رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بانوراما.. المشهد السياسي

حمي الله مصر والمصريين.. التوقف أمام المشهد السياسي الحالي.. بعد مرور 15 شهراً علي ثورة 25 يناير المجيدة، يري أن هناك أكثر من وجهة تعمل في الداخل ومن الخارج علي إجهاض أشرف وأنبل ثورة في التاريخ الحديث.. فليس فقط أذناب النظام السابق الفاسد الذين يوظفون ما نهبوه وسرقوه من أموال الوطن في عمليات التخريب والتدمير في الداخل.. وكذلك ليست بمفردها جهات خارجية تري في نجاح ثورة مصر ومسيرتها نحو الاستقرار.. ستشكل خطراً شديداً كنموذج يحتذي به، خاصة في الدول التي تحكم بالنظم الشمولية.

ولكن الأكثر تأثيراً في بانوراما المشهد السياسي الحالي.. أن نجد من داخل مصر أكثر من فصيل يريد أن يسيطر علي جميع مفاصل الدولة.. ويعيدنا إلي عصور وسطي تخلص منها العالم منذ قرون.. فلم يكن للدولة فيها مؤسساتها التي هي العمود الفقري لقيامها ولاستمرار كيانها.. وبدونها تنهار الدول وتصبح لقمة سائغة تقع تحت قبضة الساعين المتلهفين للسلطة والتحكم في البلاد عن طريق وأسلوب السلطة الأبدية.. تحت مسميات عفي عليها الزمن منذ قرون.. والسلاح الذي يشهرونه في وجه من يعارضهم أو يقف أمامهم هو سيل من الاتهامات والصفات التي لا يقرها دين.. فيتهمون من يعارضهم بالكفر والإلحاد.. وكأنهم هم.. وهم فقط المخولون للحكم علي الضمائر.. وهم بذلك يهدفون إلي السيطرة للوصول إلي مآربهم ولو أدي ذلك إلي ضياع الوطن.
كذلك في المشهد السياسي نجد من يعمل بجد علي تطبيق خطة الرئيس المخلوع الذي هدد بها.. حينما وقف أمام شاشات التليفزيون وجاهر بها بكل حماقة وكأنه عضو في المافيا وليس رئيس دولة.. وقال «إما أنا والاستقرار.. وإما الفوضي».
فكيف أتت له كل هذه الثقة؟.. إلا وكما اتضح فيما بعد أنه كانت هناك خطة للفوضي سيبدأ في تطبيقها، إذا ما رفض الشعب المصري حكم «الوريث».
ولذلك فعندما تأكدت أذناب النظام السابق أن ثورة 25 يناير المجيدة لن تتوقف.. وأن الشعب المصري يساندها وخرج والتحم مع ثوارها.. لم يتورعوا عن فتح أبواب السجون وإطلاق المساجين ليعيثوا في الأرض فساداً.. وفي سبيل ذلك ضحوا بحياة أحد كبار ضباط

الداخلية الشرفاء اللواء البطران.. الذي رفض أن يشارك في هذه الجريمة النكراء.. التي لا يقوم بها إلا كل آثم وخائن للوطن.
كذلك في المشهد السياسي الصادم.. ما معني أن بعض المستبعدين من الترشيح في انتخابات الرئاسة علي أساس قانوني وما تم اعتماده من جانبهم أنفسهم في الإعلان الدستوري.. ولكن عندما اكتووا بنار ما اقترفته أيديهم في سبيل سعيهم المتلهف للوصول للحكم والتحكم في جميع مفاصل الدولة.. صاروا يهاجمون القانون بشراسة.. وللأسف يحاولون هز صورة القضاء المصري الشامخ.. ويرفضون ما أقروه هم أنفسهم من قبل.. ويبررون ذلك بأنهم أخطأوا.. فهل لمثل هذا الفصيل يمكن أن يحكم البلاد؟.. وهو يغير قراراته من أقصي اليمين إلي أقصي الشمال.. عندما يري أنه لا يحقق مصالحه؟
الكلمة الأخيرة
مما لا شك فيه أن المشهد السياسي الحالي قد يوحي بصعوبة المرحلة وتكالب أكثر من جهة تعمل بقوة وشراسة علي استغلال الظروف.. واكتساب منافع وقتية وتحقيق مصالح خاصة آنية ولكن بكل اطمئنان.. الثقة في شعب مصر الذي لديه إرادة التفوق والتميز علي مر التاريخ والأزمان.. فكل من يحاول عرقلة المسيرة.. ليعلموا أنهم لن يكونوا أقوي من الهكسوس، ولا أشرس من المغول، ولا إصرار الصليبيين، ولا كل الإمبراطوريات التي أرادت الاستيلاء علي مصر.. ولكن المصريين صهروهم وأدخلوهم في نسيجهم.. وبقيت مصر هي مصر صاحبة الحضارة الإنسانية التي لا مثيل لها.
حمي الله مصر والمصريين!!