رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تذكر.. أنك بشر

مرحلة من الأحداث المتسارعة مرت علي الوطن خلال «عام 2011» وأعتبرت أنها مرحلة انتقالية من حكم تمعن في الاستبداد والقهر.. إلي حكم تطلع فيه الشعب إلي الحرية والكرامة والعدالة.. التي كان محروما منها جميعا علي مدي ثلاثين عاما.

فبدءا بثورة «25 يناير» المجيدة التي تفردت في أسلوبها السلمي الراقي الذي أبهر العالم كله.. وبالحزم والإصرار .. وتوحد الهدف.. أُسقط النظام في 18 يوما فقط بعد أن.. وصل التعسف والغرور بالشرذمة الحاكمة. بأنها تملكت كل شيء علي أرض الوطن.. وطوعت شعب مصر العظيم حتي أصبحت لا تخشاه ولا تعمل له حسابا.. فهي سعت إلي تقزيمه حتي في عيون الآخرين من الدول.. وتأكدت بجهلها أنه لن تقوم للشعب قائمة وحتي يكون مؤهلا للتوريث!!!
وكأن 60 عاما مرت علي ثورة «يوليو 1952» لتحول البلاد من ملكية إلي جمهورية.. ضاعت هباءً.. وتناسي الرئيس المخلوع القسم الذي أداه للمحافظة علي النظام الجمهوري للبلاد.. فتنكر له في سبيل إقامة المملكة المباركية.. ويورث أبناءه وأحفاده!!!
وأصبح يروج لان الابن الوريث هو الذي يدير شئون البلاد في السنوات الأخيرة.. و معه حاشيته من المنتفعين المغتصبين لكل مقدرات الوطن والمضيعين للصالح العام جهرا بجهل وتعمد.
وهنا.. في هذه الأيام تلح علي ذاكرتي القصة المشهورة في التاريخ والذي يعيد نفسه مع الفارق.. فالقصة المشهورة كانت عن بطل جلب الفخر لبلاده في وقت ما.. وهي قصة يوليوس قيصر روما الشهير.. عندما توالت انتصاراته وفتح معظم بلاد العالم.. ودخل روما منتصراً.. واضعا أكاليل الغار علي رأسه ممتطيا عجلته الحربية.. والناس تقف علي جانبي الطريق تهتف له بالنصر والمجد علي ما حازه من نصر.
وأثناء ذلك وقف خلفه أحد أفراد حاشيته يهمس في أذنه.. «تذكر أنك بشر».
وكان السبب وراء ذلك حتي لا يأخذ النصر الكبير بعقله ويورده الغرور مورد الهلاك.
وهذا ما حدث بالفعل بعد فترة فيها استبد وظلم.. ونهايته المحتومة كانت علي يد

من كانوا معه.. حتي ربيبه «بروتس» اشترك في القضاء عليه!!!
وهذه القصة تتكرر مع كل من تأخذه معطيات الحياة من نعيمها أو نجاح وانتصار في مرحلة ما.. ويهيأ له انه في مأمن..
ولذلك ونحن علي أبواب مرحلة مصيرية قادمة.. أُجريت فيها انتخابات فاز فيها التيار الإسلامي بنسبة تقترب من الثلثين.. ولا اعتراض علي ذلك.. فهذه هي الديمقراطية التي قال الشعب فيها كلمته!!!
ولكن ما يعكر صفو هذه المرحلة .. بدأت تخرج علينا تصريحات من أكثر من فصيل من التيار الإسلامي.. لا يعرض علينا رؤي أو برامج أن نقيل مصرنا الحبيبة من عثرتها المؤقتة ونأخذ بيدها.. ونحن نري المتآمرين علي الثورة والكارهين لها من أصحاب المصالح في الداخل والخارج.. ولكن.. معظم ما هو مطروح من تصريحات كان يمس الحرية الشخصية للأفراد.. ويطيح بالثوابت والقيم التي قامت عليها حضارة مصر وتحضر وتقدم المصريين.
وهذا عكس ما قامت عليه ثورة 25 يناير التي أرادت عودة الوطن إلي طريق الحرية.. والكرامة.. والعدل.. واسترداد المكانة العظيمة لمصر علي مدي آلاف السنين والتي جسدتها آثارها التي هي كنز للإنسانية!!
الكلمة الأخيرة
المسئولية الوطنية تحتم أن تتوحد الجهود لكل الفصائل والتيارات السياسية نحو تحقيق هدف واحد وهو «مصر فوق الجميع».. وهذا ما ينتظره الوطن من البرلمان القادم!!!