عمار.. يا مصر!
يضاف الي مفاخر مصر.. الفخر والاعتزاز بشبابها.. فأبديهم مسحوا دموع المقهورين وأزاحوا الحزن والحسرة من قلوب أمهات وآباء بعضهم كاد يموت كمدا.. علي ضياع مستقبل الابناء تحت جرم التعذيب الي أقصي الحدود فمهما قيل من أسباب.. فالوحشية التي عومل بها الابناء لا مثيل لها وغير مبررة والامثلة كثيرة ومتعددة.. وأقربها الي الذهن حالة خالد سعيد وسيد فضل.. والاهم من ذلك حالة الغضب التي عبر عنها شباب اليوم.. بكل تعقل ورقي في خطوات محسوبة ليس فيها اندفاع الشباب وتهوره.. بل احتفظوا في تحركاتهم بكل (القيم المصرية) الاصيلة التي هيئ للجميع في وقت ما انها غابت ولن تسترد! ففي يوم (25 يناير) عبر الشباب عن مطالب الامة كلها.. في وقت بدا وكأن كل الطرق سدت.. وتحولت بكل ما فيها من فعاليات كأنها صنيعة يمتلكها النظام.. ويعيش علي أرضها شعب أفراده رعايا لا مواطنون.. وانقلبت علي يد حكومة النظام كل الموازين.. فبدلاً من أن تكون الامة هي (مصدر السلطات) تفنن النظام ممثلاً في حكومته وحزبه في سلب كل حقوقها.. حتي تكرس شعور المواطن أن يعيش غريباً في وطنه وسعي للخروج منه بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة حتي لو كان ذلك علي حساب كرامته.. أو حتي حياته! ولذلك فانتفاضة شباب مصر »العفي« صاحب المبادئ والمثل.. نجحت في رفع هامة الآباء.. الذين توالت عليهم حكومات النظام ساعدت بعضها البعض علي إفقار البلاد..
وللأسف.. لم يتوقف الامر علي ذلك.. بل لضعف الحكومات وقلة الخبرة وعدم الذكاء.. تقدمت أدوار مصر اقليمياً وعالمياً الي الحد ان بعض (الدويلات) هيئ لها أن تطمع في القيام بأدوار مصر في المنطقة.. ولا يلام في ذلك إلا سياسات النظام الذي أعطي لهم الفرص ليقتضوها وذلك بالانكفاء علي نفسه من أجل السيطرة والتسلط والاستبداد في الداخل لضمان الاستمرار والاستقرار علي مقاعد السلطة.. وليس بهدف استقرار الاوضاع في الوطن لان الشعور الذي حرص النظام علي نشره سواء من خلال قيادات حزبه ومسئولي حكومته هو الشعور الفائق بالتعالي وعدم الانصياع لاي دعوة أو فكر أو رأي يدعوهم
الكلمة الأخيرة:
عمار.. يا مصر بأبنائك.. الذين في أيام قليلة أعادوا لمصر كرامتها.. وأجابوا عن تساؤل كان مطروحاً.. ماذا حدث للمصريين؟ وأين هم بعد ما وصلت الاحوال الي هذا المستوي غير اللائق بشعب عظيم وعريق مثلهم؟.