رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الوطن.. والرمال المتحركة

يحزن المرء الآن.. حينما يشاهد ما يجري علي الساحة السياسية.. من اختلال وضبابية.. وتطرف في الفكر وفي الفعل من بعض الفصائل.. مما يفقد الشعب إمكانيات الرؤية السليمة للأوضاع.. وما يجب أن تسير عليه الأمور حتي يتم انتخاب رئيس الجمهورية المأمول، ووضع الدستور الجديد..

بل أيضا ما قد يتجاوز هذه المرحلة.. نظراً لانه الآن - تحت الظروف السائدة - لا أحد يعلم علي سبيل اليقين أو التقدير ما تحمله لنا الأيام القادمة من أحداث ومدي تأثيرها علي الوطن.
وفي الواقع.. سامح الله الذين قاموا بوضع التعديلات الدستورية والإعلان الدستورية.. الذي تضمن من النصوص ما جعلنا.. لا نعرف إلي أين نسير.. بعد ثورة 25 يناير المجيدة التي نظر إليها بإكبار وإجلال.. ولكن بأيدي البعض منا.. بتعمد أو بغير تعمد.. أراد لنا التيه وعدم الاستقرار ومن غرائب الأوضاع أن أول من اكتوي بنار التعديلات والإعلان الدستوري يرفعون أصواتهم بالشكوي منها الآن.. هم من قاموا بالدفاع عنها في حينه.. واعتبروا من يرفضها في استفتاء (19 مارس) مصيره جهنم وبئس المصير!!! ولكن بعد أن سبق السيف العزل وفات الأوان.. يحتجون الآن عليها.. وكأنهم يسعون إلي جني ثمار الثورة بمفردهم.. ولا يتورعون عن تغيير اتجاهههم كاملا (180 درجة) من الشمال إلي الجنوب دون الشعور بالخجل أو تأنيب ضمير. فطوال الفترة السابقة.. كانوا ينكرون شرعية الميدان بعد أن وصلوا إلي أكثرية البرلمان.. ويرددون علي السماع الشعب بدون توقف.. أن الصندوق أتي بهم في انتخابات حرة نزيهة (علي حد قولهم) وأن الشرعية للبرلمان.. لا للميدان!!! ولذلك عندما اقتربت انتخابات رئاسة الجمهورية وانتخابات جمعية تأسيسية لإعداد الدستور.. ظهرت دوافع الاستئثار والاستحواذ علي جماعة الإخوان وذراعها السياسية الممثلة في حزب الحرية والعدالة.. إلي الحد الذي لم تراع الشروط الواجبة للتوافق الوطني في إعداد الدستور.. والأكثر من ذلك تجلت صورة عدم الاعتبار لقيمة منصب رئاسة الدولة.. بأن ترشح من الجماعة والحزب مرشحان ليكون أحدهما بديلا للأول إذا ما استبعد.. شيئا لا يمكن أن يتكرر في أي وطن من أي فصيل سياسي كان يجب عليه ان يحترم أبناء الوطن أولا.. لا أن يهتم فقط بالمنصب وكيفية استخدام أي الوسائل للاستئثار به.. لا أن يرشح له من هو أكثر كفاءة ليتولي هذا المنصب الرفيع الذي يحتاج التفرد في الصفات الشخصية.. والتميز والحنكة في إدارة شئون وطن عظيم في قيمته مثل مصر.
ولكن أثبت تيار الإخوان ان الهم الأول لهم هو الاستيلاء علي السلطة التنفيذية من قمتها.. وليس انتشال البلاد مما وصلت إليه من أوضاع.. بعد إسقاط نظام الحكم الاستبدادي السابق.
وكأن كتب علي ثورة 25 يناير المجيدة ألا تستكمل أهدافها بفعل فاعل أراد التسرع إلي حد الهرولة في الاستيلاء علي كل مفاصل الدولة.. قبل أن تسير الأمور في مسارها الطبيعي بعد الثورة.. وما بقي لاستكمال المرحلة الانتقالية فترة وجيزة.. ومع ذلك كان هناك هجوم عنيف علي الحكومة برئاسة د. الجنزوري والمطالبة الفورية.. بإقالتها.. بالرغم انهم تشددوا في التمسك بها عندما عارض تشكيلها الثوار.. ولكن عندما رأوا من المصلحة المنفردة لهم التخلص من الحكومة تفرغوا لذلك إلي حد عُلقت فيه جلسات مجلس الشعب.. كإجراء مبدئي كما قيل في مواجهة المجلس العسكري والحكومة.. في حين ان البلاد كانت الأحوج في هذه الفترة بالذات العصبية لمن انتخبتهم ليمثلوا شعبها.. وخاصة في أحداث العباسية والسفارة السعودية وخروج مرشحي التيار الديني المستبعدين عن العقلانية والمعقولية.. وانهالت منهما التصريحات بالتنديد باللجنة الانتخابية والتوعد والتهديد بالعنف ولذلك فللأسف .. التيار الذي يتباهي بأنه حصل علي الأكثرية البرلمانية.. أثبت أنه لا يمثل إلا نفسه.. وليس شعب مصر!!!
الكلمة الأخيرة
التيار الديني الذي أغرته الأكثرية التي تحصل عليها في الانتخابات البرلمانية.. وركبه الغرور وأصبح متعاليا.. ظنا بأنه يقف علي أرض ثابتة وستمكنه وبمفرده لحصد ثمار الثورة والاستئثار بالسلطة التشريعية، وتشكيل الحكومة، وفوق ذلك رئاسة الجمهورية وسيوظف كتابة الدستور لصالحه.. وفي حقيقة الأمر انه واهم ويقف علي رمال متحركة سرعان ما تبتلعه وتدفنه.. ولا يبقي له أثر أو ذكري.. والتاريخ يعيد نفسه!!!