رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أرادوها فوضي.. ولكن!!

إن أهم ما سيدونه التاريخ الإنساني عن (ثورة 25 يناير).. أنها في أيام قليلة لم تتجاوز 18 يوماً أعادت إلي الشعب المصري كرامته، ورفعته إلي المكانة التي يستحقها وباعتراف زعماء العالم ورؤساء الدول الكبري بأن الشعب المصري أفضل شعوب الأرض.. وليس بجديد أن يبهر العالم بفعله من أعمال مجيدة ومواقفه!!

فبالرغم مما تعرضت له مصر وشعبها من نظام حكم استبدادي باطش.. لثلاثين عاماً متصلة تحت حالة الطوارئ المستمرة.. ليتمكن النظام من تنفيذ خطط يطبق بها أساليب ووسائل قهر كان الهدف منها كما خيل لجهلاء النظام - وقد كانوا كثرة - أن باستطاعتهم سلب ما يتمتع به الإنسان المصري من صفات ميزته من بين شعوب العالم عبر العصور تجاوزت 7000 عام.

إن صفات السماحة والتسامح وقبول الآخر.. جعلت مصر بوتقة انصهر فيها كل من جاءها وعاش علي أرضها من مختلف أنحاء العالم، فأصبح نسيجاً واحداً لشعب واحد ولكن النظام الذي أسقطته (ثورة 25 يناير).. كانت له خططه التي كان يرسيها يوماً بعد يوم من أجل أن يستمر في حكم البلاد والأكثر من ذلك يحولها إلي ملكية تورث استخدم بمنهجية بدائية أسلوب (فرق تسد) واتبعه في زرع الطائفية وأيضاً التفرقة بين أفراد الشعب فقضي قضاء تاماً علي الطبقة الوسطي التي هي قاطرة التغيير والإصلاح في الدول.. بحيث أشاع الفقر والجهل والمرض بين المواطنين فأصبح أكثر من 50٪ من المواطنين تحت خط الفقر وحوله.. ونسبة الأمية تقترب من 40٪ وتزداد بين أبناء الشعب، وسكنت الأمراض المزمنة والخطيرة أجساد المواطنين حتي طالت الأطفال وأصبحت من أعلي النسب في العالم. وبجانب ذلك بدلاً من العمل علي خلق فرص للعمل بالتوجه نحو توسيع المجالات الإنتاجية علي سبيل المثال في قطاع الزراعة الذي يتيح فرصاً واسعة للعمل، خاصة للصناعات التي تقام عليه اتجهت سياسات النظام (الذي أسقط) نحو الاستيراد وبسبب ذلك تعرضت البلاد إلي أزمات طاحنة في الغذاء.. وسوف تتعرض في المستقبل إلي ما هو أسوأ إذا لم تسارع إلي وضع سياسة زراعية توفر الأمن الغذائي للبلاد الذي أصبح

جزءاً أساسياً في الأمن القومي وتقضي علي نسب كبيرة من البطالة.

هذا في حين توجد ساحات شاسعة من أراض قابلة للزراعة والإنتاج حولت إلي منتجعات، وأقيمت عليها القصور وحمامات السباحة وملاعب الجولف.. وذلك للمسئولين في نظام الحكم البائد، وأصحاب الحظوة من الأقرباء والأصهار وأصبحنا نري بعض الأفراد يتملكون آلاف الفدادين وملايين الأمتار من أراضي الوطن بأبخس الأثمان.

وكيف لا؟ فلقد استقر في ذهني رموز النظام الفاسد وأتباعه أنهم أصحاب البلاد بلا منافس، أما المواطنون فهم مجرد رعايا.. خاصة أن النظام البائد اعتمد علي بناء نظام أمني بوليسي شديد الشراسة خصص لحمايته ويضاهي في العدد والإمكانات التي منحت له جيوش الدول، بل وزادت ولذلك في الأيام الأولي من الثورة استخدم (الجهاز الأمني) أكثر الطرق عنفاً ووحشية لإشاعة الفوضي بين المتظاهرين.. وكان في ذلك مخطئاً.. بل وارتكب خطايا لن تغفر له ولا للنظام البائد مهما مرت السنون، فما حدث كان شبه معجزة.. فبإرادة وإصرار شباب ثورة 25 يناير.. انهار النظام البوليسي الأمني.. ونجحت الثورة ووصل صوتها إلي عنان السماء.

الكلمة الأخيرة

مع كل ما بذله النظام البائد.. لبناء صرح يأمن بقاءه في الحكم ويحول البلاد إلي ملكية متوارثة.. وفجأة انكشفت الظلمات.. وجاءت ثورة شباب (25 يناير) السلمية البيضاء النقية التي ساندها الشعب كله وحماها جيش مصر المجيد.. فانهار الصرح الذي ظن أنه منيع وتحول إلي رماد!!