عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نمر.. من ورق!!


ثورة الشباب السلمية البيضاء.. بدأت في يوم 25 يناير، وفي ثلاثة أيام هزت كيان نظام حكم استبدادي استمر يحكم مصر 30 عاماً مستمرة ازداد فيها شراسة وقهراً يوماً بعد يوم.. شيء أشبه بالمعجزة!

وكان قيادات النظام سواء من حزبه أو حكومته يرددون أن شرعيته في الحكم تعتمد علي الأغلبية شبه المطلقة التي يحوز عليها في جميع الانتخابات.. »بصرف النظر عن الطرق التي يستخدمها من تزوير، وبلطجة، ورشاوي« المهم في نظرهم النتيجة، وأيضاً يباهون بأن الحزب الوطني وصلت العضوية فيه إلي 3.5 مليون عضو منتشرين في أنحاء البلاد في القري، والمراكز، والأقسام، والأحياء، والمدن.

واستناداً علي ذلك جاءت انتخابات »نوفمبر 2010« البرلمانية التي خطط لها أمين التنظيم في الحزب الوطني وابتدع حيلاً واستخدم العنف الشديد والبلطجة بلا حدود وكانت النتيجة كما نعلمها جميعاً انفراداً شبه كامل بمقاعد المجلس وأصبح برلماناً بدون معارضة.

ولذلك بسبب فقدان الرؤي السياسية.. وقلة العلم والخبرة.. أسعد قيادات الحزب الوطني أن تسلطوا علي السلطة التنفيذية والتشريعية معاً في نفس الوقت.. في حين وصفت الانتخابات الأخيرة.. بأنها مهزلة سياسية بكل المعاني.. وكانت القشة التي فجرت أتون الغضب في صدور كل المصريين.. خاصة أن مسئولي النظام تملكهم الزهو بما اقترفته أيديهم.. وكأنهم هم أصحاب البلد منفردين يملكون في أيديهم كل خيوطها.. أما الأمة بأكملها فعليها أن تنصت وتطيع.. فليس من حق الرعايا أن يعترضوا أو حتي يلوموا!! ولذلك فثورة الشباب في 25 يناير كان لها صدي مدو.. وتأثير كاسح هادر لدي جموع المواطنين.

وللعجب.. فإن النظام الحاكم الذي كان أسلوبه في الحكم التعالي والاستبداد والقهر والمغالاة فيهما.. بدا وكأنه غير موجود بالمرة.. فأين ذهبت أمانة السياسات وأمانة الإعلام وأمانة التنظيم الذين كانوا يملأون آذاننا بتصريحات مضللة طول الوقت، وأين اختفي »جهاز الشرطة« الذي كان مهيمناً علي أقدار البلاد، وكل ملفات الوطن السياسية والاجتماعية.. أيضاً لم يجد له الشعب أثراً.. خاصة حين اقتحمت أقسام الشرطة وسرقت أسلحته.. وعندما فتحت أبواب السجون وهرب منها من هرب، وعندما نهبت الممتلكات العامة والخاصة وعندما حرقت مؤسسات قبل.. لإحراق ما فيها من أوراق تدين النظام، ولذلك لم يتحرك جهاز الشرطة

لإطفائها.

وهناك الكثير الذي يقال ومن المؤكد أنه سيظهر بعد حين حول نظام كان يوهم نفسه قبل أن يوهم الشعب.. إنه »أسد جسور« ذو قوة وبأس وهو في حقيقة الأمر لا يخرج أن يكون »نمراً من ورق« عند المواقف والشدائد يطير ويتطاير في الهواء ويختفي!

ومن المضحكات المبكيات.. عندما تنبه المستغلون المنتفعون من النظام.. أن ثورة الشباب تشكل تهديداً مباشراً لمصالحهم وتهدد ما استولوا عليه وسيكشف عن كل ما ارتكب من جرائم اقترفوها.. ولم يجدوا من أعضاء الحزب والمنتمين إليه بالمصالح.. من يعتمد عليه في الدفاع عنهم.. فخرجوا علينا بميليشيات مرتزقة وبلطجية.. فاجأوا العالم كله.. بصورة شديدة التخلف.. أعادتنا إلي العصور الوسطي وحروب الجاهلية!! فاخترقوا ميدان التحرير راكبين الجمال والخيل شاهرين السيوف والأسلحة البيضاء وحاملين قنابل مولوتوف.. هدفهم ترويع وتفريق مجتمع أبناء مصر من الشباب النقي المضحي والمخلص لوطنه.. فهو صامد وبالرغم من تساقط قتلي بالعشرات وجرح الآلاف منهم.. وبقوة إيمان الشباب نجحوا هم في طرد وترويع البلطجية المستأجرين والمرتزقة.. كالدب الذي قتل صاحبه بحجة أنهم يدافعون عن النظام.. فإنهم أثاروا العالم كله ووضعوا بأيديهم آخر مسمار في نعش النظام وأساءوا إلي الرئيس حسني مبارك أبلغ إساءة كان الشعب يربي بنفسه أن يري تلك الصورة في يوم من الأيام.

الكلمة الأخيرة

حالة الطوارئ التي استمرت 30 عاماً من الاستبداد، والقهر الأمني.. كلها لم توفر الاستقرار الحقيقي للوطن وللشعب المصري.. عندما غابت الديمقراطية!