رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المصارحة.. أساس للمصالحة؟

تثور الشعوب عندما تعيش في غبن.. وقهر.. واستبداد من حكامها.. وأيضا عندما تشعر بأنها مهمشة لا تشارك في تصريف أمر مهم من أمور بلادها.. وهذا يعني أن الحكام يفعلون ما يرتأون، وشعوبهم تجلس في مقاعد المتفرجين ويا ليت الأمر يتوقف عند ذلك بل يتحولون إلي رعايا.. وليس مواطنين.

ولذلك كانت المواطنة أحد أهم مواد دساتير الدول المتقدمة والناهضة.. فالمواطنة.. تعني إرساء الحقوق المدنية للمواطنين وما عليهم من واجبات!!
وعندما قامت «الثورة 25 يناير» انبهر بها العالم ووصفت بالرقي والشفافية وناصعة البياض.
فلأول مرة في التاريخ الحديث تقوم ثورة بتوظيف التكنولوجيا المتقدمة في الإعداد لها.. ومن شباب تصرف بشموخ وهو يحمل حماس الشباب وحكمه السنين وتغفلها.. ولذلك انضمت جماهير الشعب بكل فئاته إلي الثورة وحماها جيش الوطن..
فكانت بالفعل أياماً لها تاريخ.. أعادت الروح المصرية الوثابة إلي الشعب.
ولأول مرة منذ ثلاثين عاما.. ردد الشعب المصري.. «نعم نحن قادرون علي التغيير» لنعيد للوطن المكانة التي يستحقها والتي كان عليها قبل نظام الحكم السابق الذي أسقط.
وفي رأيي أن روح (ثورة 25 يناير) مازالت بقوتها ولكن هناك أعمالاً وتصرفات غير مبررة يجب أن تؤخذ في الاعتبار ويتصرف معها بكل سرعة وحزم.. فالحكومة الحالية اعتقدت خطأ انها حكومة انتقالية.. ليس عليها أن تسير في خطوات تلاحق مطالب الثورة أو من المفترض أن تسبقها.
فكل ما يظهر من أداء المفترض أنها حكومة الثورة مجرد ردود أفعال فقط وليس أكثر.. ويظهر هذا جليا أمام الطلبات الفئوية.
في حين أن أي دولة تقوم بثورة.. تحتاج إلي وقفة لإعادة ترتيب البيت من الداخل كأولوية أولي .. خاصة إذا كانت اُبتليت بنظام حكم سابق كان هدفه تفكيك سيادة الدولة حتي يستمر في الحكم ويورث البلاد لابنائه وأحفاده!!
لذلك كان فرضا لحكومات ما بعد الثورة إعادة الكيان الأساسي لسيادة الدولة وهيبتها.
ولكن الحكومة الحالية اتبعت نفس الأسلوب لحكومات النظام الذي أُسقط .. وهو إطفاء الحرائق مؤقتا.. وليس علاجها والقضاء عليها.
فالغموض وعدم الوضوح أصبح يشمل معظم القرارات التي تصدرها.. كذلك التباطؤ الشديد فيما تنفذه

من إجراءات.. وكأن الحكومة جاءت لتهدأ الأمور.. وليست فترتها محسوبة من فترة إعادة البناء الوطني.
وهذا ما دعا الثوار إلي الدعوة لاسترداد (روح الثورة) والتساءل المطروح علي النظام الحاكم المجلس الأعلي للقوات المسلحة والحكومة..انه لو اتبع منهج الشفافية وأسلوب المصارحة مع الشعب.. ما وجدت تلك المواقف التي أشعرت شباب الثورة بأن الثورة تضيع.. بعد أن كانت حاضرة وبقوة فرفع شعار (يد واحدة).
وتسعة شهور ليست بفترة قصيرة كان يمكن علي سبيل المثال تحقيق إنجازات فيها ينتظرها الشعب.. بالذات بالنسبة للحد الأقصي للأجور.. وهذا لا يتطلب ميزانية بل سيضيف لميزانية الدولة.
كذلك لابد من إعلام الشعب بالتفاصيل التي ستؤخذ لبناء هيكل الشرطة مرة ثانية للقضاء علي الانفلات الأمني ولا يكتفي بتصريحات غامضة .. من الوزير المختص.. بأن الأوضاع الأمنية المختلة لن تدوم .. كيف؟ ومتي؟ لا أحد يعلم.
إن الثقة الغامرة التي كانت بين نظام الحكم.. تضعف يوما بعد يوم.. إلي الحد أن البعض يفترض أن تكون قوي خارجية تضغط.. أو وعود بذلت مسبقا تسببت في هذا الغموض والضبابية التي تسود!!
الكلمة الأخيرة
حرام علينا.. أن نضيع بأيدينا إنجازاً عظيماً للشعب المصري.. وشهد له العالم بعبقريته ورقيه.. بل الأكثر من ذلك.. أصبح العديد من شعوب الدول المتقدمة.. تستشهد (بثورة 25 يناير) المصرية وتتمثل بها.. إلي الحد أنها تطالب بميدان تحرير آخر في بلادها!!