رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مصر .. تستحق الأفضل

أهم ما أنجزته ثورة 25 يناير المجيدة أنها أعادت للشعب المصري حريته وكرامته.. ولن يتنازل عنهما ما حدث.. بعد فترات إظلام عاشها منذ قيام انقلاب 23 يوليو 1952 الذي فتح الطريق لكل من له طمع في الوطن حتي أصبحت مصر نهبا لجميع الذين يرنو إليها بعين الرغبة في الاستئثار والتملك.. وفي الوقت نفسه العمل بكل استماتة واستبداد حتي يتحول الشعب المصري الي رعايا يسهل السيطرة عليهم.. وعليهم أن يأمروا فيطيعوا.. وليس لهم حق الاعتراض فما بال المشاركة في إدارة شئون البلاد التي نصت عليها الحقوق الإنسانية المشروعة للشعوب.

وكان عهد الرئيس المخلوع وزبانيته من أسوأ العهود التي مرت علي البلاد.. وسيضرب بها المثل في التاريخ وسيكون مثار تعجب.. كيف أن شعبا في عظمة شعب مصر الحر الذي كان يضرب به المثل في الوطنية وأيضا دفاعه عن الحقوق المهدرة لغيره من الشعوب.. تحت حكم الاستعمار والديكتاتوريات يصل به الأمر الي التحمل والسكوت علي ما مورس عليه من استبداد وهوان من شرذمة من الجهلاء لمدة تزيد علي ثلاثين عاما.
وكأن الشعب المصري الذي يستحق الأفضل كان في انتظار معجزة إلهية.. لا يعرف أحد من أين ستأتي حتي قامت ثورة 25 يناير المجيدة.. فكانت بمثابة الإنقاذ الإلهي الذي جعل المصريين جميعا يشعرون بأن شمس الأمل قد أشرقت.. وعادت الروح المصرية الوثابة صاحبة النظرة التفاؤلية، التي تشيع البهجة لمن حولها في كل مكان تتواجد فيه.
وحقا.. في أيام قليلة كانت الثورة تنتقل من نصر إلي نصر حتي تنحي الطاغية وتصورنا أن هنالك حياة جديدة في انتظارنا.. وأن الديمقراطية ستكون عنصرا أساسيا وبرهانا.. علي أن كفاح الشعب لم يذهب سدي.. وكنا نحسن الظن بالجميع.. وإن كل من يقول قولا جميلا مبشرا فهو يعنيه.
وقد ظهر علي الفور كل من كان يتظاهر بأنهم من الثوار وحموا الثورة.. بصورة مهرولة ومتعجلة لينفرد بجني وحصاد ثمار الثورة.. وللأسف ظهر هذا واضحا بالنسبة للتيار الديني.. خاصة جماعة الإخوان وذراعها السياسي الممثل في حزب الحرية والعدالة.. وللحق كانت صدمة للجميع ما كنا نريد لها أن تقع.. حتي يشعر المواطنون بأنهم انتخبوا الأكثرية تحت دافع الاستقرار كما كانوا يدعون.
وللأسف مازلت أتحير.. كيف انزلقت الجماعة وحزبها الي هذا المنزلق الذي أرادوا به أن يتحكموا ويسيطروا علي كل مفاصل الوطن من سلطة تشريعية وسلطة تنفيذية وأيضا في محاولة حثيثة بدعوي إصلاح القضاء وهو السلطة الثالثة التي تضمن الفصل بين السلطات.. وحتي إعداد الدستور لم يسلم من الأطماع.. فقاموا بتشكيل الهيئة التأسيسية من أعضاء البرلمان وخارجه من المحسوبين علي الجماعة.. وانتخبوا رئيس مجلس الشعب رئيسا للهيئة التأسيسية فأصبحت الثورة مفزعة أشبه بالكابوس الذي لحق بنا في أقل من ثلاثة شهور.. لولا أن قام بعض رجال القانون والفكر.. بالتظلم أمام القضاء والذي حكم بإلغاء التشكيل وكان هذا بمثابة إنقاذ للوطن من التردي مرة ثانية في حضن السيطرة لفصيل واحد علي كل مقدرات الوطن.. والعودة به الي المربع واحد!!
ومما لا شك فيه أن تلك الممارسات شجعت عمر سليمان صنو الرئيس المخلوع وشريكه في اجتياح الوطن والسيطرة علي مقدراته وإذلال أبنائه علي أن يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية وظهر في كوكبة من رجال الشرطة العسكرية وشرطة الحرس الجمهوري يحفون به.. حتي يشعروننا بأن الثورة لم تكن.. بل هيأ لنا أننا أقمناها.. يا للعجب.. هل وصل الاستهتار بالوطن وأبنائه الي هذا الحد؟!

الكلمة الأخيرة
مازال الشعب بجموعه الطيبة النقية والراقية يثق ثقة تامة في المستقبل.. وأن مصر تستحق الأفضل وستصل إليه بمشيئة الله.. بتمسكها بثورتها والإصرار - الذي لا تهزه كل المؤامرات التي حيكت ضدها - علي تحقيق أهدافها.