رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

استعادة.. الثقة المفقودة

لقد مرت على مصر حقبة سوداء من الزمن.. تعد من أسوأ ما مر على البلاد من عهود.. فلقد كان حكم الظلم والاستبداد فيها لا يضاهى أعتى أنظمة حكم الديكتاتورية فى العالم.. التى كان حكامها يوجهون معظم شرورهم وآثامهم الى الدول الأخرى مثل جنكيز خان.. وتيمور لنك.. وستالين.. وهتلر..

وذلك من أجل أن تتحكم دولهم فى العالم، أما بالنسبة للرئيس السابق المخلوع.. فكان يوجه كل شروره الى المصريين وإلى تقزيم الوطن مرضاة لدول أخرى.. حتى ترضى عنه!!
لقد خطط بمنهجية محكمة أن يضعف من دور مصر الاقليمى والعالمي.. بالرغم أنها كانت ملء السمع والبصر بعد نصر اكتوبر 1973.. وأيضاً لتاريخها الحضارى الممتد لآلاف السنين.
فالنظام السابق دمر بتعمد كل أسس البناء والتنمية فى البلاد حتى حرم الأغلبية العظمى من الشعب من الحقوق الانسانية والأساسيات الحياتية.
وكان كلما ظهرت بوادر نجاح لشخص ما أو تقدم فى مجال ما.. فسرعان ما تستخدم كل الطرق وأحطها فى اخفائه أو القضاء عليه.. ويهدمون كل سبل النهضة والدولة الحديثة.. بيد وفى نفس الوقت استولوا على كل مقدرات وموارد البلاد لتكون ملكاً خاصاً لهم ولمن حولهم من شرذمة المنافقين الجهلاء باليد الاخرى.. وكان النظام الفاسد يتعمد خلال 30 عاماً ينشر الاكاذيب عن الشعب المصرى إنه غير مؤهل للديمقراطية.. والافتراءات عن الوطن بأنه يتسول له!!
وأنا أرى أن هذه المقدمة كانت ضرورية لوصف الصورة البشعة التى فاجأت الشعب المصرى من أحداث مجلس الوزراء والمجمع العلمى المصرى الذى تم احراقه.. فى يوم كان الشعب المصرى مستبشراً بسير الانتخابات فى المرحلة الثانية بصورة تضاهى الدول الديمقراطية فى العالم حيث وصلت نسبة مشاركة الناخبين فيها 67٪ وكان هذا دليلاً.. أن شعب مصر على اصرار للخروج من المرحلة الانتقالية الى مرحلة بناء مصر الجديدة الحديثة!!
نعم.. ولكن.. فاجأتنا أخبار حريق المجمع العلمى المصري.. وهو إحدى الدلائل على مدى تميز وتحضر مصر والتى حافظت عليه على مدى أكثر من قرنين من الزمن ليكون مرجعاً لكثير من العلماء يحضرون إليه من شتى أنحاء العالم ليتزودوا بمعلومات ومعرفة.. لم تكن متاحة الا فى مصر وفيه!!
ومن المحزن حقاً.. وما أدمى القلوب.. أن من قام بحرقه وتدميره أمام أعيننا.. كانوا صبية وأطفالاً يرفعون علامات النصر بأيديهم.. وهم بالطبع من الجيل الذى تربى فى عهد الرئيس

المخلوع.. ومن المؤكد أنهم ليسوا بعلم بما اقترفوه من خطيئة فى حق الوطن.. لأن هذا الجيل ما يقرب من 40٪ منه أمى لا يقرأ ولا يكتب.. وبالتالى لا يعلم قيمة الصرح الذى دمر.. وبجانب ذلك فمعظم هذا الجيل من الأبناء يعيش قسوة الفقر المدقع.
ولقد أكد شباب من ثورة 25 يناير الذين يباهى بهم العالم اجمع.. أنا مارأوه مختلف تماما عما قامت عليه ثورتهم التى نادت بالحرية والكرامة.. والعدالة الاجتماعية لكل شعب مصر.
وعلينا أن ننتبه ليس من الصدفة ان تكررت مثل تلك الاحداث فى شارع محمد محمود فى المرحلة الاولى من الانتخابات بعد أن اشاد العالم بها!!
وأيضاً من قبلها كانت احداثاً غير مبررة وقوعها ولكنه وقعت مثل احداث البالون وماسبيرو!!
ولذلك فالسؤال المطروح بشدة ويحتاج اجابة واضحة حاسمة ماذا نحن فاعلون امام خطة ممنهجة لتشويه الثورة.. وتعطيل مسيرة خروج البلاد من عصر الظلام الذى عشناه فى حكم نظام خان عهده وقسمه.. فخان وطنه؟؟
من المؤكد أن وراء كل تلك الأحداث أشخاصاً «كالخفافيش» يتعمدون تشويه صورة الثورة بالمؤامرات.. وتوظيف البلطجية وضعاف النفوس من صبية لايدرون ما يفعلون ومغرر بهم.. ولذلك أصبح لزاما الكشف عنهم فالأمور لا تحتمل المزيد من التباطؤ الذى جعل البعض يرى فيه تواطؤاً!!
الكلمة الأخيرة
لقد مر ما يقرب من عام على قيام ثورة 25 يناير ونحن نخسر الكثير من مقدرات الوطن.. وهيبة الدولة مما تسبب فى فقدان الثقة بين فئات الأمة والسلطة الحاكمة.. ولن يعيدها الى سابق عهدها إلا.. الشفافية.. وتطبيق القانون.. والعدالة الناجزة.