رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلنا شركاء.. في الوطن

جسدت ثورة 25 يناير صورة للشعب المصري وقف أمامها العالم منبهراً.. لأنها حققت الهدف الذي قامت من أجله، بصورة غير متوقعة ولم يصل إليها عقل وفكر أكثر الناس علماً وحنكة سياسية في العالم.

نجح شباب الوطن في توظيف أحدث وسائل الاتصال التكنولوجي في عصرنا، من أجل أن تتجمع وتلتحم الإرادة الشعبية لتقف أمام أعتي الأنظمة استبداداً، حكم الرئيس السابق المخلوع، الذي استمر في بناء دولة القهر لثلاثة عقود متصلة.
فلقد عمد النظام السابق علي تجريف الوطن من كل مقوماته، وتعمد أن يصل بالاحتياجات الإنسانية الأساسية من تعليم وصحة وثقافة وأوضاع اقتصادية إلي حد منحدر أوصل الوطن إلي مرتبة متأخرة في التنمية والتقدم لدول العالم.. وصاحب ذلك محاولة لنزع الثقة بالنفس وإهدار الكرامة الإنسانية لأبناء شعب له مكانته وقيمته عبر العصور.
ولذلك في لحظات فارقة قام الشعب المصري ثائراً وتمكن بثورة بيضاء سلمية أن يسقط نظام حاكم قوامه الجهل والاستبداد في 18 يوماً.. ولذلك ما نتج عن أحداث مليونية جمعة 18 نوفمبر الحالي في ميدان التحرير سبب في شعور جارف من التخوف علي مسار الثورة المجيدة، وعلي ما ينتظره الشعب من تحقيق أهدافها، فلقد برزت نقاط بحاجة إلي الإسراع في معالجتها:
أولاً: كان هناك عنف زائد من الداخلية غير مبرر في التعامل مع المعتصمين في الميدان الذين كانت أعدادهم - كما جاء في التصريحات الرسمية لا تزيد علي 200 فرد - فماذا كان يفيد لو تركوا.. وفي حماية من الأمن؟
ثانياً: إن مسئولية كبيرة تقع علي من دعوا لمليونية الجمعة 18 نوفمبر.. لأن كان عليهم أن ينهوها بصورة واضحة منظمة كما بدأوها.
فليس من الأمانة الوطنية تأجيج شعور شباب المتظاهرين، والدعوة إلي إمكانية «الاعتصام» وأيضاً «العصيان المدني» وبعد ذلك يترك أصحاب تلك الدعوة وأنصارهم الميدان دون الاطمئنان علي ما خلفوه وراءهم من

أثر علي المتظاهرين.
ثالثاً: يلاحظ أن معظم الذين قاموا بأشرف وأنقي ثورة «ثورة 25 يناير» متغيبون عن الميدان، مما أتاح الفرصة لبعض من كانوا بعيدين عن الثورة إلي حد نقدها ورفضها، بسبب أنها كانت ضد الحاكم الجائر، هم الآن يحاولون جني وحصاد ما ضحي في سبيله الآخرون.
رابعاً: عندما قامت ثورة 25 يناير كانت دعوتها «سلمية.. سلمية» ولم يحدث ولو لمرة واحدة أن أتجه الثوار إلي الهجوم علي المنشآت الحيوية والوطنية.. ولم يكن ذلك في المخطط الذي اتبعوه.. وما كان يحدث من تدمير أو سرقة قام بها بلطجية مدربين «المتحف المصري» ولذلك فالمتوقع أن تعود الثورة إلي ما كانت عليه في بدايتها «سلمية.. سلمية».
ولذلك فالثورة التي رويت بدماء الشهداء من الشباب ففرض عين علي الجميع، المجلس العسكري والحكومة، وكل فرد من أفراد الشعب أن يحافظ عليها ويحميها.. فما ستؤول إليه الأحوال سيحدد مصير البلاد وسيرسم المستقبل لأجيال قادمة.
الكلمة الأخيرة:
كما كنا جميعاً نتقاسم الفخر، بانبهار العالم بثورة 25 يناير حتي طالت رؤوسنا السماء، فواجب وطني والتزام أخلاقي، أن نعمل جميعاً معاً ونترك وراءنا كل المصالح الآنية والخاصة.. فنحن نمر بمرحلة مصيرية ومنحني خطير، سيتوقف عليه المكانة التي سيصير عليها الوطن!