رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

شعب عريق.. يمارس الديمقراطية

دائما ما يفاجأ الشعب المصري العالم.. بمواقف وأحداث لم تكن متوقعة أو في الحسبان.. وتعود الجميع أمام ذلك ان يقف إجلالا وإبهارا معبرين عن الإعجاب العميق والتقدير الذي لا حدود له.

وتكرر هذا في نصر أكتوبر 1973 عندما عبر الشعب المصري بجيشه الهزيمة بعد 6 أعوام فقط.. في حين كان يري البعض من دول خارج مصر صديقة وغير صديقة ان من المستحيل تحقيق النصر في زمن قريب والأمر ان حدث يحتاج لعقود من الزمن.. ولكن تحققت المعجزة علي يد شعب مصر وجيشه الباسل.. وأعيد للأمة العربية كرامتها ورفعتها!!!
كذلك قامت ثورة 25 يناير المجيدة علي يد أبنائها الثوار وانضم إليها الشعب وحماها الجيش المصري..
وأعادت للشعب المصري حريته ورفعت من قامته.. بعد أن ظن من لا يعرف المعدن المصري وأصالته.. انه لا سبيل إلي فكاكه وإطلاق حريته في ظل نظام استبدادي أراد أن يحتكر الحكم ويورثه لأبنائه من بعده.. ظناً بأن الشعب المصري تحت السيطرة (المقولة المشهورة للوريث).. ومؤخراً جاءت انتخابات رئاسة الجمهورية في يومي 23- 24 مايو 2012 وتمت في نزاهة شهد بها الجميع سواء من داخل مصر وخارجها.. والأهم من ذلك تصرف الناخبين كان علي أعلي مستوي من الالتزام والرقي.. من ناحية الوقوف في صفوف بنظام لساعات.. وعدم السماح بالتأثير علي إرادة الناخب.. فهناك فارق كبير عما جري في الانتخابات البرلمانية التي تمت منذ شهور قليلة لا تزيد علي 4 شهور فقط.. ويعني ذلك ان المواطن المصري صاحب الحضارة العريقة يأخذ دائما في اعتباره الدروس المستفادة ولا يكرر أخطاءه!!! وإذا كانت نتيجة الجولة الأولي الانتخابية.. انحسرت في أعلي النسب المتحصل عليها لممثل حزب الحرية والعدالة (د.محمد مرسي) وفي المرشح المستقل الفريق (أحمد شفيق) واعتبر ذلك غير متوقع بالنسبة لمواطنين أعطوا أصواتهم لمرشحين آخرين.. كانوا في نظرهم هم الأحق .. للوصول إلي جولة الإعادة.
ولذلك فالفترة القادمة قبل إعادة الانتخاب بين الاثنين الحاصلين علي أعلي النسب.. من المؤكد ستشهد حراكا سياسيا كبيرا سواء بين من يقفون وراء المرشحين أو من المرشحين المتنافسين..  وستكون هناك محاولات مستميتة لجذب أصوات ما يقرب من 50٪ من الناخبين الذين امتنعوا عن عدم المشاركة في الجولة الأولي من الانتخابات.. كذلك بدأ المرشح الإخوانى بمجرد ظهور النتيجة في محاولة لتجميع أصوات ناخبي المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ.. ولكن كان هناك

موقف رافض.. خاصة من المرشحين الرئيسيين.. وناخبيهم.. فحزب الحرية والعدالة منذ حصل علي أكثرية الصندوق في الانتخابات البرلمانية.. كان أداؤه في البرلمان ضعيفا.. بل ومتباعداً ومتجاهلاً تماما للمطالب التي قامت من أجلها الثورة.. ودائما يذكرنا بان الشرعية للبرلمان وليست للميدان.. وانطلاقا من ذلك اندفع نحو الاستئثار بكل مفاصل الدولة وبكل السلطات.. وتخلوا عن الثوار في مجلس الوزراء، وماسبيرو، ومحمد محمود ومن قبلها أحداث البالون..
وعلينا أن نفتخر بانتخابات الجولة الأولي الرئاسية التي أعادت الروح التي كانت سائدة في الفترة الأولي لثورة 25 يناير المجيدة.
وأظهرت للعالم بأجمعه الصورة الحضارية للشعب المصري التي كان يحاول الرئيس المخلوع إخفاءها.. خاصة عندما شرع يهيئ البلاد لحكم وريثه.. وكان حديثه دائما - حتي في خارج البلاد - يقلل من قيمة الشعب المصري.. ويردد دائما انه طوال الثلاثين عاما من حكمه .. لم يجد في طول البلاد وعرضها شخصا واحدا يصلح ليكون نائبا له.. وان الشعب المصري غير مؤهل لممارسة الديمقراطية.. أكاذيب كان يجب ألا تصدر من رئيس دولة.. يدين بها شعبه ويقلل من قيمته!!!
وعموما جاء الرد علي تلك الأكاذيب ليدين صاحبها.. فها هو العالم أجمع.. أشاد وانبهر بالمصريين ووصفت الانتخابات بأنها تاريخية وخطوة كبيرة للأمام يتمتع فيها الشعب المصري لاختيار رئيسه في انتخابات حقيقية تنافسية.
الكلمة الأخيرة
دائما يُثبت الشعب المصري.. أنه شعب عريق يجري التراكم الحضاري في دمائه.. ولقد مارس الديمقراطية منذ (عام 1866) عندما أنشئ مجلس شوري القوانين.. وكان ذلك قبل العديد من الدول المتقدمة والتي تتباهي.. بديمقراطيتها الآن.. والانتخابات الأخيرة دليل علي ذلك!!!