عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بقاء الميدان .. درس مستفاد

ما سميت الثورة الثانية في 19 نوفمبر.. والاستمرار في الاعتصام في ميدان التحرير منذ ذلك اليوم.. كان نتيجة مستحقة منطقية للأحداث التي تلت يوم 11 فبراير عندما اعتقد الثوار أن إزاحة النظام الفاسد من رأسه بعزل الرئيس السابق.. هو إعلان عن سقوط النظام ونهاية كل أطرافه ومفرداته.

ولكن بمرور 9 شهور كاملة كان من المفترض أن تكون كافية لإحداث تغيير يؤهل البلاد لنقلة نوعية تبني علي بدايات التغيير لتخرجنا من النفق المظلم الذي أوصلنا اليه حكم القهر والاستبداد الذي أخذ منهج نظام الحكم البوليسي.. فلقد سُلبت حقوق المواطن في وطنه.. بعد أن خططت عصابة الحكم الاستيلاء علي ثروات ومقدرات البلاد.
وفي نفس الوقت استماتوا في عكس صورة مغايرة تماما لشعب مصر العظيم علي مدي كل العصور.. ليدللوا علي أنه شعب فاقد الأهلية لا يستحق الحرية ولا الديمقراطية وهم فقط - عصابة الحكم - القادرون علي حكمه وإدارة شئون البلاد.
ولذلك في يوم 11 فبراير اطمأن الثوار الي بداية مرحلة جديدة.. وجاءت حكومة اتضح أنها غير قادرة أو غير فاهمة ما تعنيه مرحلة انتقالية.. بل كانت مجرد سكرتارية.. لم تصدر قرارا واحدا مناسبا في الوقت المناسب.. بل كانت تتجاهل كل القضايا ولا تجد حلا حقيقيا لأزمة أو مشكلة.. بل كان دورها هو رد فعل متأخر لكل الأزمات.. وعلي سبيل المثال بالنسبة للمطالب الفئوية لم تكن تشرح أي خطة للاستيعاب خاصة بتوضيح الظروف المالية والأحوال الاقتصادية التي أوصلنا اليها النظام السابق، ولم يكن هناك شرح لبدايات الحل وما يمكن إصلاحه.. حتي في مرحلة انتقالية.
وفي مقال سابق تساءلت: ما كان يمنع من وضع حد أقصي للأجور التي بعضها يصل الي مئات الآلاف شهريا، ولماذا كان التخوف من البدء في تحديدها؟؟ وكان الإعلان عن الرافض سواء في البنوك أو قطاعات حكومية.. يظهر للشعب حقيقة من يتولون تلك المناصب ويعلو المصلحة الشخصية علي مصالح وطنهم الذي يمر بمرحلة عصيبة من تاريخه.
كذلك كان من المبتغي من الحكومة أن تتنازل عن الكثير من الامتيازات والمستحقات المبالغ فيها ولكن حدث العكس وكان

المتوقع أن تضرب المثل في إنكار الذات منذ اليوم الأول لتوليها المنصب لتكون قدوة.. ولكن ما سرب من معلومات عن السفريات وبدلات السفر. كان صادما!! وأيضا كان من الأولويات أن تعرض خطة لوزارة الداخلية لنشر الأمن وفي نفس الوقت التطهير من كل من ساعدوا العادلي في رسم سياسات أدت الي إذلال الشعب المصري، ولكن أيضا العكس حدث فمازال بعضهم في مواقعهم والبعض رُقي أو نقل الي مواقع أكثر امتيازا.
هذا بعض قليل من أمثلة دفعت بالشعب المصري للخروج مرة ثانية لاستعادة روح وزخم ثورة 25 يناير التي كانت أشبه بالمعجزة.. ولكن الوزارة صاحبة الأيادي المرتعشة التي وصفت بالسكرتارية فلم تصدر أي قرار مؤثر بل كل قراراتها كانت رد فعل متأخرا.. وهذا ما دفع قطاعات عريضة من الشعب المصري للخروج مرة ثانية الي ميدان التحرير.. لتنهي فترة التباطؤ وتضييع الوقت.. والذي بدا وكأن هناك خطة أريد بها القضاء علي روح الثورة والانتكاس للعودة علي ما كانت عليه البلاد.. ولكن فقط دون رأس النظام، وكان هذا الدرس المستفاد للشعب المصري ألا يترك الميدان مرة ثانية إلا بتحقيق أهداف الثورة!!

الكلمة الأخيرة
علي الجميع أن يعي.. أن أبدأ لتتحول ثورة 25 يناير الي انتفاضة للإصلاح.. بل هي قامت لتعيد لمصر مكانتها وتبقي نموذجا للعالم كأنقي ثورة في التاريخ الحديث قام بها الشعب المصري وأحدثت ما أشبه بمعجزة حقيقية!!