رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نساء مصر.. قادمات

عقد المجلس القومي برئاسة السفيرة مرفت التلاوي.. في أوائل هذا الأسبوع مؤتمرا موسعاً شارك فيه حشد كبير من نساء ورجال مصر من مختلف الأطياف والفئات والمحافظات وممثلين لمشيخة الأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية، والكنيسة المصرية، وأساتذة القانون الدستوري والدولي والعلوم السياسية ومؤسسات المجتمع المدني واتحاد نساء مصر.

ولقد أحسن اختيار الموضوع الذي تمركز حول «هي والرئيس - مستقبل المرأة في مصر الثورة». خاصة أن عام ما بعد الثورة.. يعد من أسوأ الأعوام التي مرت علي المرأة المصرية.. حيث كان هناك سعي حثيث ممنهج يهدد بسلب حقوق مشروعة استقرت واكتسبتها المرأة بعد كفاح طويل ومرير.. وفوق ان وجهت إليها إهانات واتهامات غير مبررة وغير مسبوقة.. تهز كيان المرأة المواطنة وقيمتها في المجتمع.
ولم يكن يتصور أن يتم ذلك من خلال نواب ونائبات التيار الديني الذي استحوذ علي الأكثرية البرلمانية.. والذي لولا تضحيات الثوار ودم الشهداء رجالا ونساء ما كانوا وصلوا إلي البرلمان.
فالهجمة الشرسة التي تعرضت لها نساء مصر.. لا هدف لها فقط المرأة.. ولكن استطاع العالم القضاء علي أفكارها وآرائها.. والتحرر من تخلفها منذ أكثر من 6 قرون أو ما يزيد.
إن صدمة نساء مصر كانت كبيرة.. عندما خرجت الدعوة للتقهقر إلي الخلف والنظر إلي المرأة كتابعة.. وتناسي مشاركتها في ثورة 25 يناير المجيدة كتفا بكتف مع الرجل في الميدان.. والأهم من ذلك المرأة الأم التي كانت تدفع بأبنائها إلي الميدان حتي تحقق للوطن أنبل ثورة سلمية ناصعة البياض في تاريخ العالم الحديث.
إن التيار الديني الذي استحوذ علي الأكثرية البرلمانية بدلا من الاهتمام بالقضايا الكبري التي تواجه الوطن في أخطر مرحلة مصيرية بعد إسقاط نظام الحكم المستبد الجائر الذي انتهك حقوق الشعب، وسلب موارده، وأضاع مقدراته.
نجد من غير المتوقع اهتم بقضايا فرعية وغاية في السطحية وبالذات بالنسبة للنساء.. والمجاهرة بالعودة بهم إلي عصر الحريم.. فصورة «المرأة» يجب ان تغطي وتختفي ويوضع بدلا عنها «رسم وردة» .. كذلك لا يذكر اسمها ويكتفي باسم الزوج.. وتوالت دعاوي الي خفض سن الزواج.. فكيف لطفلة ان تتحمل مسئولية تكوين أسرة فوق انها معرضة للوفاة

بنسب عالية جدا في حالة الحمل والإنجاب.. ومعني ذلك ان المرأة المصرية في عصر العلم والتكنولوجيا.. لن تتحصل علي قسط وافر من التعليم طالما ستتزوج في سن الطفولة.
وكذلك العودة عن تنفيذ قوانين للأسرة لها مرجعية شرعية استقرت ولكن يريدون الانتكاس عنها.. بدلا من تعديلها أو تحسينها.
ولذلك في رأي.. ان عقد المؤتمر جاء في وقته المناسب.. وأعاد الزخم النسائي إلي مساره الصحيح فلقد كان مؤتمرا جادا فيما طرحه.. والحوار الموضوعي الذي دار حول برامج المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية.. والأهم من ذلك.. ماذا تريد المرأة المصرية من الرئيس القادم في مصر الثورة؟؟
وكان واضحا بعد ما تعرضت له نساء مصر من غبن سافر.. وتهميش متعمد.. فإن من العدالة أن تطالب بأن قضايا المرأة تكون أولوية كل أولوية.
وعلي النساء أن تتذكر أن صوتها الانتخابي يقدر بحوالي 23 مليون صوت أي نصف الكتلة الانتخابية.. فإذا أحسن استخدامه باختيار المرشح الأفضل.. من المؤكد سيأتي لنا برئيس يستحق ان يختار لوطن عظيم حضاري.. مثل مصر.
الكلمة الأخيرة
مؤتمر المجلس القومي للمرأة.. في هذه الآونة بالذات.. أضاء قبساً من نور في نهاية النفق المظلم.. الذي حاولت قوي رجعية إدخالنا فيه.. حتي يسهل لها التحكم والسيطرة علي البلاد.. والاستحواذ علي كل كياناتها.
ولكن ليعلموا .. أن نساء مصر قادمات ليحملن شعلة التنوير والتحضر.. التي أشعلتها نساء مصر منذ ثورة (1919). وأبدا.. وأبدا.. لن تسقط الشعلة من يدها!!!