المشروع النووي.. وفلول النظام
الثورة المضادة التي قوامها الأساسي حاشية النظام الفاسد الذي أسقط.. مازالوا مستمرين في تدبير المؤامرات بكل جرأة وبجاحة منقطعة النظير.. وكيف لا؟؟
فهم مازالوا يرطعون في البلاد ويستخدموا الأموال التي اغتصبوها ضد الثورة.. وضد مصالح الوطن المصيرية حتي ولو أدي الأمر إلي وقوع كارثة.
ولو استعرضنا الأحداث الكبري التي راح ضحيتها شهداء ومصابون وفي نفس الوقت أعطت صورة مشوهة عن ثورة 25 يناير والمثل علي ذلك موقعة الجمل.. العباسية.. ماسبيرو.. مجلس الوزراء.. وأخيراً الضبعة.
وفوق ذلك فالمتآمرون من (الفلول) يشعرون بالطمأنينة والأمان بما استولوا عليه من أموال الشعب.. هربوا معظمه إلي الخارج.. وما بقي لديهم يستغلونه في أغراضهم المدمرة.. ومع ذلك لم تطلهم وتصل إليهم يد العدالة.
وما يطمئن (الفلول) ما يرونه بأعينهم من محاكمات رأس النظام المخلوع وإنجاله وبعض رجاله في سجن طرة.. وكأنهم لم يرتكبوا جرماً، ولم يسوموا الشعب المصري سوء المعاملة والمهانة، وأذاقوه عذاب الحرمان ومرارة الذل، وتفننوا في قهره.
والواضح ان وجودهم في سجن طرة والمركز الطبي.. حماية لهم من غضبة الشعب!!
ولذلك فالأحداث التي وقعت مؤخرا علي أرض (الضبعة) التي استقر رأي الفنيين المصريين والأجانب أنها الأنسب لإقامة المشروع النووي المصري.
وكان الأمل كبيراً بعد ثورة 25 يناير ان نسرع في تنفيذ المشروع لإنتاج طاقة نووية تعوض نقصان الطاقة التقليدية غير المتجددة والمتوقع نقصانها بالوقت.
ومن المحزن ان مصر كانت من الدول الواعدة في استخدام النووي السلمي منذ الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي.
وكانت مصر الأسبق بالنسبة لكوريا الجنوبية والهند.. ولكن أين نحن منهما الآن؟؟
لقد تفوقت الهند في هذا المجال ووفر لها جزءا لا يستهان به من الطاقة.. ونحن مازلنا لم نضع قدمنا علي بداية المشروع الذي توقف منذ 31 عاما وبدون أسباب مقنعة إلا ان يكون النظام في محاولة له ليرضي القوي الخارجية ويلبي أطماعها علي حساب مصلحة الوطن!!
وما جري علي أرض (الضبعة) من تدمير للأسوار والمباني الإدارية للمشروع النووي.. أرجعته القيادات الشعبية إلي رجال الأعمال الطامعين في الأرض والاستيلاء عليها من فلول النظام السابق.. يمتلكون منتجعات سياحية ملاصقة ومجاورة لموقع المشروع يحرضون بأموالهم الشباب بالمنطقة علي التخريب والتدمير.. لتنفيذ مخططهم بالاستيلاء علي أرض الموقع من أجل استثمارها في قري سياحية جديدة.
وكان معروفا من قبل ان رجل الأعمال ذاته عمل المستحيل طوال السنوات الماضية ليعرقل إقامة المشروع في الموقع المختار
أما أهالي الضبعة بعيدا عن تحريض فلول النظام السابق.. استثارهم انهم تنازلوا عن حوالي 11.5 ألف فدان من أراضيهم وتركوا منازلهم من أجل تنفيذ المشروع النووي القومي.. وانتظروا 31 عاما بدون ان ينفذ .. وكذلك - يرون - انه لم يصرف لهم التعويض المناسب ولم تقدم لهم خدمات كافية من تعليم.. وعلاج .. وفرص عمل.. ولذلك .. وقع .. ما وقع.. ليتنبه المسئولون لمطالبهم!! ويحققوها لهم.
الكلمة الأخيرة
طالما ان (فلول النظام) الذي أُسقط.. مازالت أيديهم غير مغلولة بل بالعكس لديهم أموال الشعب المنهوبة وسهل عليهم ارتكاب جرائم متلاحقة من تحريض ودفع أموال من أجل تشويه (ثورة 25 يناير) ومن أجل ضياع المصالح العليا للوطن علي أمل أن يمضوا بدون حساب وحكم رادع لما ارتكبوه!!!