رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إنت... مصري!

من كثرة ما تحمل الشعب المصري من ظلم وقهر لا مثيل له.. ظن النظام الحاكم المنحل خاصة في سنوات حكمه الأخيرة، أنه نجح في قهر الشعب وسلب إرادته وجعله لا يحرك ساكناً مهما وقع عليه من استبداد. واعتقد النظام أن الشعب لن تقوم له قائمة يستطيع أن يقف بها في يوم ما.. يطالب باسترداد حقوقه المغتصبة وكيف لا.. والنظام اتبع منهجية في التقليل من شأن الشعب بحرمانه من الاحتياجات الأساسية من تعليم وصحة وسكن وحتي المأكل.. فهل يعقل أنه في ظل نظام حكم البلاد 30 عاماً مستمرة أن تزداد نسبة الأمية فيه بحيث وصلت إلي ما يقرب من 40٪، وأصبحنا من أكثر تسع دول في العالم تعم فيها الأمية والتسرب من التعليم.. وانتشرت الأمراض وأصبحنا من ضمن أعلي الدول في إصابة أبنائها مثل الأمراض السرطانية والفشل الكلوي والكبدي، وطال ذلك حتي الأطفال.

وأما عن السكن فنحن الشعب الوحيد الذي لم يجد بعض أبنائه أمامه إلا أن يشارك الأموات في القبور حتي يجد جداراً يحميه.

ومصر التي عرف عنها قبل فترة حكم النظام السابق، أنه لن تجد أحداً فيها ينام (بدون عشاء).. أصبح البعض يفتش في القمامة بحثاً عن لقمة عيش ملقاة فيها.. وبعد ذلك أن سدوا أبواب الرزق أمام المواطنين بحجة (الخصخصة) التي لم ير فيها النظام إلا الهرولة في بيع المؤسسات المنتجة بأبخس الأسعار والقذف بالعاملين فيها إلي رصيف البطالة بالمعاش المبكر أو الاستغناء عنهم.. والسؤال المطروح الآن: أين ذهبت أموال الخصخصة؟

وهناك الكثير الذي يمكن أن يسجل حول منهجية محاصرة الشعب المصري بكل الأساليب لافتقاده ثقته بنفسه.. وأنه قادر علي التغيير والعيش بحرية، حتي إن هذا النظام الذي كان يعم فيه الجهل والفساد بين قياداته ومسئوليته كان يروج عن الشعب المصري أن له خصوصية هم يعلمونها.. وأنه غير قادر علي ممارسة الحرية والديمقراطية، للأسف كانوا رموز النظام يتصرفون وكأنهم ليسوا من الشعب ولكنهم أعداء له.

والنجاح الوحيد الذي يذكر لهم أنهم أحدثوا وقيعة بين المواطنين والجهاز الأمني في البلاد.. الذي كان من المفترض أن يكون في خدمة الشعب ويأمنه ويسهل حياته..

كما اعتاد الشعب المصري عليه من قبل هذا النظام الذي حول الجهاز الأمني إلي سيف مسلط علي رقاب المواطنين بحيث أصبح الأسهل علي المواطنين أن يفقد حقوقه له.. ولا يطالب بها تجنباً للتعامل غير الإنساني الذي كان يلقاه في أقسام الشرطة، ومن بعض القائمين عليها في داخلها أو خارجها.

والذي كان يصل الأمر في بعض الأحيان إلي انتهاك إنسانيته أو موته.. والمثال علي ذلك (خالد سعيد) الذي أشعلت الصورة التي مات عليها روح الثورة البيضاء التي قام بها شباب مصر الأطهار وكان شعار (كلنا خالد سعيد) أحد الشعارات التي رفعوها وتجمعوا تحتها.. وخاب ظن النظام وزبانيته الذي أراد أن يبعث رسالة تخويف لترويع كل شباب مصر..

وكلن يد الله كانت مع الأطهار الأنقياء، ففي (18 يوماً) فقط انهارت علي أيديهم دولة الطغيان في ثورة سلمية سجلها التاريخ الإنساني.. وأعادت للشعب المصري كرامته.. بعد أن أصدرها أجهل وأفسد نظام مر علي البلاد.

ولذلك بعد النجاح المذهل لثورة الشباب كان حقا لنا ترديد شعار (ارفع رأسك فوق.. انت مصري) كما كان الشعب دائماً يعتز بمصريته وكرامته!!

الكلمة الأخيرة

المفارقة المذهلة.. أن كل أدوات القهر والترويع التي وجهها النظام نحو شعب مصر العظيم.. والتي تصور النظام أنه لن تستطيع أي قوي الوقوف أمامها ومواجهتها.. استطاع أبناء الفراعنة الشباب أن يوظفوا ذكاءهم وعلمهم وبالتكنولوجيا أن يهدموا دولة الطغيان في أيام فوق رؤوس صانعيها.. وسبحان الله!!