يتولون إعدادها للرئيس مرسى.
فتفاجأ باستمرار الشعب بتكرارها بصورة أشد استفزازاً وأكثر استهجاناً.. خاصة بالنسبة للمواكب التى تتضمنها زيارات الرئيس مرسى للمحافظات وصلاة الجمعة فى مساجدها.. وتنقل على الهواء مباشرة فى الإذاعة والتليفزيون.. وتُعرض صور ليتها لا تعرض بما تحمله من مغالاة فى مظهرية مرفوضة تماماً.. وحتى لم تكن على هذه الصورة فى عهد النظام السابق الذى أسقط.
ولكن بالنسبة للرئيس مرسى يظهر وهو يصلى الجمعة وحوله رهط بأعداد كثيفة من الأمن والحراسة لا يصلون.. فبعضهم وقوف حول الرئيس، والبعض الآخر ينتقل ببصره فى كل الاتجاهات حرصاً على سلامة الرئيس.
وهذا يعكس صورة متناقضة تماماً لما يراد لها، وبعيد كل البعد عما يتطلب من ورع وخشوع فى صلاة فى بيت من بيوت الله.. ويظهر وكأن الرئيس مهدد من شعبه!!

الكلمة الأخيرة
ينتظر الشعب المصرى من أول رئيس مدنى منتخب أن يبادر بتحقيق أهداف ثورة 25 يناير المجيدة من حرية.. وكرامة.. وعدالة.. ولكن لم تظهر بداية أو بوادر لخطط وبرامج جادة لتحقيقها.
بل أُستغرق الوقت فى زيارات متعددة خارج البلاد وداخلها.. وإلقاء خطب وكلمات، وتقديم تصريحات فى معظمها متناقضة من المتحدث الرسمى للرئاسة.. مما يزيد من حال الضبابية والارتباك التى نعيشها.. فإلى متى الانتظار؟