عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الدوران في حلقة مفرغة

عند استعراض فصول رواية الوطن منذ ثورة 25 يناير المجيدة وحتي الآن.. ونحن في أحوال لا ندري إلي أين يتجه المسار.. وكأن قوي بعينها.. تدفعنا للسير والدوران في حلقة مفرغة.. حتي تحقق أقصي ما يمكن من مصالحها!!!

فكلما تخيلنا أننا قد قاربنا الوصول إلي بر الأمان.. وأن أحلامنا المشروعة علي وشك أن تتحقق.. نفيق علي حدث جسيم.. ونجد أنفسنا وبقدرة قادر قد انزلقنا إلي نقطة البداية مرة أخري.. وبتكرار ذلك يخيم الشعور باليأس والأسي.. و(أحداث العباسية) دليل علي ذلك وكأنما كُتب علي مصر ان  يتحقق فيها قول الرئيس المخلوع (أنا.. أو.. الفوضي) مهددا الشعب حتي يستكين ويتقازم كما كان في فترة حكم الظلم والتعذيب والاستبداد قبل الثورة.. ولكن أبناء مصر الشرفاء الثوار تقبلوا التحدي وأسقطوا المخلوع وأذنابه وأصبحوا في السجون ينتظرون حكم القضاء العادل.. وحكم التاريخ علي أمثالهم ممن ضيعوا الأمانة وأهانوا الشعب وسرقوا مقدراته ومما لا شك فيه أن من أدخلنا في فترة التيه منذ استفتاء (19 مارس) كان فصيل التيار الديني.. عندما زج بشعارات دينية واعتبر الاستفتاء بنعم.. أو.. لا.. يُدخل الجنة أو لا قدر الله النار.. والبعض من التيار الديني اعتبر الاستفتاء بمثابة (غزوة الصناديق) يحل استخدام كل السبل المشروعة وغير المشروعة وللأسف فإن الأكثرية من الناخبين بعد ما عانوا من صور الفساد للنظام السابق.. اندفعوا ومعهم تفسيرهم حينذاك انهم توسموا الخير في الجماعة التي تمثل التيار الديني.. (بتوع ربنا).. وليجربوهم عسي أن يجدوا من يثقون فيه ويأمنوا معه مستقبلهم.
ولكن فوجئ الجميع بأننا قد سقطنا من عال.. إلي حيث لا ندري!!!
وللأسف فقد بالغ المتسربلين باسم الدين في الهرولة لتجميع كافة السلطات بأيديهم.. وباعتبار أن هذا واجب علي الشعب المصري بكل فئاته أن يرضي ويطيع.. طالما أن الصندوق جاء بهم وأعطاهم الأكثرية.. وهم مستمرون في ترديد ذلك.. حتي أشاعوا الملل والندم بين الكثيرين ممن وقفوا بجانبهم وأعطوهم أصواتهم في الانتخابات البرلمانية.. وسيروا نتيجة ذلك في التباعد بينهم وبين من آزروهم من قبل.
فالصورة التي انعكست من خلال تصرفات ومواقف التيار الإخواني والسلفي في فترة أقل من أربعة أشهر كانت بالفعل صادمة.
فجماعة الإخوان وذراعها السياسي (الحرية

والعدالة) سعت للاستحواذ الكامل علي كل مفاصل الوطن بدون مراعاة لأي فصيل وطني آخر.. ولا للمحافظة علي الثورة والثوار حتي يخلو لهم السبيل ليقضموا أكبر شطرة من كعكة الوطن حتي ولو زادت عن ما يستطيعوا أن يتحملوه.. ولكن الانتهازية الواضحة والسعي للاستئثار بأكثرية البرلمان.. والتأسيسية لإعداد الدستور حتي يُلغموه مما يريدون.. ومحاولة إسقاط الحكومة قبل إجراء انتخابات الرئاسية بأيام.. لماذا هل لمصالح تؤدي قبل الانتخابات وخلالها.. والطامة الكبري عندما أوقفوا جلسات البرلمان لأسبوع والبلاد تمر بأخطر مرحلة فارقة.. تحتاج فيها إلي حشد كل الإمكانات لاجتيازها وبالذات نواب الشعب الذين من المفترض يمثلون الأمة.
وكلما تمر أيام بل ساعات نجد تدافع التيار الديني نحو التصارع والنظر إلي أعلي يضعون نصب أعينهم كرسي الرئاسة الآن..
حتي لو أريقت دماء الشباب في سبيل ذلك.. والمحرضون في منازلهم نائمون، أو يرشحون بدل الواحد اثنين للرئاسة احتياطيا.. حتي لا تضيع الفرصة.. نفس الأسلوب الذي كان يتبعه الحزب الوطني في الانتخابات البرلمانية.. حتي يضمن اقتناصه للمقعد.. بصرف النظر عن الصالح العام للوطن.
والسؤال المطروح.. هل قامت الثورة لإسقاط النظام السابق.. ليحل محله نظام جديد مماثل له؟
الكلمة الأخيرة
أصبح واضحا أن هناك فصيلاً من التيار الديني لا يريد للأمور أن تهدأ.. بل مستمر في أن يُلهينا ويشدنا إلي قضايا فرعية ليست ذات أهمية.. وتغطي علي القضايا الكبري المصيرية.. ويجعلنا ندور في حلقة مفرغة.. في حين يتفرغون هم.. ويعدون العدة لتنفيذ خططهم!!!