عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

استعادة .. الوطن

أشبه بالمعجزة.. جاءت مفاجأة ثورة شباب مصر في 25 يناير.. فكانت ثورة ليست كغيرها من الثورات.. لم يكن أحد يتوقع تفجيرها.. في هذا الوقت بالذات، وتحت الظروف شديدة القسوة التي كان يعيشها الشعب المصري ويجبر نفسه علي معايشتها.. تحت نظام حكم بوليسي متسلط ومستبد، وفي حالة طوارئ مستمرة طوال فترة حكمه لثلاثة عقود مستمرة.. أتاحت للنظام استباحة كرامة المواطن، وتفنن في إذلال شعب مصر بصورة لم يسبق لها مثيل حتي في عهود الاحتلال والاستعمار التي مرت علي البلاد!!

نظام حكم.. أراد للشعب المصر أن يفقد ثقته في ذاته بتوظيف كل الطرق واتباع كل الأساليب حتي يسلم له ويصبح لقمة سائغة في أفواه أتباعه وحواريه من أشباه الرجال.. الذين سعوا للتقليل من شأن دولة مصر لتهان وتذل وتسلم أمورها لهم.

وجاءت إرادة الله لتدفع بشباب مصر وحماسه وعلمه للقيام بصورة سلمية بيضاء.. عبرت بنا من نفق الظلام والجمود والتخلف الي ساحة النور والعلم وتطويع التكنولوجيا.. ثورة اعتبرت من أرقي الثورات والأكثر تأثيرا ليس بما أنجزته في الداخل.. لكنها بهرت العالم الذي تابعها ساعة بساعة وحبس الأنفاس طوال 18 يوما ليرقب.. منتظرا ما سوف تسفر عنه ثورة شباب أبناء النيل.. وهم العُزل من أي سلاح في مواجهة أعتي الديكتاتوريات في العصر الحديث.. ولكنهم وحدوا صفوفهم باستخدام المنهج العلمي والتكنولوجي »الفيس بوك« face book في حين قوة الحكم الغاشمة.. والديكتاتورية المتسلطة لجأت كعادتها لأكثر الوسائل تدن وتخلف بدفع مجموعة من البلطجية وأرباب السوابق استخدموا في هجومهم الشرس علي شباب مصر النقي صاحب المبادئ والقيم.. وأصبح النظام أضحوكة العالم كله عندما أدخلوا أرض ميدان التحرير أتباعهم راكبين الجمال والخيول والبغال شاهرين السيوف وحاملين قنابل مولوتوف والحجارة وغيرها من أدوات قاتلة.. فقتلوا من قتلوا من الشباب الوطني النقي بالمئات، وجرحوا الآلاف.. وكأنهم خرجوا علينا من العصور الوسطي المظلمة ليحموا نظاما للحكم استبداديا غاشما تفشي فيه الجهل والفساد.. وأكبر خطاياه التكبر والاستعلاء وعدم المحافظة علي كرامة شعبه... بل من المحزن أن المسئولين فيه عندما كانوا

يتحدثون الي العالم الخارجي يعلنون بكل بجاحة أن الشعب المصري له خصوصية، وغير مؤهل لاستيعاب الحريات والديمقراطية موقف مخز للنظام.. أساء لنفسه قبل أن يسيء الي الوطن والشعب.. وأقل ما يقال عنهم إنهم مسئولون جهلة بتاريخ مصر الحديث وأبنائها.. فمصر عرفت الديمقراطية منذ عام 1866 من خلال انشاء مجلس شوري القوانين وكانت دائما في بؤرة الاهتمام العالمي.. الذي نجحت »ثورة الشباب« في إعادة مكانة مصر في جذب احترام وتقدير الدول جميعا لها.. فأخيرا عبر رئيس الولايات المتحدة »أوباما« بأن ثورة شباب مصر ستكون مصدرا للإلهام والإبداع للشعوب التي تسعي للحريات والديمقراطية بالطرق السلمية وليس بالعنف!!

لقد تصور النظام السابق أنه سلب إرادة الشعب المصري في طلب التغيير وفي البحث عن حقوقه الإنسانية.. فأمعن في إفقاره حتي أصبح أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر، ونشر الجهل فأصبحت مصر من ضمن الدول الأكثر في نسب الأمية في العالم، وتقاعست السياسات الصحية فاحتلت أخبث الأمراض أجساد المصرية وطال ذلك حتي الأطفال بنسب أضعاف النسب في الدول التي ظروفها تتشابه مع ظروفنا ولذلك هُيئ للنظام السابق.. أنهم باقون في سدة الحكم.. وسيتوارثونه جيلا بعد جيل وسبحان الله!!

الكلمة الأخيرة

ما أروع الشعور بالحرية.. والعزة.. والكرامة بعد أن استعاد الشعب المصري الوطني من أيدي مغتصبين فاسدين وللأسف كانوا من المصريين.. ولكنهم نسوا الله فأنساهم أنفسهم!!