رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ليتهم يصوبون.. ما فعلوه

كلما استعرضنا تاريخ جماعة الإخوان المسلمين.. منذ نشأتها على يد مرشدهم العام صاحب الشخصية المؤثرة الشيخ حسن البنا الذى كان فى واقع الأمر داعية إسلامى تأثرت به نفوس الشعب المصرى.. وكانت شخصية الطاغية تغفر له معظم الأخطاء والانحرافات السياسية..

والتى كان يلقى باللائحة دائماً على الجهاز السرى للجماعة.. ولكن كان واضحاً اختلاط الدين بالسياسة.. فكانت الدعوة إلى الإسلام. وفى الوقت نفسه العين على كرسى الحكم.. وكان موقف النحاس باشا رئيس حزب الوفد حينذاك حازماً وحاسماً.. «فالدين لله والوطن للجميع».
والحق يقال إن خلال فترة قيادة الشيخ حسن البنا للجماعة حدثت بينه وبين الحكومات المتعاقبة خلافات واختلافات بسبب محاولات التدخل السياسى فى شئون الحكم.. ولكن رحمة الله عليه (الشيخ حسن البنا) كان يتميز بذكاء سياسى يجعله يعرف متى ينسحب من الميدان فى الوقت المناسب حتى يستطيع المحافظة على جماعته وإنقاذها.. مما قد تتعرض له من أذى.. ولكن من جاءوا من بعده افتقدوا هذه الميزة الكبرى التى لم تتوفر بقدر كاف لدى من خلفوه.. وإلى الآن!!
وأحداث عام 1954 مازالت ماثلة أمامنا وما نتج عنها من تداعيات.. أتاحت للرئيس عبدالناصر الفرصة ليضرب العمود الفقرى للجماعة ضربة قاضية.. لم يفيقوا منها حتى الآن.. يلوح بها أمامهم.. كما جاء فى بيان المجلس العسكرى الموجهة لهم للعودة إلى الماضى والاستعبارية.
وفى المقابل جاء رد حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية للجماعة والمعبر عنها).. جاء الرد متخاذلاً ضعيفاً.. يدعو إلى عدم النظر إلى الماضى مهما كانت الظروف!!
والشيء الغريب والمحير حقاً.. أن جماعة الإخوان المسلمين جاءت لها فرصة تاريخية.. لم يكن أشد المتفائلين يتخيل حدوثها.. وهو حصول حزبهم الحرية والعدالة على الأكثرية البرلمانية التى مكنته مع السلفيين من السيطرة على مفاصل قواعد اتخاذ القرار بالبرلمان والاستئثار به منفردين!!
وكنا نتوقع عندما أعطى الشعب صوته لهم.. أنهم سيستشعرون أهمية حصولهم على ثقة الشعب قبل صوته.. ولكن.. نعم ولكن يا أسفاه.. فبمجرد تشكيل البرلمان ومنذ الجلسة الثانية برئاسة الكتاتنى لم يستطيعوا مغالبة هوى الشوق للسلطة مهما كان الثمن المقابل.. وفوجئنا بمجلس لم نر له مثيلاً من قبل، فلقد عمد فصيل الحرية والعدالة إلى الاستئثار بمعظم اللجان الفرعية للمجلس دون النظر

للكفاءة لإحكام القبضة على البرلمان.
والأكثر من ذلك والمحزن حقاً.. أنهم فى صدد إعداد مشروع قانون يمنع الاعتصامات والمظاهرات.. وكان على رأس الذين شاركوا فى إعدادها من كانت تعلو أصواتهم بالحرية للشعب واستقلال القضاء.. ولكن عندما دفع من جماعة الإخوان ليفرز بكرسى البرلمان تغير توجهه 180 درجة إلى حد محاصرة الثوار ومنع شعب مصر العظيم الذى قام بالثورة أن يمارس حقه المشروع فى التعبير عن مطالبه التى كفلها دساتير الدول التى تحترم شعوبها ومن قبلها المواثيق الدولية والإعلان العالمى لحقوق الإنسان.
ومن المبكيات.. بالفعل ما تلقاه الشعب المصرى من صدمة من قيادات الجماعة وحزب الحرية والعدالة.. عندما كانوا فى كل لقاءاتهم مع القوى السياسية ومخاطبتهم للشعب يقولون إنهم سيتبعون مبدأ «المشاركة.. لا المغالبة».. ولكن بعد ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية.. فحدث ولا حرج!!
فلقد أعلوا مبدأ (المغالبة) من خلال أكثرية البرلمان والاستحواذ على لجان البرلمان.. والهيئة التأسيسية للدستور.. ومحاولة إسقاط الحكومة وتشكيلها بمعرفتهم.. وأخيراً قمة الاستيلاء على السلطة ترشيح رئيس للبلاد من صفوف جماعة الإخوان.
فأصبح لديهم الآن سيطرة على السلطة التشريعية والرقابية، والمحاولة المستميتة للتحكم فى السلطة التنفيذية... عجبى!!

الكلمة الأخيرة
سؤال يبحث عن إجابة.
كيف استطاعت (جماعة الإخوان) المفترض أنها تتغطى بعباءة الدين، وتلوذ بالقيم أن تفقد مصداقيتها أمام الشعب المصرى فى أقل من شهرين ونصف الشهر.. وفعلت بنفسها ما لم يستطع أعدى أعدائها فعله معها.. على مدى ما يزيد على (80 عاماًّ).. ألا من إجابة؟