عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وكان تحت الرماد نار!!

قصة تتكرر.. عندما تُغيب وتُضيع السلطة الرؤية الصادقة للحكام في الأنظمة المستبدة لما يدور حولهم، ولا يتنبهون لسير الأمور بشعوبهم.

سيأتي وقت علي هؤلاء الحكام لايرون إلا ما يريدون أن يروه.. ولا ينصتون لصوت الا لصوت من حولهم المقربين منهم والمنافقين لهم.. ضاربين عرض الحائط بكل رأي يجيء من غيرهم.. حتي من أصحاب الفكر والرأي والخبرة والعلم المخلصين لوطنهم والحريصين علي سلامته نتيجة حتمية يؤدي ذلك الي انعزال الحاكم عن شعبه يوما بعد آخر.

علي الرغم من أنه كان بالامكان وبيسر وبسهولة أن يتعرف علي ما يجري علي أرض الواقع في وطنه وبنفسه اذا اراد ان يلتحم بشعبه.. ويبعد عن آذانه مجموعة المنتفعين المنافقين أصحاب المطامع التي لا تنتهي حاملي المباخر له بيد.. أما اليد الأخري يغتصبون بها حقوق الشعب.

والمثل علي ذلك ما آلت إليه الأوضاع في تونس في فترة قصيرة.. وحين وصلت الي حالة الخطر.. تنبه فجأة حاكمها الرئيس زين العابدين بن علي.. وقدم اعتذاره للشعب التونسي "وياليته ما قدمه" عندما صرح بأن من حوله خدعوه.

فلقد كان زين العابدين بن علي يعكس صورة الحاكم القوي المستبد طوال 23 عاما كاملة، ثم يعترف بنفسه بأنه لم يعرف حقيقة الأمور من قبل.. حتي اشتعلت الثورة الشعبية كالنار في الهشيم.

اندلعت الثورة في قرية صغيرة والسبب مواطن شاب جُرحت كرامته حين أُهين من أحد أفراد السلطة المحلية.

ومع أن نفس السيناريو تكرر من قبل ولكن لم يستفد منه الحكام الذين استعذبوا الاستبداد والقهر لشعوبهم.. فمازالت احداث رومانيا ماثلة في الأذهان عندما اندلعت الثورة بعد أن أُهين طالب وطبيب حاول الدفاع عنه.. في ظل حكم الطاغية شاوشيسكو الذي حاول الهروب وزوجته.. ولكن قبض عليهما وقتلا علي أيدي الشعب المقهور.

لذلك يعتبر زين العابدين بن علي وعائلته محظوظين لتمكنهم من الهروب واللجوء الي السعودية.

وأيضا ما وقع في تونس من أحداث متسارعة في أيام قليلة ينطبق عليها قول الشاعر "أري تحت الرماد وميض نار.. وأخشي أن يكون لها ضرام".. فبالرغم من أن النار كانت تتفاعل من حول الحاكمين لم ينتبهوا اليها.. وهم سادرون في استبدادهم غافلون عن

الفساد الذي استشري من داخل عائلهم، ومن حولهم من أصحاب المنافقين.. الذي في وقفة اعتذار من زين العابدين الي الامة جاءت متأخرة.. اتهمهم بأنهم خدعوه باعطاء صور غير حقيقية عن الأوضاع في البلاد.

ان هناك العديد من الدروس المستفادة.. يا ليت الحاكمين المتسلطين المستبدين يعلمونها.

فالدرس الأول.. للحكام الذي يهيأ لهم بالقهر والاستبداد.. يضمنون الاستمرار في الحكم الي نهاية العمر.. ويبقون علي شعوبهم في قبضتهم.. ولا يعوا حكمة التاريخ وما كان يحدث فيه.. فكلما سدت المنافذ أمام الشعوب.. وكلما ساد اليأس من الإصلاح والتغيير.. فلا يبقي أمام الشعوب منفذ الا الانفجار الذي يؤدي الي ثورة لا يعلم منتهاها!!

والدرس الثاني.. اصرار انظمة حكم ومنها تونس علي رفع شعار الاصلاح الاقتصادي أولاً.. وتتهرب من الاصلاح السياسي بشتي الطرق وتعلن ان الاصلاح السياسي ليس له الأولوية بل ولا حتي يتلازم مع الاصلاح الاقتصادي في حين أن الديمقراطية والحريات.. هي التي تكفل حفظ كرامة المواطن في وطنه.. واذا أهين هانت عليه حياته.. والمثل محمد بوعزيزي.

والدرس الثالث.. أن العدالة والمواطنة هما الاساس في نشر العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، وتضييق الفروقات بين المواطنين.. فليس من العدل ان تستولي قلة علي موارد الوطن وعناصر الثراء من ممتلكات واراض واستثمارات بينما يعيش الاغلبية تحت خط الفقر وحوله.

الكلمة الأخيرة:

ليس أبلغ من قول الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي "إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر".